قولوا حسنا اختزال قضايا الوطن محجوب عروة [email protected] نسمع ونشاهد اجتماعات جانبية بين بعض القوى السياسية الحاكمة و زعماء المعارضة هذه الأيام وربما نسر كثيرا أن يظل التواصل الأجتماعى والسياسى بين تلك القوى والزعامات فقد ظللنا ندعو ونصر ولم ن كل أو نفتر ونمل أو ونزهد فى مثل تلك اللقاءآت منذ عشرات السنين طالما يمكن أن تنتج وحدة وطنية واستقرارا وترسيخ نظام ديمقراطى سليم. الا أنه من نافلة القول أنه لا ينبغى حصر تلك اللقاآت والمشاورات فى بعض الأحزاب والزعامات بل يجب أن تنداح الى سائر شرائح المجتمع السودانى الذى حدث فيه حراك فكرى وسياسى واقتصادى و اجتماعى اوسع بكثير من الأحزاب الحاكمة والمعارضة خلال ربع القرن الماضى بل ربما قبله منذ ستينات وسبعينات القرن الماضى . ان قضايا التعليم والصحة والعمل والمعيشة ورفع القدرات خاصة لدى الشباب والجيل القادم تهم قطاعات واسعة من المواطنين، كما أن قضايا التوزيع العادل للسلطة والثروة خاصة فى مناطق الهامش تهمهم أيضا. ومن نافلة القول أن شكل الدولة ونظام الحكم وقضايا الأستقرار تهم كل مواطن وليست قاصرة على القوى االسياسية والأحزاب فقط، اذن نحن فى حاجة الى حوار واسع مع كافة قطاعات الشعب و عدم اختزال المشكلة فى مجرد توسيع قاعدة المشاركة فى الحكومة القادمة بعد انفصال الجنوب. القضايا السودانية أكبر من مجرد تكوين حكومة ذات قاعدة عريضة ذلك أن أمراضنا السياسية والأقتصادية والأجتماعية والنفسية وازمة الثقة وطريقة ممارسة السياسة والحكم واللعبة الديمقراطية أكبر وأهم من مجرد المشاركة فى الحكم، نحن حقيقة فى حاجة ماسة لتغيير كثير من أنماط سلوكنا السياسى والأقتصادى لممارسة الحكم الرشيد وادارة الدولة والخدمة المدنية ونظام الحكم الفدرالى ونظامنا الأقتصادى.. نحتاج الى روح جديدة وانتفاضة فى الفكر والضمائر والنفوس والعقول قبل أن ننتفض سياسيا كما فعلنا من قبل فعادت حليمة الى قديمها بمجرد أن أزحنا أنظمة وحكومات ولم نزح الأفكار و الممارسات السالبة من حياتنا. انما أضاع الأنظمة العربية التى سقطت بالثورات مؤخرا أنها لم تواجه قضايا وطنها بالجدية والمسئولية اللازمة فى الوقت المناسب وظلت تلعب بالزمن وتتجاهل كل الأفكار الناصحة بل تستهزأ بها فحدث ما حدث والعاقل من اتعظ بغيره، وحقا ما أكثر العبر وأقل الأعتبار. اليوم هذا الوطن يحتاج لعقول وضمائر أبنائه بصورة لا مثيل لها فى الماضى ولن تحل مشاكله جميعا الا بتكاتف ابنائه وتجاوز صراع ومكايدات الحاضر والماضى بمنهج حكيم ومحترم فهلا فعلنا فيكتبنا التاريخ فى مصاف الشعوب المحترمة أم سبق علينا الكتاب؟