كتب صلاح الباشا من القاهرة [email protected] لايزال الشعب المصري بكافة قطاعاته ، يعيش فرحة الإنتصار التاريخي المدوي ،بإنتصار إرادة الجماهير في نهاية المطاف وقبل أن تكتمل مسألة توريث الشاب جمال مبارك لسدة الرئاسة حسب ما ظلت تتحدث به الوسائط الإعلامية منذ عدة سنوات ، حيث كانت هناك جهودا متنامية داخل الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في مصر منذ ثلاث عقود من الزمان الحاكم ، فكانت مجموعات بعض قياداته لا تري بديلا لحكم مصر بعد إعتزال رئيسها السابق محمد حسن مبارك غير نجله جمال الذي ظل هو ولسنوات عديدة يتسلق عتبات سلم القايدة في الحزب حتي وصل إلي مقعد أمين السياسات في الحزب الوطني الديمقراطي ، ثم سرعان ما دانت له أمور الحزب والدولة كلها ، حيث كانت العديد من قرارات التعيين والإعفاء تخرج من بين إياديه حيث ظلت العديد من القيادات في الحزب تعمل كهيئة إستشارية له ، وهنا فقد تداخلت المصالح التجارية مع القرارات السياسية ، وباتت أراضي الدولة يتم بيعها للنافذين بسعر ثلاثين جنيها للمتر المربع ، ثم يقوم الذي آلت له بتلك الأراضي الحكومية بإعادة بيعها بثلاثة ألف جنيه خلال أربع وعشرين ساعة فقط ، فتتمدد الثروات وتكتمل دائرة المصالح ، وتذهب العمولات الإستثمارية إلي الجيوب النافذة ، فجاءت الهبة الجماهيرية كالإعصار ، وإنتهي كل شيء في ذلك الميدان الذي دخل التاريخ من أوسع أبوابه ، بعد أن كان ميدان التحرير هذا عبارة عن معبر إلي داخل وسط مدينة القاهرة فقد ظل ميدان التحرير في الوقت الحالي مركزاُ هاماً لإنعقاد أركان النقاش الشبابية في كل مساء منذ غروب الشمس وحتي فجر اليوم التالي ذلك لأن الشعب المصري الذي يلج ذلك الميدان ظل يتنفس سياسية في كل شيء ، فتجد هنا مجموعة تتحدث عن إكتشافات فساد رموز النظام الماضي التي يتم نشرها بواسطة الأخبار من ما يسمي بنيابة الكسب غير المشروع ، بينما تجد ركنا آخر يتناول قضية مقتل أسامة بن لادن وأسرته ودور أمريكا في بنابن لادن ثم هدمه ، وركن ثالث يتحدث عن المستقبل الضبابي لأم الدنيا بعد شهر سبتمبر القادم وهو ميقات قيام إنتخابات الرئاسة والبرلمان ، بل هناك ركن يتخذ من ترديد الأناشيد الوطنية والرقص والتصفيق مرتكزا هاما لقيام الركن بطريقة يومية وربما تكون هذه هي المرة الأولي التي يعيشها الشعب المصري بلا هواجس أمنية تطبق بخناقاتها علي رقابه ، وبالتالي فإنهم فرحون بأن الله قد كتب لهم ميلاد جديد تظلله رايات الحرية وترفرف في سمائه بيارق الديمقراطية الخلاقة بعد غياب ربما ظل ممتداً منذ أربعة آلاف سنة وهي عمر الحضارة المصرية و هذا كله كوم وتفاصيل إنقسامات جماعة الأخوان المسلمين كوم آخر ، فهي التي شهد لها تاريخ الثورة الحالية بلعب دور كبير في مؤازرة إنتفاضة الشباب المصري بسبب جاهزية الجماعة تنظيمياً ولستين عاما خلت ، برغم الحظر المضروب عليها من وقت لآخر ، فقد إجتمع مجلس شوري الأخوان المسلمين في الإسبوع الماضي بالقاهرة حيث أعلنت الجماعة ميلاد حزب سياسي تحت مسمي حزب الحرية والعدالة كمخرج سياسي إستعدادا للمشاركة في الإنتخابات النيابية القادمة ، وقد أخذت تداعيات الإجتماع التاريخي ذاك