/ أبوظبي [email protected] كشفت صحيفة \" يديعوت احرونوت \" الإسرائيلية أن الغارة التي شنها الطيران الحربي الإسرائيلي قبل حوالي أسبوعين على سيارة في بورتسودان ..استهدفت السوداني \"عيسى هداب \" الذي تدعي إسرائيل أنه يهرب الأسلحة الى قطاع غزة.وأشارت الصحيفة إلى أن هداب كان قد نجا من غارة جوية إسرائيلية سابقة عام 2009 حيث استهدفت طائرات الاحتلال وقتها قافلة شاحنات زعمت أنها حملت أسلحة مهربة الى القطاع عبر السودان اسفرت عن مقتل 119 شخصا.ومن المعروف أن الغارة الأخيرة التي استهدفت سيارة هداب قرب بورتسودان أسفرت عن مقتله مع سائقه الشخصي أحمد جبريل.وقال مواطن كان قريبا من موقع الغارة إن طائرتين كانتا تحلقان على ارتفاع منخفض وقصفت العربة (بدقة) رغم أن الشارع كان مزدحماً بالعربات ولا يفصل بين السيارات وتلك المستهدفة سوى (10) أمتار فقط. والغريبة أن بورتسودان هي مركز قيادة قوات الدفاع الجوي السودانية الذين قال جنوده انهم لم يستطيعوا التعامل مع الطائرة المغيرة لأنها في أجواء مدنية !!!،وقالوا أيضا أنها تزامنت مع رحلة سودانير!!!!. والأغرب أن موقع الحادث الأخير لا يبعد عن مقر الدفاع الجوي إلا عدة أمتار فقط. كما ظهرت تصريحات من مصادر رسمية تقول إن ضربة جوية شهدتها أيضاً مناطق بالقرب من سواكن وحلايب خلال اليومين السابقين للغارة على السوناتا . وقبلها قامت إسرائيل بتدمير قافلة شاحنات على الطريق الساحلي بالبحر الأحمر قتل خلالها 119شخصا وقد تسترت حكومتنا على الحادث الفضيحة وتطوع العدو الصهيوني بالكشف عن ملابساته بعد وقوعه بشهرين ،ونشرت الصحف الإسرائيلية صور حطام الشاحنات المدمرة.وفي مطلع هذا العام أغرقت إسرائيل قوارب صيادين سودانيين في ساحل البحر الأحمر ، وقبل هذا وذاك قيام أمريكا التي (دنا عذابها)بضرب مصنع الشفاء في قلب الخرطوم .فكيف يعجز جيش النظام وأجهزة أمنه ومخابراته وشرطته التي تلتهم 70% من ميزانية الدولة في الرد على كل هذه الخروقات والانتهكات لسيادة البلاد !!!. حكومتنا التي تلعب دور الأسد على شعبها ،تتحول إلى نعامة ربداء تجفل من صفير الصافر إزاء أي عدو أو عدوان خارجي ،وتفلح في اطلاق العنان للسانها السليط ضد معارضيها بالداخل ،حكومتنا هذه، قابلت استباحة اسرائيل للأراضى السودانية برد فعل خجول وقالت إنها تحتفظ بحقها في الرد على هذا العدوان لننتظر ونرى كيف.وزير دفاعنا الهمام الذي هدد بالتدخل في الجنوب لوقف دعم الحركات المسلحة لإقليم دارفور، رد على القرصنة الإسرائيلية في بورتسودان بتبرير ساذج لايقنع راعي الضأن في الخلا.والقى باللوم على دول التآمر والاستكبار كعادة مسؤولي الإنقاذ في التملص من المسؤولية ،(الشينة منكورة)،وكرر الاسطوانة المشروخة وقال:إننا ضُربنا لأننا نرفع راية الشريعة الإسلامية ، كأنهم مبعوثي العناية الإلهية لأسلمة العالم.واعترف وزير الدفاع بأن هناك اختراقاً لجهاز المخابرات الإسرائيلي في السودان ،وزعم أن ما حدث ليس نكسة عسكرية،ولم يستبعد ضربات أسرائيلية أخرى ،ووعد بالاستجابة لمطالب المواطنين بالتصدي لتلك التجاوزات،(غدا لناظره قريب)..