تراسيم.. فساد بالتقسيط المريح !! عبد الباقي الظافر مدير مستشفى الخرطوم (الأسبق) الدكتوركمال عبدالقادر يتخذ قراراً بخصخصة جزءٍ من مستشفاه العام ويبيعه في سوق الله أكبر.. تتقدم عدد من الشركات لالتهام العرض المغري.. بعد فض العطاءات تحظى شركة يديرها رجل أعمال من ذات مدينة المدير.. ثم لاحقاً يعين شقيق المدير في منصب المدير الطبي لهذا المشفى الخاص.. في غير عالمنا هذه شبهة فساد واضحة يسمونها لعبة الدفع الآجل . والصحف تتحدث عن فساد عظيم في أحد المشافي.. الفساد بلغ مرحلة تكوين لجان التحقيق.. ثم نكتشف أن الرجل الذي بيده الأمر في ذاك المشفى تربطه صلة القرابة بالسيد وكيل وزارة الصحة. فساد وزارة الصحة تحدث عنه البرلمان.. وسارت بأخباره الصحف.. في أحدى المستشفيات كان رئيس مجلس الإدارة والد إداري كبير في ذات المستشفى.. أما مساعد المدير العام فقد اكتفى بتعيين والده عضواً بمخصصات في ذات مجلس الإدارة. في صحافتنا نالنا من فساد وزارة الصحة نصيب.. الوزارة التي يضرب أطباؤها من قلة الأجور وانعدام الحوافز.. كانت ترسل لي مظروفاً في شهر رمضان.. كتبنا الواقعة بحذافيرها.. ولم يهتم لحظتها أهل الوزارة بهذا الأمر. الفساد المالي كان واحداً من وجوه الأزمة في هذه الوزارة الإنسانية.. أما عن الفساد الإدارى واستغلال النفوذ فقد شهدت أروقة الوزارة ما يشيب له الولدان.. كل مسؤول فيها يستخدم سلطاته بتعسف كبير.. مساعد الوكيل يتخذ قراراً بنقل احد الكوادر الطبية من مشفى لآخر.. يهب الوكيل ويعيد الكادر لمقعده ثم يعفي مساعده الذي تطاول.. في هذه اللحظة يبرز وزير الدولة وأمين التنظيم ويعيد مساعد الوكيل المقال إلى منصبه معززاً مكرماً. وكيل وزارة الصحة يرتب لعمليات نقل الأعضاء البشرية من المتبرعين.. كل شيء يمضي في مساره.. وقبل التنفيذ يعرقل وزيرة الدولة الوكيل في منطقة الجزاء.. الوزير يستعين بالقصر الجمهوري.. تعليمات مقتضبة تنهي آمال الآلاف في الشفاء.. أين كان وزير الدولة ووزارته توقع العقود مع الشركة السعودية ؟ . اليوم وصلت الأمور في قطاع الصحة إلى مرحلة لايمكن السكوت عليها.. ثمانون من مديري المستشفيات ومساعديهم قدموا استقالاتهم إلى وكيل وزارة الصحة.. هؤلاء الذين آثروا الاستقالة برروا ذلك بتدخل وزير الدولة في تفاصيل عملهم.. قائمة المستقيلين تحتوي على أسماء لامعة في المجال الطبي وكفاءات معروفة بتجويد عملها.. ليس من المنطق اعتبار كل هؤلاء يجاملون وكيل وزارة الصحة.. يقفون من ورائه لمجابهة وزير الدولة. كمال عبدالقادر رجل عظيم التهذيب.. عالم له مبادرات جريئة في وزارة الصحة.. عمل طبيباً في المشافي البريطانية تكسو سيرته انجازات باهرة ولكن هذه الوقائع تحتاج منه إلى توضيح.. أسئلة تستحق إجابات واضحة . على قيادة الدولة أن تفض الاشتباك في هذه الوزارة الحساسة.. العلاج الناجع هو أن يذهب الوكيل والوزير اليوم قبل الغد.. الصمت على ما يجري في هذه الوزارة يماثل جريمة إبادة جماعية في حق شعبنا.