بالمنطق مغول العصر المروي..!! صلاح عووضة ٭ اثنان ذوا شهرة من أبناء الشمال يحملان اسم أسامة.. ٭ أحدهما من المنطقة النوبية وهو رجل الأعمال المعروف أسامة داؤود.. ٭ وثانيهما من منطقة الشايقية وهو مدير وحدة تنفيذ السدود أسامة عبدالله.. ٭ والتشابه هذا في الاسم الأول لدى كلا الرجلين لا ينسحب على أشياء أخرى فيهما من جهة نظر إنسان الشمال الأقصى.. ٭ فبينما نجد الأول مُرحَّبٌ به هناك لما له من أياد بيضاء على المنطقة، نجد الثاني يُنظر الى ما تفعله يداه هناك بكثير من الشك والريبة و«سوء الظن».. ٭ ولا نريد ان نصف يديّ هذا الأخير بالإحمرار - في مقابل البياض ذاك - بما ان الدماء التي سالت في كجبار لا يبوء بذنبها شخص بمنأى عن سياسات حكومية ترى ضرورة ان يُقام سد في كجبار ولو على جماجم من شهداء أبناء المنطقة.. ٭ ولكن الذي نريد ان نقوله – من واقع ظواهر الأشياء - ان أسامة عبدالله يبدو مستفزاً لمشاعر الناس هناك بإصراره على تمدد نفوذ وحدته الخاصة بالسدود في مجالات أخرى خلاف سديّ دال وكجبار.. ٭ فها هو مثلاً يسعى الى «التصرف» في أراضٍ بالمنطقة - تحت دعاوى مشاريع وحدة السدود - ضارباً عرض الحائط بتحفظات حكومة الولاية نفسها دعك من المواطنين.. ٭ وكأنما وحدة تنفيذ السدود هذه هي ذات «صلاحيات!!» هناك تفوق حتى صلاحيات الوالي الذي يبدو مغلوباً على أمره إزاء «تنفُّذ» أسامة عبدالله.. ٭ يحدث هذا في وقت لم يسكت فيه الغضب بعد عن مواطني منطقة كجبار .. ٭ ولم يتلاشَ بعد أثر الذكرى الحزينة في نفوس أهالي حلفا «الغارقة».. ٭ ولم يتبدد بعد وقع «الصدمة» من عقول أبناء دنقلا جراء اختيار والٍ «سابق» ما زالت «عجوزات!!» حكومته المالية تحول دون «استقامة» الأمور لحكومة الوالي الذي خَلَفَه.. ٭ والآن تمتد يدا أسامة عبدالله نحو أراضي منطقة القولد غير عابئ بصيحات الاحتجاج الغاضبة هناك.. ٭ ولم تفلح تطمينات ابن المنطقة مصطفى اسماعيل في تهدئة الخواطر بما ان وحدة تنفيذ السدود فعلت «فعلتها!!» تلك في كجبار من قبل رغم انتساب متنفِّذ إنقاذي آخر الى المنطقة تلك وهو عبدالرحيم محمد حسين.. ٭ ولا نعني ب «الفعلة» هنا إنشاء السد وإنما ما هو «دون» ذلك وان كان «يفوقه» إستثارةً للغضب.. ٭ ورغم ان كلمتنا اليوم هي بمثابة تقدمة فقط لما هو آت - بإذن الله - إلا أننا نطرح تساؤلاً فيها على نسق ذاك الذي وجهه الشيخ الزنداني للرئيس اليمني «المكنكش» علي عبدالله صالح ، يصلح لأن يكون خاتمة - أي التساؤل - لكلمتنا الاخيرة في هذا الصدد.. ٭ تساؤل نوجهه لل «جهة!!» - أيَّاً كانت - التي يستمد منها أسامة عبدالله «قوته!!» و«نفوذه!!» و«سطوته!!» على خلفية ما حدث من استقالات حتى الآن من تلقاء محسوبين على الإنقاذ في المنطقة.. ٭ استقالات كان الدافع إليها الإحساس بالعجز عن الدفاع عن ابن المنطقة، وأرضها ، وزرعها، ونخيلها، و«تاريخها!!» أمام هجمات «مغول العصر المروي!!!» .. ٭ والعبارة بين القوسين أعلاه نعني بها «الآليات!!» ال «وحشية!!» المنسوبة لسد مروي وليس إنسان مروي النبيل.. ٭ استقالات «لوَّح بها على وجوه أفرادِك» - أيتها «الجهة!!» - كلٌّ من معتمد وادي حلفا، ووزير الإعلام ونائب الوالي، ووزير التنمية والاستثمار والسياحة ونائب الوالي ايضاً.. ٭ فيأيتها «الجهة!!» هذه: ٭ هؤلاء أفرادك، وقياداتك، ورجالاتك يستقيلون، أفلا يكفي هذا؟!!.. ٭ وإن كانت استقالتا عصام ميرغني وفقيري جاءتا احتجاجاً على «مجزرة» كجبار، فإن استقالة محمد سعيد حربي جاءت احتجاجاً على مصادرة وحدة السدود للأراضي استناداً إلى القرار «206» للعام «2005» .. ٭ ومن بين هذه الأراضي المصادرة - أو التي بصدد أن تُصادر - أراضي منطقة القولد.. ٭ والقرار المذكور - للعلم - تقف وراءه «الجهة» هذه التي يسند عليها أسامة عبدالله ظهره وهو يوليِّ وجهه - وآلياته - شطر الشمال النوبي.. ٭ ومن قبل تسببت «جهتان» عسكريتان - ايضاً - في إيذاء الشمال النوبي هذا.. ٭ ففي عهد عبود تم «بيع» حلفا و «إغراقها» و«تهجير» أهلها.. ٭ وفي عهد النميري تم «دفن» نفايات نووية في صحراء دنقلا.. ٭ وفي عهد الانقاذ هذا يحدث الذي يحدث الآن.. ٭ فما هو «سر» استهداف الأنظمة العسكرية - يا ترى - لهذه الأرض «ذات التاريخ!!» ؟!.. ٭ ربما في«منحوتاتها الأثرية!!!» تكمن الإجابة. الصحافة