والوزير نفسه الذي اعترف بقصور في أجهزة الدفاع الجوي التي قال إنها مكلفة أتى لاحقا وناقض نفسه بقوله إننا الآن فى مجال التقانة العسكرية نصنف الدولة الرابعة إفريقيا.فكيف نصنف الدولة الرابعة إفريقيا في مجال التقانة العسكرية وتكون في ذات الوقت أجهزة دفاعنا الجوي متخلفة وبها قصور اضطر الوزير بسببه لاستجداء البرلمان والمجالس المتخصصة لدعم الوزارة لشراء الأجهزة والرادارات الخاصة بحماية الساحل السوداني البالغ طولة 750 كيلو مترا ،وحينما طالبه المجلس الوطني برد تحية اسرائيل بأحسن منها.قال ان الحكومة شرعت في خطوات للتصدي للحادثة وأن العمل يمضي في كافة النواحي ابتداءً من العمل الدبلوماسي إلى آخره،هل يقصد العمل العسكري؟!. قال المتنبي ولم نقل نحن: وإِذَا مَا خَلاَ الجَبَانُ بِأَرْضٍ .....طَلَبَ الطَّعْنَ وَحْدَهُ وَالنِّزَالاَ وكان عبدالرحيم محمد حسين هو ذات نفسه الذي فاجأ الأوساط العسكرية السودانية في سبتمبر عام 2007 ، وكشف أن بلاده تصنع الآن طائرات بدون طيار، وفي طريقها إلى إنتاج الصواريخ والأسلحة الثقيلة الأخرى.فكيف يأتي ذات الوزير وبعد مرور أربع سنوات على تصريحه هذا ويتذرع بضيق الإمكانيات ويستجدي الدعم من المجلس الوطني . وإذا صدقنا مزاعم الوزير عن قلة حيلة الحكومة وعجزها عن مجابهة التفوق العسكري الإسرائيلي فبماذا يقنعنا وزير الدفاع حول فضيحة دخول قوات حركة العدل والمساواة نهارا جهارا في صيف العام 2008 إلى قلب العاصمة الخرطوم حيث مقر القيادة العامة للقوات المسلحة وحيث مكتب الوزير؟. إعلام الجبهة الاسلامية أقام الدنيا ولم يقعدها عندما سقطت الكرمك وقيسان في عهد الديموقراطية المؤودة فلماذا يصمت صمت أهل القبور حين تغتصب سيادة الوطن مرارا وتكرارا؟؟!!!.ولماذا اشتد صراخ وعويل أبواق الإسلاميين عقب اختطاف وقتل الطالبة أميرة الحكيم في فترة الحكومة السابقة فيما تغض الطرف الآن عن العشرات من جرائم الاختطاف والاغتصاب والقتل التي لم ترحم حتى الأطفال الصغار!!!. وإذا كانت الإنقاذ عينها بصيرة ويدها قصيرة فلماذا لا تمد رجلها على قدر لحافها؟ .وإذا كان النظام لاقبل له بمجابهة إسرائيل فلم يتورط علنا في دعم حركة حماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية ويغض الطرف عن تهريب السلاح إلى غزة؟ وقد تجاوزت حماس فقه السترة الإنقاذي وكشفت بنفسها هذا التعاون بينها ونظام الخرطوم عندما أعلنت أن غارة بورتسودان استهدفت مسؤولا كبيرا في صفوفها لكنه لم يصب بأذى.وقال القيادي في الحركة إسماعيل الأشقر إن ابن شقيقه القيادي في كتائب “القسام" عبداللطيف الأشقر كان هو المستهدف من الغارة .وقد انتقدت الحكومة ، تصريحات حماس بشأن وجود عناصر للحركة بالسودان .وقال كمال حسن على وزير الدولة للشئون الخارجية السوداني في تصريح له :\" لا توجد عناصر إرهابية في السودان باعتبار أن السودان يعانى عناء شديد جدا من وضع اسمه في قائمة الدول الراعية للإرهاب، وهذه القائمة لها إنعكاسات سلبية على وضعنا الاقتصادي \". والأشقر هو خليفة القيادي في حماس جمال المبحوح الذي اغتاله الموساد الإسرائيلي في أحد فنادق دبي في يناير من العام الماضي بعد اتهامه بتهريب الأسلحة من إيران إلى غزة عن طريق السودان.