تجربتان تتقاطع خطوط تشابههما الي حدّ يمكننا من تعميمهما علي كافة قبيلة الطالبات الجادّات اللائي يتجاذبهن الطموح والتطلع والأمل الأخضر في مستقبل بلون شجاعتهن بينما تطبق يد الحوجة علي أنفاس خطواتهنّ من جهة أخري . التجربة الأولي للطالبة (هيفاء) التي حكت عنها عبر لقاء علي إحدي الصحف ، هيفاء قامت بتجميد دراستها الجامعية لعام كامل من أجل توفير مصاريف الدراسة بإختيارها لعمل يتخطي مواضيع النسب والتناسب في مدي (اللائق) والممكن أن تجوب شابة ، جميلة وأنيقة الشوارع لبيع الصحف ، متكسبة من متوسط فارق عشرة قروش لمدة عام كامل ..! دون أن ننجح في التأكد من أن إجتهادات التوفير القاسية التي تمارسها ستمكنها من توفير إحتياجاتها خلال العام . اما التجربة الثانية فهي لطالبة إسمها (عائدة) ،أيضاً الكتلة الهائلة و الحائلة بين طموحها وواقعها لا تسمح بتجاوزها إلا عبر نفق العمل الجاد ، فدرست القانون بمتوسط يوم دراسي واحد خلال الأسبوع وستة أيام عمل في (بيع الشاي) و..(إستطاعت خلال ثلاث سنوات الصرف علي والدتها المريضة وإخوتها) .. تماما مثل نهايات الأفلام العربي فقط إن أضفنا لها أن عائدة تخرجت في كلية القانون محامية (قد الدنيا) وتم تعيينها مستشار قانوني في إحدي شركات القطاع الخاص ..! ولكن للأسف (الأسيف) علي رأي القائل فإن الواقع الذي ينتظر كثير من العائدات والهيفاءات ماهو إلا محطة جديدة من الإنكباب علي الحفر والتنقيب (ليس عن الذهب) بأي حال ولكن علي الصبر وتطويع الذات علي إنتظار فرصة التعيين أو إهتبال فرصة (قد) تأتي متأنية علي طبق كسيح بتسمية (مشاريع توظيف الخريج).. ما يحزن في الموضوع أن طاقة هؤلاء الدارسين قد أ ُستهلكت وأستهلك معها تماسك الأسرة وصمودها لتعليم أبنائها وبناتها بكبرياء الفقراء وفرحهم المتواضع ، فالأمر الطبيعي أن يستمتع الطالب بكل يوم من أيام تحصيله الدراسي وتواصله الأكاديمي والإجتماعي وغبطته بنجاحه في سنة بعد أخري ، لا أن ( يتشلهت) ويقضي يومه منتصفا بين مدرج الجامعة ووسيلة عمل تكفل له تغطية مصروفاته .. فماذا تبقي منه ؟ ما المنتظر أن يعطيه لنفسه وأسرته أما وطنه (المنقسم ) مثله ، فقد لا يرتاده تجاهه إحساس بأي فئة دين مستحق ولا (عائدات) منحة دراسية مستلفة بل الأمر أقرب الي نكات (هيفات) يستلمها مع شهادة ممهورة بختم الجامعة وزفة تخرج علي نغمة واحدة يختارها الجميع ...هي دقي يامزيكا وبتلقي البشتريكا...!