[email protected] غني عن القول ان واحدة من اعقد مشاكل السودان بل و السبب الرئيسي في ازماتنا المتلاحقة منذ الاستقلال -وللاسف - الي اجل غير مسمي هي ازمة النخب التي جمعت سلبيات ومثالب الهجين ( العربي الافريقي ) او ما يعرف باختلاط الدمين اضافة الي بهارات اخري اكتسبتها النخب من واقعها /صفوية التعليم /النرجسية /الشخصنة /روح الاستعلاء في غير ما مبرر /انفصام الشخصية بين صفوية الفكر ورعوية الانتماء /الخلط في الاتفاق او الاختلاف بين ما هو شخصي وما هو عام وما هو وطني وما هو حزبي /وهذا ما حدا -بعد تجربة طويلة في العمل العام -بالراحل المقيم عبد الكريم ميرغني احد رجالات اكتوبر والسفير والوزير ان يصل الي نتيجة مفادها ان النخب السودانية هي سبب تعاسة وضياع هذا البلد الطيب وذلك حين التقي الصادق المهدي في اواخر عهد مايو في مناسبة اجتماعية ادلي بما يشبه شهادته في نقد الذات و علي النخب قائلا ( ياسيد صادق نظام نميري عاجلا ام آجلا ذاهب لا محالة واذا ما آلت السلطة اليكم فاني اول من سيتقدم لتحكموا عليه ولاعلق في عامود الكهرباء في الشارع ولا اريد هيئة دفاع عني لاني اقر باني اخطأت في حق بلادي لأن ما يصيب بلادنا من مصائب وازمات سببه نحن النخب ..نحن الذين بسطنا قيم الدولة للعسكر ليقوموا بالانقلابات وملآنا عقولهم بان حل مشكلة البلاد بايدينا لدرجة مخلة حيث نقول ان فلانا سيضع القوانين وفلانا سيحل مشاكل الاقتصاد وان ....وان وان كل مشاكلنا ستحل في خلال شهر او شهرين علي اكثر تقدير ..ويا سيد صادق لا تنظر الي هذه الشهادات العليا ولا الي الازياء الراقية ..كلنا امام الرئيس مثل الاطفال لو انقطعت الكهرباء تجدنا نجري نفتح الابواب والشبابيك بل البعض منا يقوم يهبب الرئيس هذه هي حقيتنا التي لا يعرفها الناس والتي بسببها اضعنا هذا البلد وانسانه الطيب المسالم )وكان السيد / الصادق المهدي المح لنا ذات مرة ضجره بالنخب حين قال ان كل من يحمل شهادة او تخصصا يريد ان تكون له وزارة ...وما أشبه الليلة بالبارحة ...وهذا ما فعلته الانقاذ بعناية وانظر لخريطة المناصب الدستورية وهذا ما اقره الدكتور عوض احمد الجاز حين سالناه عن المعارضة وكثرة المناصب قال لا توجد معارضة الكل يريد منصبا ومنزلا وسيارات ومخصصات وهذا ما فعلناه!!!!!!!!!!! هل يا تري مازال هناك ضوء في نهاية النفق !!!!!!!!