تتمدد في المشهد السياسي وتسيطر عليه ، ذلك أن مرشد الجديد الشيخ محمد بديع ونائبه والعديد من قيادات مجلس شوري الجماعة قد إتخذت قراراً بعدم الترشيح لمقعد الرئاسة في الإنتخابات القادمة ، مكتفية في هذه المرحلة بالتخطيط للفوز بمقاعد ربما تصل إلي خمسين بالمائة من البرلمان القادم لكن الخلاف المبدئي الذي تعيشه جماعة الأخوان الآن وتتداوله الصحف بكثافة بائنة هو أن القيادي الإسلامي المعروف وهو الدكتور الطبيب عبدالمنعم أبو الفتح قد قرر خوض الإنتخابات القادمة لمقعد رئيس الجمهورية ، وقد صرح بأن العديد من قيادات الأخوان تؤيد هذا الترشيح بإعتبار أن الجماعة وبما تتمتع به من تنظيم فاعل وإستعداد تام إستمر لثلاثين عاما خلت تحت الضوء ولخمسين عاما قبلها في العمل السري المتجدد فضلا علي الكفاءات المهنية التي يتمتع بها التنظيم ، تؤكد علي إتساع فرص النجاح بالمقعد الأول في الدولة ، والدكتور أبو الفتوح بدأ جولته بتشكيل لجانه فعلا في الصعيد بإعتبار أن صعيد مصر ذا كثافة سكانية عالية تمتد من جنوبالقاهرة وحتي الشلال في اسوان وقد بدأ شباب الأخوان في تنظيم أنفسهم لدعم الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح ، غير أن هذه القرار يجد إستنكارا معلنا من قمة قيادة الجماعة بالقاهرة ، للدرجة التي جعلت القيادة تعقد محاكم الإستدعاء الحزبي الداخلية لشباب الأخوان الذين يعملون علي دعم خطوة الترشيح للدرجة التي تجعل الفترة القادمة تنبيء بحدوث إنقسام مدو ٍ وسط الجماعة إن لم ينصاع أبوالفتوح لقرار قيادة التنظيم ، كما أن الجماعة تركز في التنافس علي دوائر مجلس الشعب القادم بسقف لا يتجاوز الترشيح في خمسين بالمائة فقط وفي بالهم ما حدث لجبهة الإنقاذ الإسلامية بالجزائر في العام 1992م بزعامة الشيخ عباس مدني وعلي بلحاج ، إن لم يكن الترشيح أقل من ذلك حسب خطط الجماعة التي ظلت تصرح بها ، غير أن بعض الآراء تذهب إلي القول بأن هذا ما هو إلا تاكتيك من جماعة الأخوان حتي لا تنكشف حقيقة أوراقها التي ربما تقودهم إلي الترشيح في كافة دوائر الجمهورية وربما يتساءل الشارع المصري عن سر عدم رغبة المرشد وأعوانه للتنافس لمقعد رئاسة الجمهورية القادمة في سبتمبر ، غير أن المنطق الإخواني العقلاني يقول بأن الجماعة وتحت ظل الظروف الدولية الحالية لا ترغب في تقديم نفسها كبديل لما هو قائم حتي لا تتعرض لضغوط ربما تصعصف بها وبمكتسباتها التي باتت تحققها سياسيا وتعبويا في كل مرحلة من مراحل الحياة السياسية المصرية ، خاصة وأن دخول جماعة أخري وهم السفليين في معمعة خلق صراعات مستحدثة ضد أقباط مصر تجعل مهمة الأخوان صعبة في التعامل مع هذا الواقع المعلن من السلفيين ، كما أن الواقع الإقتصادي المصري بكل مصاعبه ربما يؤثر في شعبية الجماعة إن هي تصدت لقيادة البلاد ، لذلك فإن قيادة الجماعة تري أنه لابد من الإكتفاء بالتنافس في لإكتساح نصف مقاعد مجلس الشعب المصري القادم ومن جانب آخر فإن السيد عمرو موسي الأمين العام للجامعة العربية الحالي والذي ينوي هو الآخر الترشيح لمقعد الرئاسة ، قد بدأ حملته بقوة بائنة بدءاً من صعيد مصر الت ي تتجه له كل قيادات القوي السياسية ، حيث شهدت