المشير مبسوط منى!! ودور هذا الصحفى فى مصر!! عبد الغفار المهدى لاشك أن الصحفيين السودانيين فى عهد الأنقاذ خصوصا رؤساء التحرير وكتاب الأعمدة مسئولين أمام الله وأمام الشعب فى كل معلومة مضللة ،أو دورقاموا به لتبييض وجه النظام الانقاذى والذى فاق تبييض الأموال فى هذا العهد المشوه ، خصوصا أولئك الحربائيين الذين يرتدون ثوب كل نظام غير أبهين بأخلاق وشرف المهنة التى لوثتها كثرة الألوان والبقع التى تسبب فيها هؤلاء وحولوها ل(سلطة) بفتح السين وليس (سلطة) بضم السين، بل ذهب بهم الأمر أبعد من ذلك عندما تحول بعضهم لاذرع أمنية للانظمة من خلال صحفهم بنشر بعض المعلومات الغير حقيقية وبأخفاء أخرى فى أنتهاك صريح وقبيح لأبسط قواعد هذه المهنة، وكل هذا بالنسبة لهؤلاء يهون ما دام الثمن واصل والاعلانات متدفقة والنظام مبسوط ،والأغرب أن بعض هؤلاء ينتقدون أغنية (الشريف مبسوط منى) مع العلم بأنهم يلعبون نفس الدور الذى يلعبه مغنى (الشريف مبسوط منى) مع أختلاف المسميات واللعب بالألفاظ فأغنيتهم المفضلة هى (المشير مبسوط منى) مع خلاف بسيط فى الأجواء التى تحيط بالتجربتين فالأولى فى جو صاخب وشبه منحل والثانية فى جو وقورشبه أخلاقى فى مظهره وفى جوهره يعتبر أكبروصمة عار فى تاريخ هذه المهنة. أحد الصحفيين الحربائيين ،جاء الى مصر قبل سنوات عديدة بعد أن ضاق به الحال فى السودان وصرف جميع ما أكتنزه طوال فترة عمله فى الموالسة ...عفوا فى الصحافة ..وما تلقاه من خلال الأدوار التى كان يمارسها منذ فترة دراسته بمصر مع أختلاف طفيف مع ما كان ولازال يمارسه من خلال كتاباته ،حيث أنه فى ذاك الوقت كان مزروعا من قبل جهاز أمن الدولة المصرى المنحل وسط زملائه من الطلاب السودانيين فى منتصف الثمانينات، جاء الى مصر تارة بحجة أنشاء صحيفة وأخرى لممارسة التجارة ومع خبرته الطويلة فى مسالة الغوص والتغلغل وسط الجماعات ،أنتشر فى مصر كالسرطان وتشابكت علاقاته مع أى كان ما دام هناك ثمن بغض النظر عن مقابل هذا الثمن .. فأصبح ضيفا أساسيا على موائد كل ما يتعلق بالشأن السودانى المصرى بل وصل به الأمر أن أتحيت له المساحات فى أجهزة الأعلام المصرية والسودانية لممارسة هوايته فى التضليل والتزييف ولى عنق الحقائق ليدخل نادى أغنية (المشير مبسوط منى) حتى وصل به الأمر أن أصبح عضوا فى لجنة ترشيح المشير فى الانتخابات السابقة بمصر ،وفجأة وفى ضربة قاضية وجهها للسفارة السودانية التى كانت تفتح ذراعيها له بالأحضان والمؤتمر الوطنى الذى يجيد توظيف مثل هذا ،ليقود ما يسمى بمفاوضات حركة العدل والمساواة قطاع كردفان بمساعدة أحد الوزراء الحاليين ،ويتمكن من خلال هذا المقطع الذى أضافه لأغنية المشير مبسوط منى عشان أنا بحب دورى وبدور أحل دينى من قبض الثمن الذى عاد به الى السودان وطفأ على السطح مرة أخرى ، وكانت هناك أشاعة قوية أطلقها بواسطة المغفلين الذين يجيد توظيفهم بأن هناك منصبا وزاريا فى أنتظاره عقب الأنتخابات مكأفأة على دوره المزدوج من خلال تكوينه للحركة المزعومة التى دخل بها مرة أخرى ودوره الذى مارسه فى مصر تحت رعاية المؤتمر الوطنى والسفارة،وعندما خابت تلك الاشاعة وبعد مضى فترة عاد الى مصر مرة أخرى فى بداية هذا العام ،ولكن لم يجد ما كان يحظى به سابقا وغادرها أبان أحداث ثورة يناير المصرية هرعا ...ليعود مرة أخرى مع الرئيس فى زيارته الأخيرة لمصر فذهب الرئيس ومن صحبه فى هذه الزيارة من كورال أغنية المشير مبسوط منى من الصحفيين .. ليبقى تواجده علامة أستفهام ولغز محير خصوصا وأن زيارة البشير الأخيرة لمصر لم تحقق النجاح المطلوب بالرغم من الخدمات التى أبدى أستعداده لتقديمها لمصر..بالأضافة لذلك موضوع العربات التى تحمل أسلحة قادمة من السودان لمصر ومحاولة الطناش التى صاحبت هذا الموضوع من قبل الانقاذيين...بالأضافة لما يلاقيه الآن كثير من السودانيين القادمين لمصر من أعاقة لاجراءات دخولهم... دوما العلاقات المصرية السودانية طوال تاريخها بالنسبة لمصر ملف أمنى يتبع للجهات الأمنية وليس لوزارة الخارجية وهذا أمر لاجدال فيه. وبالأمس صرح وزير الخارجية المصرى الجديد بأن ملف العلاقات السودانية المصرية سيكون محل أهتمام خاص ،ولا شك أن هذا التصريح فى هذا الوقت بمثابة تصحيح للعلاقات بين البلدين ووضعها فى طريقها الصحيح ،لكن هذا لايمكن فى ظل وجود نظام الأنقاذ الذى يسهل أبتزازه فى أى أتفاق دولى..عليه يجب أن يعى النظام المصرى الحالى أن ملف العلاقات بين البلدين يجب أن يخرج عن أطاره الأمنى وتصحح فيه الكثير من المفاهيم وتراجع فيه الكثير من الأتفاقيات والتى وقعها هذا النظام الفاسد. وليكن معلوم لأمثال هذا الصحفى أن الأمور الآن لم تكن كسابقتها فى مصر لممارسة دوره الذى أعتاد عليه ، واذا كان دوره هذه المرة كسابق أدواره فالأفضل له ممارسته من داخل دائرة الرقص على أنغام أغنيته المفضلة فى السودان فلا أظن بأن المؤتمر الوطنى سيكون له تواجد فى مقبل الأيام بمصر بعد سقوط تؤم روحه الحزب الوطنى ...اللهم ألا اذا صعد الأسلاميين للسلطة فى مصر ولا أعتقد بفشل تجربتهم فى السودان أن يكون لهم فرصة نجاح فى مصر..... ولايغرنك ألتفاف الحرباءات حولك فمصيرهم كمصير كل من باع ضميره ومبادئه ووطنه من أجل مصالحه وأهوائه الشخصية فقريبا ستجدون أنفسكم خارج دائرة الضؤ مهما برعتم فى التلون والتحول.