حديث المدينة إمام فيسبوك..!! عثمان ميرغني بالله عليكم أنظروا للفرق بين جمعة.. وجمعة.. هناك في البلاد العربية التي أطحات بأنظمتها الحاكمة ثورات الشباب..عندهم جمعة الغضب.. وجمعة الرفض .. ثم جمعة الرحيل.. (ولو الرئيس عصلج شوية) يزيدونه جمعة الصمود إلى آخر مسلسل أسماء الجمع التي أطاحت بالرئيس المصري حسنى مبارك.. ويجري تكرارها في اليمن لتطيح بالرئيس على صالح.. وفي ليبيا أيضاً.. في المقابل أنظروا إلى (جمعنا) نحن هنا في السودان.. نذهب بكل تلقائية في منتصف النهار لصلاة الجمعة..في عز الحر القائظ.. فيصعد إلى المنبر رجل يصر أن يدخلنا الإسلام من جديد.. ويبدأ معنا من مقررات سنة اولى ابتدائي (أو أساس) ويكرر لنا قصص سيدنا عمر بن الخطاب والصحابة التي حفظناها وامتحنا فيها وحصلنا على الدرجة الكاملة فيها.. وليته يفعل ذلك بنفس هادئ.. لا أعرف والله لماذا يصيح غالبية خطباء الجمعة بهذا الصوت المزعج الذي يوتر ولا يدع المواعظ تنساب عبر المسامات.. لماذا يصيحون فينا بكل هذا العنف الصوتي؟ كأنما نحن أرباب سوابق عصاة بغاة جئنا للمسجد لغسل الذنوب من جرائم كبيرة عصية.. ميؤوس منها... بالله عليكم يا أئمة المساجد في صلاة الجمعة.. الشعب يريد تغيير الإمام.. نحن نريد (إمام فيسبوك).. نريد إماماً له حساب في الفيسبوك أو في موقع \"تويتر\".. وله مجموعة (جروب) من أهل الحي أو المصلين يستشيرهم – عبر الفيسبوك- قبل الصلاة في موضوع الخطبة.. بل يتواصل مع المصلين بالبريد الالكتروني حتى يستلهم منهم مواضيع الخطبة واهتماماتهم .. نريد ..إماماً.. يصعد إلى المنبر فيفتتح خطبته (اللهم يا صانع الثورات.. ومفجر الجمعات.. ما بين جمعة الغضب الى جمعة الرحيل.. نسألك خير الفيسبوك وما صنع له.. ونعوذ بك من شره وشر ما صنع له..) أبحثوا معي عن إمام واحد يصعد الى منبر الجمعة وهو (مبتسم).. غالبيتهم مقطبو الجبين.. قسماتهم حادة كأنما هم في مواجهة مع مجموعة أشرار.. لماذا لا يتبسم الإمام – مثل مذيع التلفزيون- في وجوه المصلين (تبسمك في وجه أخيك صدقة). ويحدثنا وعلى وجهه البشارة والسعادة والطلاقة والأمل والتفاؤل.. لماذا يصر أئمتنا أن خطبة الجمعة مجرد نصوص مخنوقة لا علاقة لها بواقعنا اليوم. وأنها مجرد درس \"دين\" تماما كحصة الدين في المدرسة التي غالباً ما تكون آخر حصة.. تهميشاً لها بينما حصة الرياضيات والعلوم نبدأ بها يومنا.. والله العظيم .. أئمتنا يرتكبون كبيرة في حق ديننا.. الإسلام دين في منتهى التحضر والمواكبة والتلاؤم مع كل عصر.. لكن الائمة يصرون انه مجرد تمتمات وهمهمات.. و حديث عن الماضي والسير.. الشعب يريد ائمة مساجد من كليات الهندسة والطب والاقتصاد والشرطة ليتحدثوا له بلغة العصر في دين العصر.. لا حافظي نصوص . نحن في حاجة لثورة (فيسبوكية) تهتف ..(الشعب يريد تغيير الإمام) وخطبته.. التيار