عبود .........حكايات قيم الدولة سيف الدين خواجة [email protected] الرئيس الفريق ابراهيم عبود كان رجل دولة من الطراز الفريد فيه كل صفات شعبه الاصيلة والكريمة هو اول رئيس في العالم الثالث يتنازل عن السلطة بمجرد خروج الشعب عليه تاركا بصمة وموقف للتاريخ يستحق هذا الرجل ان يؤلف عنه وعن كل آباء الاستقلال كتب تروي لاجيالنا التائه الآن اي رجال كانوا ببلادنا التي مزقتها اجيالنا اللاحقة دون ان يطرف لهم جفن بل يكابرون انهم علي حق ولو بعث عبود واباء الاستقلال لما عرفواالسودان ولا السودانيين مما اصابنا من المحن والكوارث من ناس المنبت لا ظهرا ابقت ولا ارضا قطعت ..عبود هذا الهرم الشامخ يقول عنه سر الختم الخليفة رئيس وزراء اكتوبر 1964 وجدته في كامل حلته العسكرية وبعد التحية قال لي :- ما كنت اعلم اني ظلمت الشعب لدرجة الخروج علي وانا حزين لذلك ثم اردف انا الآن علي استعداد للعمل في اي موقع خدمة لوطني ثم قلت له ما هي طلباتك سيادة الرئيس قال اولا العمل علي انهاء اجراءات معاشي حتي اعيش منه الشهر القادم ثانيا ان ابني يتخصص في بريطانيا وهي بعثه يستحقها ارجو ان تتركوه يكمل تخصصه ويروي سكرتيره الخاص ان شنطة الاحكام القضائية وصلته للمصادقة عليها فاحتجز منها حكما يقضي باعدام امراة قتلت زوجها مما احاره وجعله يقلب الراي فيه بل ويستخير الله فيما يفعل بهذا الحكم بل وطلب من سكرتيره ان يفعل مثلما فعل عساه ان يهتدي الي العدل والصواب وخلال هذه الفترة وصلته عدة خطابات من ابناء المراة وكانوا في مراحل التعليم المختلفة واقروا بخطأ والدتهم لكنهم استدركوا بانهم سيصبحون ايتاما لا ام ولااب وهم مازالوا في مقتبل العمر مما زاد في حيرة الرئيس القوي الامين مما حدا به ان يرتب للابناء امر حياتهم ودراستهم ومسكنهم ومعاشهم ثم خفض الحكم الي 7سنوات سجن ورغم ذلك كان معذبا حتي قابل رئيس القضاء في احتفال عام وبعد السلام مباشرة سأله رايه في ذلك الحكم فاجابه رئيس القضاء بانه فعل الصحيح الذي يجب فعله فابتدره الرئيس اذا كان هذا هو الصحيح لماذا لم تفعله انت وتريحني من العذاب فاجابه رئيس القضاء لا سيادة الرئيس انا قاضي احكم بما عندي وانت اب لكل اسودانيين والدستور يخولك بذلك ولو كنت مكانك لفعلت ما فعلت وهنا تنهد الرئيس عبود وقال الحمدالله ... هذا ملمح خاطف من حباة الرئيس عبود وهو الرئيس الوحيد الذي هتف له الناس بعد تنحيه حين ذهب لسوق الخضار يتسوق فهاج كل السوق في مظاهرة مشهودة ومحفورة في ذاكرتنا الجمعية(ضيعناك وضعنا معاك ) ولأشد ما اصابوا لما اصابنا فيما بعد!!!!!!!!!!!!!!!!!