. القاهرة تكتب ، بيروت تطبع والخرطوم تقرأ هذه المقولة الأشهر في العالم العربي علي الرغم من حدوث متغيرات كثيرة الا ان الخرطوم رغم المياه الكثيرة التي تمر من تحت جسر الثقافة في عهد الإنقاذ فلا تزال تقرأ وتعرف كيف تفعل ذلك مكتسبة خبرة في معرفة أهداف ومرامي كل ما يكتب ( يفهموها طايرة )هكذا هم السودانيون ولا سيما الفئات المثقفة والمستنيرة منهم. . أرادت الإنقاذ ان تحيل القراءة الي مجرد ترف ترمي من وراء ذلك لتجهيل هذا الشعب علي الرغم من أن أول ما تنزل علي نبينا محمد من الوحي جبريل سورة إقرأ ، لهذا نجد الجميع استمسكوا بعروة القراءة منذ المهد الي اللحد معظمين فضل التعليم حاثين الأبناء بضرورة إنارة العقول بالعلم والذي أضحي في زمن الإنقاذ كفريضة الحج لمن استطاع إليه سبيلا . هذه الأيام تحتفل الأسر السودانية بتخريج أطفالها من رياض الأطفال أو ما يعرف بمراحل التعليم قبل المدرسي . . لم تبخل الأسر السودانية علي أطفالها بإقامة احتفالات التخرج والتي أصبحت من المناسبات التي يتفاعل معها الجميع لما تحمله من رسالة سامية تشجع الأبناء الأطفال إلي أهمية التعليم والأسر تفعل ذلك تستقطع من قوتها وتستدين للغيب وتفعل المستحيل لرسم ابتسامة في ثغور أطفالها علهم يتزودن بها جرعة ماء في بيداء ربع خالي من أي مساهمة تقدمها لهم الحكومة في مسيرة تعليم هؤلاء القادمون بمزاج للتعلم . . سرعان ما يتسرب الملل والإحباط إلي هؤلاء الأطفال منذ السنة الأولي بعد ان يكتشفوا التناقض الكبير بين التعليم قبل المدرسي في رياضهم وما يشاهدونه في الفضائيات وما يرويه أندادهم ورصفائهم من أطفال المغتربين والمهاجرين وبين الواقع المحبط في مدارس تنقصها أولويات المعينات التربوية والنقص المريع في الوسائل وحتي البيئة التعليمية فيتحول التلميذ لوسيلة جباية مرهقة للأسر والآباء في مدارس لا تحمل من المدرسة الا الاسم فقط. . كثير من الأسر القادرة مادياً تعلم علم اليقين ان بيئة التعليم لها آثار مدمرة علي نفسيات أبنائهم وأن الصدمة النفسية التي تصيب من هم في مدارس التعليم العام التي ( ترعاها) الدولة أصبحت متلازمة الفشل باعدت بين الكثيرين ومواصلة تعليمهم وحتي اولئك الذين صمدوا ، تخرجوا بضعف بائن راكموا من خلفهم ذكري جيل مدمر نفسيا أصبح يشكل التعليم في حياتهم مجرد فوبيا. . في ظل حكومة تنفق علي التعليم والصحة حوالي 3.7% وعلي المناصب السيادية 10% وعلي الأمن أكثر من 70% من الموازنة العامة ماذا يتوقع هذا الشعب من الأجيال القادمة ان تقدم لهذا البلد؟؟ أنهم يقدمون لأبنائهم تعليما خاصا و محترما في الداخل والخارج من أموالنا ويلفظون أبناءنا إلي عالم العطالة والفاقة والجريمة .. أيها السادة،، انتبهوا ،، مستقبل أبناءكم في خطر!! الميدان