ويقال أن إسرائيل نفذت غارة بورتسودان بعد حصولها على معلومات “قيمة" من المهندس الفلسطيني ضرار أبو سيسي الذي اختطفه الموساد أخيراً من داخل قطار بأوكرانيا. وبالتأكيد دخل الشخص المستهدف بالغارة كما يدخل غيره من قيادات حركتي حماس والجهاد إلى بلادنا بعلم النظام وتحت رعايته .فلماذا النفي ومحاولة التملص من دعم المقاومة الفلسطينية وكان ينبغي لحكومتنا الإسلامية أن \"تركز\" وتقول أن دعم المقاومة شرف لاتدعيه وتهمة لاتنكرها. باعتبار أن دعم القضية الفلسطينية وغيرها من القضايا العادلة واجب لكن يجب ألا يكون على حساب الأمن القومي السوداني. والأيام القادمة كفيلة بفك طلاسم غارة بورتسودان وكشف المزيد من الحقائق حول ملابساتها. سئل وزير الدفاع الهمام عما إذا كان ينوي تقديم استقالته إثر قصف بورسودان كما نادى البعض في منابر مختلفة فقال إنه واثق في نفسه تمام الثقة، والأمر متروك لرئيس الجمهورية.. \"أما أنا فأعرف ماذا أفعل\"!!.وطبعا الرئيس البشير كان قد كافأ صديقه الوفي عبدالرحيم محمد حسين الذي كان وزيرا للداخلية بترقيته إلى منصب وزير الدفاع بدلا من محاسبته وإقالته ،عندما اعترف الوزير نفسه بتقصيره في قضية انهيار عمارة جامعة الرباط الوطني قبيل افتتاحها بقليل وقد أكدت لجنة التحقيق أن خسائر المبنى المنهار بلغت 160مليار جنيه بالقديم ضاعت هباء منثورا.ووصف الرئيس البشير وقتها استقالة عبد الرحيم بأنها \"استراحة محارب \". علما بأن نفس مقاول عمارة الرباط الوطني هو الذي بنى العمارة الخاصة لعبد الرحيم محمد حسين في تزامن مثير للريبة كما أكد تقرير وزير العدل حينها.وطبعا انهارت الأولى لأنها مؤسسة عامة ،والمال العام في عهد الإنقاذ ليس له وجيع ،ولم تنهار الثانية لأنها مملوكة للوزير أعلاه ،وإذا عرف السبب بطل العجب. يفلح النظام في رفع الشعارات البراقة مثل شعار أمريكا روسيا قد دنا عذابها، والطاغية الأمريكان ليكم تدربنا .لكنه يعجز عن تنزيل هذه الشعارات على أرض الواقع عندما تحين ساعة الحقيقة فيتحول إلى مجرد نمر من ورق. النظام مشغول عن حماية الوطن بالسهر على حماية سلطته وفي سبيل ذلك فكك دولة الوطن لصالح دولة الحزب وضحى بوحدة السودان في سبيل الحفاظ على هيمنته على ما تبقى من خريطة البلد المشطور. كيف تدافع حكومة المؤتمر الوطني عن تراب الوطن وسيادة أرضه وهي مشغولة بمطاردة أصحاب الدرداقات في أزقة أسواق أم درمان بل ولا تستحي محلية الخرطوم أن تعلق لافتة كبيرة أمام أحد الماكتب وتكتب عليها عبارة (محلية الخرطوم-إدارة الدرداقات)-إذا لم تستح فافعل ما تشاء-وطبعا الغرض منها تحصيل الأتاوات والرسوم من الصبية الذين هم في الغالب فاقد تربوي بسبب الفقر والمسغبة أو يتامى دفعت بهم ظروف الحياة القاهرة إلى العمل الشريف من أجل لقمة العيش.ولا نستبعد أن تكون هناك إدارات مماثلة بالمحليات لملاحقة ستات الشاي وبائعات الطواقي والكسرة والفول والطعمية والتسالي،فضلا عن ماسحي الأحذية (الأورنيش)،وأصحاب عربات الكارو .وعلى العالمين ببواطن الأمور إفتاءنا في هذا الشأن.على الأقل لنعرف اسم المدير العام لإدارة الدرداقات وكم يبلغ راتبه الذي يتقاضاه من عرق الغلابة ؟؟؟. هذا زمانك يا مهازل فامرحي..قد عد كلب الصيد في الفرسان.