.. محمد عبد الله برقاوي.. [email protected] عبد الله بك خليل رئيس وزراء السودان قبل انقلاب الفريق عبود في 17نوفمبر 1958 بلغه ان ابنه قد قبل باحدي المدارس الثانوية الحكومية.. ولما كان علي علم بان مجموع الابن في اجتيازامتحان نهاية المرحلة الوسطي وقتها . لايؤهله لذلك القبول...رفع سماعة الهاتف وسأل وزير المعارف السيد زيادة أرباب عن سر تجاوز القانون واستثناء ابنه..؟ ثم عنفه بشدة وطلب منه الغاء الأمر.. وان كان فيه غض الطرف عن درجتين فقط رأت الوزارة انها ليست فارقة كثيرا..لكن كان رد رئيس الوزراء ..أن هاتين الدرجتين ستخرجان اثنين من ابناء الغلابة الذين لا يقدرون علي تعليم أ بنائهم بالمدارس الأهلية بالفلوس ..أما انا فلدى المقدرة علي ذلك ..وكان له ما أراد وأدخل ابنه المدارس التجارية !!! وهوذات الموقف الذي اتخذه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر حينما طلب منه المقربون من ماسحي الجوخ ان يتدخلوا لدي الجامعة لقبول ابنته هدي عبد الناصر التي خذلتها بضع درجات في دخول كلية بعينها ..فرفض ..وحينما رحل الرجل عن الدنيا كانت حصيلة خزانته الشخصية اربعمائة جنيه مصري فقط بالتمام والكمال.. لسنا بالطبع نقول ان من ذكرناهم كانوا قادة وسياسين ملائكة..فهم كحكام كان لهم ما يحسب لصالحهم من النجاحات علي مستوي الحكم ..وعليهم ما يحسب في غير صالحهم كبشر ايضا.. لكن الفيصل في القيم الأخلاقية التي عاشوا عليها حتي وهم في سدة الحكم ..ولم يرمهم أحد بسبة فساد أو عابهم وطن باستغلال نفوذ من ناحيتهم أو أيا من اقاربهم ..فذهبوا وتركوا ذريتهم مرفوعة الرأس تعيش كالناس وتمشي بينهم في الأسواق.. ( فاصل ونواصل..مع تباين المقاربات ) أخونا اللواء طبيب عبد الله حسن البشير ..بالطبع لن يلتفت الي اسمه أحد لو لم يكن هو شقيق رئيس جمهورية السودان..ولن يجد نفسه يملك حق التدخل والافتاء في شئؤن الدولة وحركة الاستثمارات وجلب اساطينها بعد ان استقبلوه في عقر دارهم وعلي اعلي مستويات مناصبهم ..فهناك عشرات الرتب في القوات المسلحة ومن هم أعلي منه رتبة وتخصصا لا يحق لهم الا بتوفيض رسمي التفاوض في هكذا شئؤن وان عادت علي الدولة بمنافع جمة ..فهو وبحسب اقراره بعظمة لسانه ..ما كان له نيل ذلك التشريف الا لانه بصفته شقيق الرئيس.. طبعا كل التبريرات التي ذكرها سعادة اللواء طبيب محاولا درء تهمة الفساد عن نفسه واشقائه الميامين ..لاتدخل رأس عاقل ولو كان بسعة عقل الزعيم الأممي القذافي وولي عهده المأفون و المكلوم في اخفاق شعاع ولايته المستحيلة...باعتبارهما ايضا ينفيان تهمة الحكم في بلاد الثورة ..فيما يملكان الثروة فيها كلها..علي عكس شعبهما الذي يحكم نفسه بعدالة الثورة حسب زعمهما.. وهو في الواقع لا يملك من الثروة شيئا .. فقط استطيع ان اصدق نكتة اللواء المسافر الي لندن في انه لايملك ثمن التذكرة..لسبب منطقي يدعوني لتصديقة ..وهو انه ليس مضطرا في الأساس لشراء التذكرة لأن هنالك من سيأخذ جواز سفرة ويقوم باجراءات السفر ومن ثم يعيده اليه وقد توسطته تذكرة من فئة درجة رجال الأعمال.. انت ياسيادة اللواء ان كنت جئت لتنفي تهمة الفساد عن اسرتك فقط وهذا ربما يكون من حقك صدقت أم لم تصدق.... فهل انت معني بالخوض في نفي الفساد علي مستوى دائرته الكبري و هي بحجم الوطن المنهوب الذي لم يسمع به أيضا شقيقك السيد الرئيس ..الا بعد أن اصبح لكم مسجدا خاصا وسط مدينة كاملة هي الأخري ملك حر وليست حكرا.. ومن منبر ذلك الصرح تناهي الي مسامع رئيسنا الراعي والمسئؤل عن رعيته ان هنالك فسادا في مفاصل الدولة والحزب الحاكم ..وأن جيوب المحسوبين عليهما بل المسئؤلين المباشرين قد انتفخت من موارد الدولة التي تتضاءل محتويات خزينتها وينسل ايضا مكنون الابار ( وزيت الشعب الطالع ) منداحا في قسمة الجنوب الذي فقدناه بفضل خكمة خلافة انقاذكم المخالفة..... والراعي شقيقك المسمي علي الخليفة عمر بن الخطاب وحفيده الزاهد عمر بن عبد العزيز..و كان الخليفة الجد من فرط عدله ومتابعته لرعايا خلافته الواسعة في زمان لم يكون فيه أعلام أو وسائل اتصال.. يقول لو ان بغلة عثرت في الكوفة لسئل عنها لانه لم يعبد لها الطريق.. فيما لم يسمع الرئيس عمر بصوت طوب الأرض وهو يصرخ تحت اقدام مفسدي نظامه وحزبه.. ..ياهوم..ياهوم ياهوم..الحرامية.. ولم يشم رائح نتانة فسادهم علي مدي سنوات حكمه العجاف و التي عبأت الأفاق ..!!!؟ فصمت الشعب وعدم فتح (خشمه ) ليس خوفا وانما لان الأفواه مليئة بالقيء من تلك الروائح التي قلبت البطون.. ونفيك ياسيادة اللواء وكأنه تحصيل حاصل جاء تأكيدا للمؤكد الذي يثبت نفسه بالرائحة ..قبل رأي العين..وطرق المسامع.. وللشعب ..رب مستعان ..وهو من وراء القصد.