حديث المدينة تصريح خطير.. للغاية !! عثمان ميرغني صباح أمس الأول (الجمعة) وفي برنامج مؤتمر إذاعي أدلى الدكتور نافع علي نافع .. نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني.. بحديث خطير للغاية.. لم ينتبه لخطورته أحد.. قال د. نافع تعليقاً على الحوار الذي أجرته مستشارية الأمن مع الأحزاب.. إنّ المستشارية حاولت الادعاء أنّه حوار مع حزب المؤتمر الوطني.. لكن الحزب أكّد ألا صلة له بهذا الحوار.. فعادت المستشارية وقالت إنّه بتكليف من رئيس الجمهورية المشير عمر البشير.. وقال نافع إنّ الأحزاب انفضت من حول مستشارية الأمن.. لأنّها اكتشفت أنّ الحوار ليس حواراً مع المؤتمر الوطني. من ثنايا وثقوب تصريحات الدكتور نافع.. وهو واحد من أقوى القيادات في الحزب والحكومة (معاً).. يبدو أنّ هناك مواجهة باتت سافرة بين جناحين (أو أكثر) داخل المؤتمر الوطني.. هل هي بوادر انشقاق (خطير) داخل أروقة حزب المؤتمر الوطني؟؟ .. الله أعلم.. مستشارية الأمن يرأسها الفريق أول مهندس صلاح عبد الله ( قوش) المدير العام السابق لجهاز الأمن والمخابرات الوطني.. وكانت دعت الأحزاب لحوار يستمر لثلاثة أشهر لوضع استراتيجية للأمن القومي السوداني.. لكن هذا الحوار والذي بدأ بفورة حماس وحملة إعلامية فجأة أصابه الضمور، ثمّ الخفوت التام.. الآن نافع يعلن السبب، ويكشف أنّ حزب المؤتمر الوطني أنكر صلته بها.. رغم أنّ له مندوباً وممثلاً له في حوار المستشارية هو المهندس أحمد البشير عبد الله.. ثمّ كشف نافع أنّ مستشارية الأمن أدّعت أنّ رئيس الجمهورية خوّلها إدارة هذا الحوار السياسي مع الأحزاب (بما فيها حزب المؤتمر الوطني).. وضمنياً يحاول نافع أن يقول إنّ الرئيس لم يفوضها لمثل هذا الحوار. خلاصة تصريحات د. نافع تقول وفي كلمات سافرة.. إنّ الفريق أول صلاح قوش كمن يقود سيارته في طريق ضيّق مثل طريق مدني الخرطوم.. فيحاول التخطي في المكان الخطأ.. مما قد ينجم عنه ما تعرف بالكارثة الحتمية.. انقلاب العربة أو تصادمها مع شاحنة المؤتمر الوطني.. يريد نافع أن يقول إنّ صلاح قوش كان يمارس (طموحه الخاص) حينما خطط للحوار الحزبي داخل أروقة مستشارية الأمن.. وأنّ الأحزاب التي شاركت في حوار المستشارية عندما تحسست أنّ (قوش) يقف وحده.. نفضت يديها من الحوار.. وتركته. هذا الحديث المباشر الصريح من نافع يعني أنّ هناك بوادر انقسام وانشقاق داخل المؤتمر الوطني.. في كفة منه يقوده د. نافع.. وفي كفة أخرى.. آخرون سأذكرهم لكم.. وبصراحة.. ليس هناك مشكلة أن تتباين الرؤى والطموحات والتقديرات.. بل الأفضل أن تتباين.. لكن ستكون مشكلة كبرى لو تحوّل التباين إلى إقصاء متبادل.. فعندها حتماً سيتأسس حزب المؤتمر الشعبي \"تو\".. صلاح قوش ..على كل حال ربما فهم الآن جيّداً حديثي حول \"بروسترويكا\" في حزب المؤتمر الوطني.. سأضع التفاصيل في مقال طويل غداً بإذن الله عن (بروسترويكا المؤتمر الوطني). التيار