قولوا حسنا الحراك الأيجابى محجوب عروة [email protected] أدعو الى اقامة حركة سياسية باسم (الحراك الأيجابى) فى هذا المنعطف التاريخى الخطير للسودان. ان ما يحدث فى بلادنا اليوم من تفاعلات سياسية شاملة وحراك اجتماعى واسع وعميق وأزمة اقتصادية طاحنة وخطيرة تدعونا كوطنيين يهمنا حاضرنا ومستقبلنا ومستقبل أبنائنا أن نتداعى ونجلس جميعا دون فرز للتخطيط السليم لأوضاعنا على قدم الجد وساق الأجتهاد مقدمين مصالح الوطن والمواطنين العليا على مصالح ذواتنا وأحزابنا وكياناتنا السياسية والأجتماعية والقبلية والجهوية والدينية. نحن فى حاجة الى اقامة دولة سودانية مدنية ديمقراطية ووحدة وطنية قوية وتكريس نهضة اقتصادية حقيقية ووضع اقليمى ودولى أفضل. ولكن لا ولن يتحقق ذلك ونحن نعيش الآن أسوأ أوضاعنا السياسية من خلافات حادة وصراعات بائسة بين كياناتنا السياسية بل داخل هذه الأحزاب والكيانات نفسها.. كيف بالله يمكن تحقيق الأستقرار والممارسة الديمقراطية السليمة والأزدهار الأقتصادى لبلد يتمتع بثروات ظاهرة وكامنة هائلة ونحن نوجه مواردنا لغير أولويات صحيحة. لقد ظللنا نضعف من قدراتنا السياسية منذ الأستقلال بسبب الصراع الذى فت من عضضنا تارة بالمكايدات السياسية وتارات بالحروب الأهلية وأخرى بالأنقلابات والثورات، كما ظللنا نوجه مواردنا المالية ليس للتنمية الأقتصادية والأجتماعية بل للحفاظ على السلطة و اقتناء السلاح ليس لمواجهة عدو خارجى بل لمواجهات داخلية، لم نقتل معتديا جاءنا من قريب من أو بعيد بل قتلنا مئآت الآلاف ان لم يكن الملايين من مواطنينا فأضعفنا بذلك اقتصادياتنا، حتى عندما استخرجنا البترول وصدرناه وجاءنا بعائدات لا تقل عن أربعين مليار دولار أهدرناها تارة باقتناء المزيد من السلاح القاتل للمواطنين وتارة فى الصرف البذخى وغير الضرورى وغير ذات أولوية وتارات بالفساد المالى والسياسى. هذا الوطن غير فقير ففيه من الثروات ما يجعلنا فى مقدمة الدول والأكثر تأثيرا ولكننا نتنكب الطريق والأسباب معروفة للجميع لا تحتاج لعبقرية لتحليلها، لقد أضعنا ثلث وطننا بسبب فشلنا فى ادارة أمرنا بالحكمة والكفاءة والأمانة اللازمة كرجال سياسة ودولة من الطراز الأول بل ساسة ورجال دولة عشوائيين من الدرجة العاشرة،أضعنا أوقاتنا وقدراتنا فيما لاطائل فيه وكل ذلك بسبب الشعارات الوهمية وكلمات حق أريد بها باطل وعدم الصدقية فى القول والعمل والمكايدات الجوفاء الخالية من المضمون والجدية نقتات منها وكأننا لسنا وطنيين يهمنا أمر بلادنا ومواطنينا الذين علمونا وجعلونا فى موضع الريادة والقيادة، لم نوف وطننا حقه ولم نبادل مواطنينا الوفاء لما قدموه لنا معشر المتعلمين والمثقفين والسياسيين من ضرائب وجهود وتضحيات منذ كنا صغارا تمتعنا بأفضل الأمتيازات عندما كبرنا وتسلمنا أمر البلاد فى كل موقع أيا كان سواء فى الحكم أو المعارضة أو على الرصيف سواءا بسواء لا فرق. ان الحراك الأيجابى الذى أدعو له هو أمر وسط بين الكنكشة على السلطة بأى ثمن وعلى حساب مصالح الوطن والمواطنين، وبين المعارضة غير الرشيدة وغير المجدية التى هدفها فقط الأنتقام دون برامج واضحة وقيادات مقنعة.. هو دعوة للمخلصين من أبناء الوطن ليتداعوا و ليجتمعوا كوطنيين صالحين ليضعوا نهاية سعيدة لهذا الصراع غير المفيد الذى لو استمر فسيحترق الوطن وينفتح عليه أبوابا من جهنم، هلا من مجيب أم كتب علينا المزيد من الخراب والعذاب؟