أ .احمد فضل الاسطل /باحث وكاتب من غزة [email protected] من الواضح أن ابدعات القادة العرب أبت إلا أن تأتي بكل ماهو جديد في التصدي للثورات العربية التي جاءت في سبيل الحصول على الكرامة الإنسانية ولقمة العيش الكريمة ، وليس هناك اختلاف بينهم إلا في نسبة التخلف الجمعي في التضحية بالقيم والعقائد والتقدم العلمي التكنولوجي والصناعي والاجتماعي في سبيل التفنن في البقاء في الحكم أطول فترة ممكنة ولو على حساب ماضي وحاضر ومستقبل الأمة . والمحافظة على ارث اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت الوطن العربي بالقلم والمسطرة على خريطة التناقضات الاجتماعية والسياسية والسكانية حتى القبلية . والأشد وضوحا أن تركة الرجل المريض الذي انتهت به الخلافة الإسلامية ( العثمانية) لم تعطي العرب سوى مزيدا من الانقسام ولم تكن دعم حركات تحررية أكثر منها حروب أدت إلى احتلال كل الدول العربية . وبعد استقلال الدول العربية تعددت أنظمة الحكم العربي المختلفة في المسميات المتفقة في المضمون حتى أصبحت الصغائر التي تمس الحاكم العربي كبائر لا يمكن مغفرتها ، والكبائر التي تمس الأمة العربية وكرامتها ليس سوى صغائر حتى أصبح الفرد العربي يشعر بالنقيصة والمهانة ويصفق لمن يستحق ولا يستحق من الزعماء العرب (الملهمين ) . ووصل الخلاف العربي حتى أقدام لاعبي كرة القدم ونسي الزعماء العرب في ظل حكمهم ما يجب عليهم فعله لتنمية أوطانهم ومن ثم وطنهم العربي الكبير إلى أن فأجاتهم الثورات التي لم يتوقعوها في أسوا كوابيس الخوف على الحكم وإبقاء الشعوب في دائرة التبعية والتخلف حتى وهم في قبورهم المظلمة بعد موتهم . جاءت الثورات العربية لكي تقول لا وألف لا لهذه الأنظمة القمعية المتخلفة المترهلة من جمهورية مبارك إلى جماهيرية العقيد .حتى بدأت هذه الأنظمة في التهاوي واحدة بعد الأخرى . ويبدو أن نظام الحكم الجماهيري وأول جماهيرية في التاريخ تتحول بين عيشة وضحاها إلى زنقة صغيرة تقاتل بكل شراسة في مواجهة ثورة تختلف عن سابقتها في أن تلجا إلى السلاح لحماية أبناءها الثائرين ويظهر ضعف الدور العربي فيها إلا بدور سلبي بالاستنجاد بمجلس الأمن لتغير حكم استمر 42عاما . إن الثورات العربية بينت للعالم مدى ضعف هذه الأنظمة التي أصبح الرهان عليها خاسر فأخذت الدول الأوربية تغير سياستها لتنحاز إلى مصالحها مع الشعوب الثائرة وذلك لاستمرار سايكس –بيكو واللذين لو كانوا بيننا اليوم لندموا اشد الندم على أنهم لم يقسموا الوطن العربي إلى مزيد من الدول عفوا الزنقات. فنحن اليوم نرى مدى التزام العرب بسايكس بيكو ........ حتى إنهم اخترعوا لأنفسهم زنقات لكي يحكموها وليس أخرها جنوب السودان والزنقات الخليجية أو زنقة رام اللهوغزة في فلسطين .القضية العربية والإسلامية الأولى وبوصلة التحدي مع الاستعمار العالمي عامة والاستعمار الصهيوني خاصة . فلتستمر الثورات المباركة للقضاء على الزنقات العربية رئيس رئيس ، .أمير أمير، سلطان سلطان ، ملك ملك ، عقيد عقيد ، زنقة زنقة ......