[email protected] يري الكثيرون ان الاستعمار الانجليزي حين غادر ترك لنااكبر مشكلتين اعاقتا تقدمنا بشكل كبير واقلقتا مضجعنا كشوك الهراس وهما مشكلة الجنوب وفي الشمال حلايب ورغم تسليمنا بذلك الا ان الانجليز تركوا لنا بنيات اساسية كثيرة ومقومات دولة اضعناها في العهد الوطني خاصة في شموليتي مايو 69ويونيو 89ونذكر من هذه المقومات علي سبيل المثال لا الحصر ...مشروع الجزيرة ...منظومة سكة حديد ....حزان سنار ....التخطيط للصحة ...الخدمة المدتية التي اشادت بها الاممالمتحدة في نقاريرها عام 1968ثم نظام التعليم الذي ارادوا به خلق الشخصية القومية السودانية التي يرتكز عليها في بناء الاوطان بالتمازج والتعارف الذي يقضي الي خلق سمات موحدة وتهدم بالتالي النعرات القبلية والجهوية والعنصرية وذلك من خلال نظام الداخليات في كل مراحل التعليم وهو ما غفل عنه العهد الوطني خاصة مايو ويونيو في ثورتين علي التعليم هما اقرب الي حكاية الثور في مستودع الخزف والنتائج ماثلة للعيان ...وحتي تكون عزيز القارئ علي مدي حيوية وديناميكية وتطور التعليم ومناهجه اخيلك الي تجربة لم تكتمل وهي تجربة تعلم اللغة الانجليزية بالتلفزيون ولها كتاب ENGLISH BY TELEV )وكان ذلك عام 69وكانت حصة في الاسبوع ويوم الاحد الحصة الثالثة نذهب لمعمل العلوم وما ادراك ما معمل العلوم حيث كان مؤثثا علي احدث طراز وبكافة المعينات من مواد واواني مختبرات علمية واحواض بصنابير ماء مثبته في كل طاولة وهذا شان كل المدارس الثانوية في كل انحاء السودان ومثبت فيه التلفزيون والذي يفتح لنشاهد مادة انجليزية وبعد الانتهاء نعود للفصل لنجاوب علي الاسئلة في الكتاب المشار اليه اعلاه وكانت الفكرة ان تجمع نتائج السنة وتحلل بواسطة علماء التربية في الوزارة ومعهد المعلمين العالي وعلي ضوء تلك الدراسات يتم تطبيق التجربة وتعميمها خاصة في تلك الفترة تمت اجازة مشروع محطة الاقمار الصناعية وشبكات المايكرويف لكل انحاء السودان تزامنا مع فكرة التلفزيونات الاقليمية ووضع برامج قيامها لتؤدي رسالتها التنويرية علي اكمل ربطا مع التلفزيون القومي ولك ان تتصور عزيزي القارئ تعميم تلك التجربة في التعليم منذ عام 69 لكان الانترنت دخل تعليمنا منذ ثمانينات القرن الماضي ولكنا كما قال الخليل (كنا فوق اعراف السوابق) وهذه التجربة التي اذكرها لم تتم في اي دولة عربية او افريقية قي ذلك الزمان ولكنها اجهضت في مهدها وما عاد يذكرها الا امثالنا ممن عاش روعة التجربة طلابا وهكذا تئد الشمولية كل قيم التطور في كل مناحي الحياة في بلادنا العزيزة ّّّّّّّّّ!!!!!!!!!!