بالمنطق أجهزة ل «أمن!!» النظام لا «أمن!!» الشعب!!! صلاح عووضة ٭ يا سبحان الله.. ٭ نظام الإنقاذ «الشمولي!!!» ينصح المصريين الذين انقلبوا على «الشمولية!!!» بأن يفعلوا، ولا يفعلوا.. ٭ وكأنما المصريون هؤلاء «لا راحوا ولا جاءوا».. ٭ وكأنهم لم ينتفضوا ضد نظام لا فرق بينه وبين هذا الناصح لهم الآن سوى في عدد سنوات «الكنكشة».. ٭ وكأنهم لم يضحّوا بالأرواح والدماء و«النوم» من أجل ان يضعوا حداً للفساد والاستبداد والتعذيب وانتهاك كرامة الإنسان.. ٭ أي باختصار، كأنك يا أبوزيد «المصري» ما غزيت.. ٭ سبحان الله.. ٭ ولعل أعجب ما في النصائح الإنقاذية هذه الإشارة إلى ضرورة الإبقاء على جهاز الأمن المسمى مباحث أمن الدولة.. ٭ ولم تكلف الإنقاذ نفسها وهي تسدي هذه النصيحة ان تتحرى عن أسباب كراهية الشعب المصري لهذا الجهاز.. ٭ وحتى حين ذكّرت المصريين بخطأ حل جهاز أمن مايو عقب انتفاضة أبريل لم تُتعب نفسها في التحري عن أسباب كراهية السودانيين لذلكم الجهاز.. ٭ المهم أن لا يتم حل مباحث أمن الدولة وخلاص.. ٭ بمثلما المهم أن يبقى الترابي الآن وآخرون في قبضة الأمن السوداني وخلاص، بغض النظر عن مشروعية استمرار حبسهم من عدمها.. ٭ وتجاوز المشروعية التي ينص عليها القانون والدستور وشرائع الأرض والسماء كافة هو سبب كراهية الشعوب لأجهزة الأمن في البلاد «الشمولية!!».. ٭ فما من جهاز أمن في دولة مثل هذه إلا وهو مكروه من تلقاء الشعب.. ٭ ولأجهزة الشرطة من هذه الكراهية نصيب أيضاً.. ٭ فقد رأينا كيف صبّ المصريون جام غضبهم على هذين الجهازين إبان ثورتهم على حسني مبارك. ٭ وليست من فراغ هذه الكراهية بالتأكيد.. ٭ فلطالما رشحت أخبار عن فظائع وحشية تقترف في حق المصريين في أقبية جهازي الأمن والشرطة بعيداً عن أعين الجن الأزرق «ذات نفسو».. ٭ ولطالما تصدّى الجهازان هذان لأية تظاهرة سلمية بقسوة تبلغ حد القتل بالرصاص الحي.. ٭ ولطالما «تفرعن» أفراد هذين الجهازين على بقية خلق الله من المصريين بدافع من إحساس في دواخلهم مستمد من ثقافة سلطوية استعلائية لدى النظام نفسه.. ٭ أرأيتم الطريقة «الوقحة!!» التي كان يتكلم بها الفقي والدقاق وصفوت وسرور وآخرون كثرٌ في النظام المصري؟!.. ٭ إنها لا تختلف عن الطريقة التي يتكلم بها نظراء لهم في دول شمولية عربية تنتفض شعوبها ضد أنظمتها هذه الأيام.. ٭ ولا تختلف أجهزة الأمن والشرطة فيها كذلك عن شبيهتها في مصر قبل ثورة الشعب.. ٭ ولكن، يا سبحان الله.. ٭ كأنما الإنقاذ لا ترى، لا تحس، لا تسمع.. ٭ أو ربما لأنها جزء من «المنظومة!!» هذه فإنها «كذلك!!».. ٭ أي أنها عاجزة عن اقتلاع نفسها عن واقعها الذي تعيشه ولو للحظات حتى تبصر هذا الواقع على حقيقته.. ٭ وهذه الحالة يعبِّر عنها تماماً مثلنا الشعبي القائل: «الجمل ما بشوف عوجة رقبتو».. ٭ طيب، ألا تقرأ الإنقاذ؟! ٭ ألا تقرأ ما كتبه شباب الثورة المصريين على مواقعهم الالكترونية رداً على نصائح الإنقاذ هذه لحكومتهم الانتقالية؟!.. ٭ وللعلم يا إنقاذ الحكومة الانتقالية هذه ما جاءت إلا بأمر شعب مصر الثائر.. ٭ والمجلس العسكري القائم ما تصدى لحمل الأمانة إلا بأمر شعب مصر الثائر.. ٭ والمشير طنطاوي ما هو بقائد «انقلاب عسكري!!» وإنما هو قائد «مؤقت» بأمر شعب مصر الثائر.. ٭ أي يا إنقاذ شعب مصر هو الذي بيده السلطة الآن.. ٭ وشعب مصر هذا هو الذي قال: «مش عاوزين مباحث أمن الدولة».. ٭ وهو الذي قال: «مش عاوزين شرطة ليست في خدمة الشعب».. ٭ طيب، أهناك «قول» بعد «قول» الشعب..؟! ٭ أم أنه شعب لا يفهم يجب أن «ينضرب على قفاه»؟!.. ٭ وبالضبط هذا ما كانت تقوله أجهزة الأمن والشرطة حين ثار الشعب السوداني ضد نظام نميري.. ٭ وما كان يقوله سياسيون مايويون أيضاً من قبيل: «ندوسهم كالحشرات، ونسحقهم كالعقارب».. ٭ وللسبب هذا طالب السودانيون آنذاك بحل جهاز الأمن و«تطهير» الشرطة. ٭ ويطالب المصريون الآن بحل مباحث أمن الدولة و«تنظيف» الشرطة كذلك.. ٭ وهي مطالبة يا إنقاذ ليست «من هيِّن!!!».. ٭ ولكن نقول «شنو»: سوى سبحان الله؟!!!! الصحافة