إليكم ............ الطاهر ساتي [email protected] أزمة إحساس بالمواطن..أسعار الدواء نموذجا..!! ** تقريرصادر عن منظمة الصحة العالمية في العام 2004 يشير بأن ثلث سكان العالم لايستطيعون الحصول على الأدوية الأساسية بسبب الأسعار العالية،وسكان السودان..وتقرير آخر صادر عن خبراء في مجال الصيدلة بالسودان، في العام 2009، يشير بأن المواطن السوداني يتحصل على الدواء بسعر يزيد بنسبة (80%) من السعر التكلفة والترحيل من الدولة المصدرة إلى السودان، بسبب الجمارك والضرائب والرسوم وغيرها من الجبايات، الولائية منها والمحلية.. تأمل تلك النسبة يا صديق، زيادة (80%) من تكلفة إنتاج وترحيل أي دواء، تدفعها أنت مكرها لتعيش..اللجنة التي أعدت تلك الدراسة، طرقت باب البروف حسن أبوعائشة وزير الصحة السابق، بمقترح عقد ورشة تناقش أسباب هذا الغلاء ثم تزيل تلك الأسباب..فأصدر الوزيرأبوعائشة قرارا بتشكيل لجنة أسماها بلجنة ألية تسعير الدواء، وشملت عضويتها أولئك الخبراء وكل الأطراف ذات الصلة بتلك النسبة الفلكية، وهي : وزارة المالية، وزارة الصحة ، ديوان الضرائب، الجمارك، المجلس الإتحاد للصيدلة، إتحاد مستوردي الأدوية، المواصفات والمقاييس، الإمدادات الطبية وجمعية حماية المستهلك..هكذا جمعهم الوزير ثم فوضهم بالآتي : وضع سياسة لتسعيرة الأدوية، بحيث يتناسب السعر مع المستوى المعيشي العام للمواطن ..!! ** عقدت تلك اللجنة برئاسة الدكتور جمال خلف الله - الأمين العام للمجلس القومي للأدوية والسموم- إجتماعا وآخر وثالث، وإستمعت لكل أطراف تلك الزيادة العالية، وخرجت بمعلومة مفادها : الرسوم والجبايات الحكومية التي توضع على الأدوية عالية، ويجب إزالتها، ومنها : الرسوم الجمركية التي تقدر ب(10%)، وكذلك الضرائب وكل الرسوم المركزية والولائية، وتأسيس نظام رقابى مركزي وولائي لمراقبة هامش الربح للصيدليات، وأن تبيع المؤسسات الحكومية الأدوية التي تستوردها بسعر تكلفة تشغيلية لاتزيد عن (10%)، وأن تحصر تلك المؤسسات الحكومية الموردة تعاملها فقط مع المشافي الحكومية، بشرط أن تلتزم المشافي الحكومية بمجانية الأدوية، ثم توحيد سعر الدواء في جميع أنحاء البلاد تحت رقابة مركزية .. تلك كانت توصيات اللجنة التي شكلها البروف أبوعائشة، فوافقت كل الأطراف ذات الصلة بنسبة (80%).. نعم، وافقت المالية على إلزام كل أطرافها بإلغاء مبالغها التي تشكل تلك النسبة،وكذلك وافقت الولايات على إلغاء رسومها وجباياتها..وسلمت اللجنة توصياتها تلك - بما فيها من موافقات - إلى البروف أبوعائشة للتنفيذ .. فشرع البروف في تنفيذها، ولكن.. تبا لحرف الإستدراك هذا، تابع ماحدث ياصديق، لتعلم قيمة الإنسان في السودان ..!! ** وزارة التجارة الخارجية كانت طرفا أصيلا في التنفيذ، وما أن استلم وزيرها السميح الصديق تلك التوصيات إلا وقد جن جنون شركات السحت ومراكز القوى التي تتكسب من آلام البسطاء الذين لاحول لهم ولاقوة ليتداوا في الاردن وماليزيا أوساهرون والزيتونة.. لقد جن جنون تلك الشركات وسادة مراكز القوى التى تحميها، فقلب السميح الصديق - وزير التجارة الذي كان مؤيدا ومتابعا لكل مراحل عمل اللجنة - ظهرالمجن لتلك التوصيات ولجنتها ولوزارة الصحة ،وخاطبهم - بتاريخ 15 يوليو 2009 - بخطاب أهم نصوصه : ( نقدر مجهوداتكم لمحاية المواطن بتخفيض سعر هذه السلعة الإستراتيجية الهامة، ولكن هنالك أليات من شأنها تخفيض السعر دون التدخل في سياسة التحرير وتخفيض الرسوم الجمركية والضريبية، وعليه نرى الإتجاه إلى أساليب أخرى ولكم وافر الشكر والتقدير)..هكذا قابل السميح الصديق تلك التوصيات، ولم يكتف بتلك المقابلة ، بل ذهب إلى مجلس الوزارء ثم إستقوى به في الرفض بكامل التنسيق والتحالف مع الدكتورعوض الجاز.. نعم ، رفض تنفيذ التوصيات رغم توسلات وزارة الصحة ، ورغم محاولات الخبراء لإقناعه بأن أمريكا وبريطانيا وفرنسا والصين وروسي او استراليا وكل دول الشرق الأوسط والأقصى إنتهجت هذا النهج ووحدت تسعيرة الدواء.. وضعوا أمامه قائمة بكل تلك الدول التي إنتهجت ذات النهج وأزاحت عن كاهل مواطنها وطأة غلاء الدواء، ولكنه - وزير التجارة السميح الصديق - لم يقتنع و( وقف الف أحمر) ..وإستقوى - في رفضه - بالدكتور عوض الجازومجلس الوزراء..هكذا وأدت مراكز القوى تلك المبادرة بكل توصياتها وأطفأت بارقة الأمل التي كادت أن تؤدي إلي تخفيض سعر الدواء في الصيدليات بنسبة (50%) أوأكثر،ومجانيته في المشافي العامة..هذا ماحدث قبل عام،وتحصلت على وثائقه ضحى البارحة، وتعمدت توثيقه لتعرف يا صديق أثرمراكز القوى على أجهزة الدولة ومؤسسيتها - إن وجدت - ومدى تحكمها في مصائر الناس بقسوة.. ثمة سؤال للسميح الصديق : عليك الله إستفدت شنو من رفضك ؟.. وآخر لحليفه عوض الجاز : هل بالله عليك سياسة تحريرك الإقتصادي في السودان أقوى وأفضل من سياسة التحرير الإقتصادي التي تنتهجها أمريكا وبريطانيا وفرنسا وكل الدول التي خفضت أسعار الأدوية ثم وحدت تسعيرتها ؟..هل من تبرير لذاك الرفض، غير: عدم الإحساس بآلام الناس ..!! ................. نقلا عن السوداني