.. هاشم سمباى [email protected] يخطئ نظام البشير الإجرامي المستبد إن ظن أنه سيفلت من اللحظة الثورية التي تنتظم المنطقة .. والتي تنادي بشرعية الشعوب لا شرعية الحزب الواحد والحاكم الأوحد.. ويخطئ نظام المجرم البشير الظلامى إن ظن أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ومصالحها في المنطقة ستوفر له الغطاء إن شارت ثائرة الشعب وتعالت هتافاته بأنه يريد إسقاط النظام.. وهي التي تخلت عن مبارك وهو الحارس الأمين على مصالحها في المنطقة ..ورغم مآثره في حرب اكتوبر إلا أن شعبه نادى بإسقاطه .. فأين منه نظام قسم البلاد وأرهق العباد.. على رأسه مجرم تطارده العدالة الدولية لما أقترفه من جرائم حرب وإبادة جماعية وتهجير قسري وحرق لقرى . ويخطئ النظام إن ظن أن دماء شهدائنا منذ اغتصابه السلطة في يونيو المشؤوم 89 كانت ماءً ولم تكن دماً فانياً طاهراً قدمه شهداؤنا قرباناً في محراب الحرية والانعتاق .. ويخطئ النظام إن ظن أن مرآه حيال انفصال الجنوب هو رؤية السودانيين ..فبيت الشعر (منقو قل لأعاش من يفصلنا) سيتفجر غضباً وقصاصاً.. ويخطئ النظام إن ظن أن سيناريو ( مدمر القذافي) في ليبيا سيتكرر في السودان.. ويخطئ النظام إن اعتقد أن أجهزة أمنه وزبانيته من الظلاميين والعنصريين سيشحذون هممهم منافحين عنه .. وقد انتفخت جيوبهم وأوداجهم.. وتخطئ المعارضة المتحاتفه إن رددت مقولتها الممجوجة إن البلاد تحيط بها المليشيات المسلحة وتستهدف وحدتها النزعات الانفعالية كمبررات لا طالة عمر النظام . ونقول لهؤلاء ترجلوا فقد تجاوزكم الشعب وشبابه .. كما تجاوزكم .. ودونكم تجربة اليمن .. ويخطئ شعبنا إن اعتقد أن الوقت لم يحن بعد لتطهير حياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية من تدنيس وتلبيس هذه الطغمة الفاسدة المفسدة ..وظل بيئة خصبة يمارس فيها النظام ألاعبيه وأكاذيبه وترهاته في سبيل تكريس دولته الدينية الشمولية المصادرة للحريات والعمل على شيطنة الدولة المدنية القائمة على المواطنة وحقوق الإنسان والحقوق والواجبات بغض الطرف عن الجنس واللون والفرق والانتماء الديني .. ويخطئ أيضاً أن تعامل في مرحلة ما بعد الإنقاذ بنفس الآليات والأريحية والتي انتهجها مع رموز اكتوبر ومايو . وتخطئ القنوات الفضائية وعلى رأسها الجزيرة أن ظلت تكيل بمكيالين .. وتجاهلت ما يدور في السودان ، كدأبها دوما، فهناك (الحرة) ،(BBC) وغيرهما من القنوات الموضوعية التي تتخذ الحيادية والمهنية منهجاً . ويخطئ الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسه ( القرضاوي) أن ظل يلعب دوره المكشوف بتوفير الغطاء الديني للنظام ومواقفه المتواطئة مع النظام في قضايا الشعب السوداني المصيرية مثل ماسأة دارفور وتداعياتها من إزهاق أرواح وتشريب مواطنين وحرق قرى . أما عضوية ذلك الإتحاد من السودانيين فشعبهم بهم كفيل .. وتخطئ المؤسسة العسكرية السودانية إن لم تنحاز لشعبها ولم تتمتع( بالأخلاقية الاحترافية) والتي هي سمة كل الجيوش الوطنية .. وهي على قناعة تامة بأن شعبنا شعب عصى عن التطويع. رياح التغيير قادمة وربيع الثورات ما زال في بواكيره .. وأول الغيث قطرة ثم الربيع ..