العصب السابع نريدها كاملة...!! شمائل النور عندما ثارت الثورة لحماية المال العام المغلوب على أمره، وبدأت الضربة الأولى بالتحقيق حول ثروة إخوان الرئيس فبعد أن أدنّا اللواء شقيق الرئيس لاستخفافه بعقولنا فيما يخص حاجته الماسة لقيمة تذكرة السفر، كنا قد قلنا إن اتهام إخوان الرئيس دون سواهم من أهل الإنقاذ يحوّم في رأسنا الكثير من الشبهات، لكن نؤمن تماماً بدعم الحرب ضد الفساد والمفسدين، إن كان ذلك دون أجندات خاصة، تخدم تيارات دون مصلحتنا العليا، لكن عشمنا أن يكون هذا الاختلاف حول الأهداف واستهداف رؤوس معينة دون سواها يسهل عملية (جرجرة) كل القوائم السوداء، ولأن المسألة منظومة مرتبة القواعد فلا يُمكن أن يكون مستبيح المال العام هو فرد واحد من منظومة طويلة وعريضة. ما أثارته صحيفة (السوداني) حول وثيقة مفخخة لا يُمكن أن يتنكر لها القائمون على أمر المال العام و(المالية) الخاصة، وهذا قد لا يكون بعيداً عن حرب الاختلاف، فعثمان حمد (الرجل الشبعان) بأمر وزير المالية هو واحد من الآلاف الذين يتنعمون بأموال شعبهم لكن مثلنا يقول \"شقي الحال البيقع في القيد\"، الوثيقة في يد الصحفي أبو القاسم،، وهو أمام الوزير كان لها ألاّ توقع الوزير في هذه الورطة، لو أن الوزير علي محمود أنقذ موقفه، وتعامل مع الصحفي على أساس أنه صحفي حصل على وثيقة لا لص سرق وثيقة مهمة من مكتب الوزير مثلاً، فسؤال الوزير حول كيف خرجت هذه الوثيقة، كان أهم له مما تحويه الوثيقة من أرقام فلكية يسيل لها اللعاب، لكن يبدو أن الوزير صعقته هذه الوثيقة لدرجة لم يفكر كيف ينبغي أن يعالج هذا الموقف، في حين أن الصحفي تعامل بأخلاق عالية وأطلع الوزير على (عواسته) وكان له أن ينصرف بوثيقته دون أن يطلعها على الوزير وهذا من حقه طالما تأكد أنها وثيقة رسمية. وعلينا أن لا نتساءل كما وزير المالية من أين أتت هذه الوثيقة وما الذي أتي بها طالما اكتملت أركانها الرسمية، علينا أن نحسبها كم عدد المسؤولين في الدولة الذين يهضمون امتيازات وصلاحيات ومخصصات لا تُصدق إلا برؤية الوثائق الرسمية بحجم ما يتقاضاه عثمان حمد بل هناك أكبر من ذلك، وعلينا أن نتساءل لماذا هذا دون ذاك، ونحن نعلم أن الحصول على الوثائق أمر عسير. الذي يحدث الآن يُبيّن لنا بجلاء الصراع الداخلي في حزب المؤتمر الوطني فيظهر على السطح ما أرادوا له الظهور وما خُفي أعظم،إذاً توجب علينا الانتباه جميعاً فليس هذا أو ذاك دون غيرهم من يتنعمون بمال الشعب، وإن كانت هناك جريمة ارتكبت في حقنا نحن الشعب فالجاني ليس هو رجلا واحداً، بل هي مؤسسة ونظام كامل، فالأسباب التي جعلت هذا يحصل على هذه المخصصات المهولة ذات الأسباب التي جعلت ذاك يتنعم بذات المخصصات أو أكثر، علينا الانتباه أن هناك حربا خفية يُمرر نصرها المؤزر عبرنا، علينا ألاّ نسمح أن تُصفى حسابات البيت الواحد على ظهورنا، نريدها حربا نظيفة من المصالح الخاصة. التيار