زمان مثل هذا الله يوسّع عليهم الصادق الشريف في المؤتمر الصحفي الذي عقده والي الخرطوم يوم الأربعاء الفائت جاءت مداخلة الأستاذ حسين خوجلي ساخنة كما هي عادته في تسخين الأجواء. وقبل الولوج الى المداخلة، لاحظتُ أنّ الأخ الوالى ووزيرته يستخدمون كلمة (معاقين Disabled ) في الحديث عمّا تمّ تنفيذه بالنسبة لهذه الفئة ضمن برنامجهم الاجتماعي، رغم أنّ الوصف تطور لدواعي إنسانية، وأصبح (ذوي الاحتياجات الخاصة People with Special Need) وهو وصف ألطف الى نفوس تلك الفئة، وقد تمّ اعتماده عالمياً من قبل منظمات الأممالمتحدة. أمّا رئيس تحرير ألوان فقد استغل حديثاً للأستاذة عفاف عبد الرحمن وزيرة التنمية الاجتماعية حول جهود وزارتها للارتقاء بالعمل في (دار المايقوما) لرعاية الأطفال مجهولي الأبوين، فقال إنّ جهود الوزارة (والوالي) يجب أن تتمحور قبل أن يصبح هناك طفل محتمل في طريقه للدار. وعلى هذا طالب بالاجتهاد للوصول إلى (فقه جديد) للزواج بعيداً عن فقه الأئمة الأربعة.. فقه يعمل على تيسير الزواج ليصبح في متناول كل الشباب (المُسخنين).. ينزل عليهم برداً وسلاماً.. ويقيهم الحرج والمرج. والحقيقة أنّ الفقه موجود.. ومن اجتهاد رجالٍ معاصرين... وهو فقهٌ يدعمُ العفة... ويفتحُ دوراً لها...وبالتقسيط المريح... ويغلق دوراً مثل دار المايقوما. لكن... المشكلة في المجتمع نفسه كسلطة قوية... قوية الى حدِّ أن العادات تصبح أقوى من الفقه ومن الشرع... ومن رغبات الفرد... بل والأفراد مجتمعين. الشيخ عبد المجيد الزنداني هو أحد المشغولين الآن بتنحية الرئيس اليمني كان قد اجتهد فأخرج فكرة (زواج فريند)، زواج بشروط إسلامية على نمط غربي. يتزوج فلانٌ فلانة.. بولي ومهر وإشهار وشهود، ثُمّ تُقدر الأسرتين ظروفهما، فيلتقيان مرتين أو ثلاثاً أوحتى سبعاً في الأسبوع في بيت أحدهما، أو في فندق، فيمارسان حياتهما الزوجية، ويذهب كلُّ واحدٍ الى سبيله، وتكون النفقة بالتراضي. وهناك زواج المسيار (للرجل) أو الإيثار (للمرأة)، وشروطه مُخففة.. تتنازل المرأة عن المبيت أو النفقة أو الإنجاب.. أو كلّ ذلك.. وتصمد بقية الحياة الزوجية. كما أنّه وعلى غير بقية المذاهب يرى الأحناف أنّ الولي ليس ركناً من أركان الزواج، ويصح زواج البكر والثيب بغير إذن وليها أو رضائه، بشرط أن تتوفر كل شروط الأهلية في الزوج. والفقه في قضية الزواجِ واسعٌ.. فكثيرٌ من الفقهاء (وَسعوا علينا، الله يوسع عليهم، كما يقول دكتور البوني). لكنّ ذلك على المستوى النظري فقط.. فالمجتمع أشدّ كبتاً من شرطة النظام العام!!!. من الذي يُغامر (بزواج فريند) وشباب الحي العاطلين عن العمل يجلسون له طوال اليوم تحت أشجار بيته.. يتهامسون؟؟؟. من ذا الذي يُشمِّر ساعديه ليتزوج (مسياراً) وصحيفة (كذا) الاجتماعية لا تفرق بين زواج الإيثار وال(...)؟؟؟.. وهي صحيفة تترك خطوطها الأولى خاوية الى ما قبل منتصف الليل.. في انتظار فضيحة صحفي أو صحافية؟؟؟. الفقه واسع يا أبوملاذ... ولكن. التيار