أخيرا يعترفون ؟؟؟ دولة المؤتمر والحبل السري طه الصاوي [email protected] جاء في أخبار صحيفة الرأي العام صباح اليوم 20 فبراير أن أمين الإتصال التنظيمي بالمؤتمر الوطني بولاية الخرطوم د. محمد عبد الله شيخ ادريس قد كشف عن مبادرة أعدها الحزب لتكوت نموذجا للأحزاب الأخرى وقال أشياء كثيرة لا تهمني كما لا يهمني تصريحه السابق ولكن ما لفتني بالفعل قوله \"أن المبادرة وضعت أسسا للمشاركة في الجهاز التنظيمي والتنغيذي بألا يجمع بين وظيفتين تنظيميتين بالولاية، وأن يقطع الحبل السري بين الحزب والدولة.كما أبان \" أنه يجب أن تكون للحزب موارده وإمكانياته الخاصة به فيما تخصص موارد الدولة لخدمة المواطن\"....إنتهى ويهمني في تصريح أمين الإتصال الجماهيري هو إعترافه بأن هناك حبلا سريا يربط بين الحزب والدولة...وهو إعتراف استحال الحصول عليه طيلة الأعوام التي ظل مؤتمره يتصرف وكأنما الدولة دولته. وهذا الإعتراف يطرح العديد من التساؤلات التي نأمل أن تسعف كوادر المؤتمر الوطني الشفافية في بيانها للناس..فلربما إذا أبانوها لربما أعتمدت الأحزاب الأخرى نهجه ولربما فكرنا فعلا في الإنضمام لكوادره؟؟ومعنا ملايين السودانيين من ال 66% التي قيل أنها في السوق !!! أولها وبالطبع هل لنا بمعرفة طبيعة هذا الحبل السري؟ وماذا كان ينقل للحزب من الموارد التغذوية؟ وكم تمثل هذه الموارد المنقولة سرا من الجولة من إجمالي موارد حزب، هذا إن مان للحزب موارد تخصه؟ وهل بدأ هذا الإعتماد على الدولة منذ اليوم الأول أم أنه أمر بدأ في فترة ما من نضال المؤتمر؟ وثمة سؤال ظل يطرحه الجميع ..وهو هل استغل هذا الحبل السري في دعم الحزب خلال الانتخابات الأخيرة كما يقول أعداء المؤتمر من الموتورين والحاقدين مما يعني أن الآنتخابات لم تكن لا حرة ولا نزيهة كما يتشدق لنا بذلك قادة المؤتمر صباح مساء. لا يفوت على فطنة القارئ أن الإجابة على كل هذه الأسئلة معروفة لكل ذي عقل من أعضاء المؤتمر ومن معارضيه وفي الداخل والخارج..ولكن التساؤل الحقيقي هو ما هو الموقف الأخلاقي- هذا أذا بقي في هذا الكون من إخلاق- من بعد الإعتراف المذكور...فعندما يعترف المؤتمر بأنه كان له حبل سري مع الدولة فهل يكفي الإعتراف فقط؟؟ وكأنما الأمر لا يتطلب اعتذارا من أحد ولا صفحا من أحد إذا لم نقل مساءلة ولا حتى استقالة من الذين روجوا لهذه الممارسات التي يعتبرها الشباب لا تتناسق مع الخلق القويم؟؟؟خاصة إذا كان الأمر يتعلق بموارد الدولة التي يعني استغلالها من طرف الحزب أنه كان من الأوفق أن تخصصها الدولة لتكون حقنة ملاريا لم يجدها طفل أو شيخ فمات من مرضه كمدا...أو جرعة من ماء نظيف افتقدها أهلنا في ريف السودان أو مدرسة كانت من الممكن أن تغير مستقبل أطفال في هوامش المدن وأعماق الريف لتنقذهم من ظلام الجهل والتخلف الى نور العلم والمعرفة والتطور... جاء هذا الإعتراف من د. محمد عبد الله شيخ ادريس وهو من كوادر الوطني...وسؤالنا له هو متى علم هو شخصيا بوجود هذا الحبل السري؟؟؟؟وهل يمثل إمتثال الحزب لدعوته ودعوة الثوار مثله من شباب المؤتمر شرطا لاستمرار عضويتهم في المؤتمر؟؟؟ أم أن ما لا يدرك كله لا يترك كله؟؟ أم أننا سنراهم يغادرونه إذا لم يقطع هذا الحبل السري؟؟ هذا من ناحية ..أما من الناحية الأخرى فما هي الآلية التي يعلم بها هؤلاء والشعب السوداني أن مثل هذا الحبل السري قد انبتر وجذ.. لا أعلم شخصيا بأن هناك اي أمكانية للتحقق من انقطاع الحبل السري والحبال العلنية التي تربط الدولة مع المؤتمر ولذلك فان السبيل الوحيد لنجاة المخلصين منهم هو الخروج المشرف من مثل هذا التنظيم ...هذا ما نراه ولكن الأمر في نهايته هو موضوع خيارات شخصية.