بالمنطق توابيت وعناقريب..!!! صلاح عووضة ٭ حادثة لن أنساها ما حييت أدت إلى اندلاع ثورة بداخلي تمثَّل هتافها في: (العقل يريد تغيير النظام!!).. ٭ وتغيَّر (النظام!!) بالفعل - من آحادية صارمة لا عواطف فيها إلى انفتاح يتقبَّل جدل الرأي والرأي الآخر.. ٭ كان ذلك في زمان مضى حين كانت شعوب العالم العربي (تتفرج) على شعب السودان وهو يهتف: (الشعب يريد...).. ٭ وكان أحد أبناء حيِّنا - في ذيَّاك الزمان - ذا نهج آحادي في الفكر مثل الذي كان لدينا تماماً إن لم يكن يبزُّنا تفاخراً به.. ٭ ونهار خميس من تلكم الأيام تفاكر ثلة من أبناء الحي في شأن رحلة ترفيهية رأوا أن يكون أوان التحرك صوب مكانها غداة الغد - أي الجمعة.. ٭ وخلال التفاكر ذاك أكثر فتانا المعتد ب(منطقه المادي) من الإشارة إلى ما (سوف!!) يفعله هو شخصياً دون أن يقرن ذاك بالمشيئة الإلهية.. ٭ فنبهّه أحد الحاضرين إلى أن يقول (إن شاء الله) إلا أن فتانا رفض صائحاً بسخرية - والعياذ بالله -: (شاء أو لم يشأ سوف أفعل).. ٭ و(يشاء!!) الله أن لا (يفعل!!) صاحبنا شيئاً مما كان قد وعد به.. ٭ فقد نام نومة - في الليلة تلك - لا قيام منها إلا يوم البعث.. ٭ ونسرد نحن اليوم حكاية هذه الحادثة على خلفية تصريحات دأب على اطلاقها نفر من أهل الانقاذ تجاه الأخيار يُستشفُّ منها سهو عن (أقدار الله).. ٭ فإن صحَّ ما نُسب إلى نافع - مثلاً - من حديث عن (عنقريب الترابي!!) أو لم يصح فإن هذا القول (يشبه) أحاديث ذاك النفر من أهل الإنقاذ تماماً.. ٭ فمن قبل صرح بعض قادة الإنقاذ كثيراً بأقوال تجاه رموز المعارضة الذين كانوا بالخارج القاسم المشترك بينها جميعاً هو كلمة (تابوت!!).. ٭ لقد كانوا يسخرون من رموز المعارضة هؤلاء ويقولون إنهم سوف يأتون إلى الوطن محمولين في (توابيت!!).. ٭ ومن يسمع مثل هذه الأحاديث المتعدية على غيبيات إختص الحق بها نفسه يظن أن أهل الإنقاذ أُوتوا من الذي (يُحيِّ ويُميت) وعداً بأن يظلوا هم (أحياءً) يرزقون إلى أن تأتيهم (توابيت) مناوئيهم.. ٭ فإذا كان أهل الانقاذ يراهنون على (طول عمر!!) نظامهم - حسبما يقولون - فما أدراهم أن أعمارهم طويلة كذلك؟!.. ٭ بل حتى الرهان على طول عمر النظام هو رهان فيه تغوُّل على ما هو من صميم (علم) الله - لا البشر - بما أن الله (يؤتي) الملك من يشاء و(ينزعه) ممن يشاء مصداقاً لما جاء في كتابه الكريم.. ٭ كما أنه - أي الله - (يعزُّ) من يشاء و(يذلُّ) من يشاء.. ٭ ألم ير (الساخرون!!) من أهل الإنقاذ هؤلاء ما حاق بكلٍّ من مبارك وابن علي من (ذِلَّة) بعد أن (نزع) الله عنهما ملكاً ما كان يظن (الجن الأزرق) نفسه أن مثله يمكن أن يُنزع؟!.. ٭ فحسني مبارك كان (يسخر) مثلهم تماماً من المعارضين حتى قبيل أسابيع من سقوط عرشه.. ٭ فآخر سخرية جاءت على لسانه كانت عقب الانتخابات (المزورة!!) حين قال معلقاً على فكرة برلمان موازٍ من تلقاء المعارضة: (خليهم يتسلُّوا!!!).. ٭ وإذا كان من أهل الإنقاذ من (ينتظر!!) الآن خروج الترابي من السجن على (عنقريب) - ولا ننسب هذا التمنيِّ إلى نافع بما أنه نفاه - فعليه أن يتدبر في حكاية جارنا (الدهريِّ) ذاك الذي أخلد إلى النوم وهو (واثق!!!) من رؤية شمس صباح اليوم التالي.. ٭ وإذا كان منهم - أي أهل الإنقاذ - من (ينوم قفا!!) على فكرة (ديمومة) نظامه الحاكم ترقباً لشمس يوم جديد - بالنظر إلى عدم قوة (ضراع!!) المعارضة - فعليه أن يتذكر (قوة) يد الله التي (نزعت) الملك في (غمضة عين!!) عن نظامي مبارك وابن علي.. ٭ ثم جعلتهما يُشيَّعان إلى مثواهما الأخير حيث مقبرة التاريخ الخاصة بالجبابرة والطغاة والمتسلطين.. ٭ يُشيَّعان باللعنات وهما محمولان على (توابيت!!) و(عناقريب!!). الصحافة