مدينة الأقصر ومن أرقي فنادقها قيام فعالية كبري قي القاعة الخاصة بالفندق لصالح عمرو موسي ، غير أن شباب الثورة هناك قد إعترضوا علي وجود رموز الحزب الوطني المحلول داخل القاعة ، فحدث الإحتكاك والهرج والمرج والضرب بالكراسي ، حتي إضطرت إدارة الفندق لإطفاء الإضاءة ، فتفرق الجمع وتم إخراج السيد عمرو موسي من باب خلفي حتي لا يحدث له مكروه ، وبعد شد وجذب تم منع رموز الحزب الوطني من دخول القاعة ، وبدأت الندوة مرة أخري ، برغم أن بعض الشباب كانوا يعتبرون أن موسي هو أيضا من رموز النظام السابق ، ثم تواصلت حملة موسي في مدن أسيوط وألمنيا وغيرها ، وفي كل مرة تحدث حالة شد وإحتقان إذت .. ومن هذا الواقع المبدئي ، ربما تصاحب حملات الإنتخابات القادمة في مصر صراعات ساخنة تحت ظل حريات مفتوحة وتباطؤ أمني يحتاج إلي علاجات ماجعة هناك منعا للإنفلات وإنتشار مايسمي بالبلطجة التي باتت عرفا سائدا هذه الأيام أما من جانب مسيرة التحقيق مع رموز النظام السابق والتي تنحصر في مسائل الفساد المالي فإن الساحة الإعلامية وأجهزة الإعلام تفيض لحد الإشباع بتفاصيل التفاصيل عن الكسب غير المشروع الذي طال حتي زوجات أبناء الرئيس ، بل أن بعض الخصوصيات بدأت تنشر في الكتي الجديدة التي تزدحم بها أرصفة شوارع وسط القاهرة كالتحرير وطلعت حرب وشارع شريف وهي تحكي عمال علي بطال كما يقول المثل المصري ويأتي في مقدمة من كتبوا أو تخصصوا في مثل هذا الضرب من إصدارات الكتب كل من الصحفي المشاكس عادل حمودة وحمادة إمام وهو ليس المعلق الرياضي المعروف واللاعب السابق بالزمالك السؤال هو ، هل تفضي الإنتخابات القادمة إلي واقع سياسي جديد يعتبر بداية لولوج مصر عهد الديمقراطية الأوربية بكل تراثها الراسخ أم أن التراث السياسي للشعب المصري لن يتمكن من إستيعاب معاني الديمقراطية وثقافتها ، وهل تشهد مصر إستقرارا قويا مستمرا خلال الفترة القادمة لتكتمل مسألة التغيير بكل إنسيابية في الإنتخابات القادمة أم تضطر الظروف التي تستجد في أن يمدد المجلس العسكري فترة بقائه منعاً لأي فوضي قد تحدث ، وكل ذلك في علم الغيب الآن ، ولكن ما يثير القل بشدة هو أننا قد شهدنا الآن أن التوترات المذهبية تأخذ وضعها السالب داخل النسيج الإجتماعي المصري حيث تستجد الفتنة بين السلفيين المسلمين والمسيحين الأقباط الآن حسب ماشهدته إحدي دور الكنائيس في منطقة أمبابة الشعبية بالجيزة وماصحب التوترات من عنف وقتل وجروح تظل غائرة ،وتهدد السلام الإجتماعي المصري في مقت. كما أن القطاعات المستنيرة تضع من الان أياديها علي قلوبها خوفا من تمدد الفتنة الطائفية التي كشرت عن أنيابها منذ الآن في حادث الكنيسة بحي أمبابة والذي سالت علي إثرها دماء المصريين الأقباط بسبب السيدة كاميليا التي أسلمت وتطلقت من زوجها وتزوجت من مسلم سلفي ثم تم إختطافها وحجزها بإحدي كنائس أمبابة بالجيزة ، ويتم إعلان أنها قد رجعت إلي ديانتها الأولي المسيحية ، ماحدا بجماعات السلفيين بالتظاهر والتجمع أمام دار عمارة نقابة الصحفيين بوسط القاهرة بالقرب من رمسيس منذ النهار وحتي منتصف الليل ، ثم حدث ما حدث يوم الأحد الماضي في أمبابة كل تلك التقاطعات تبعث علي الخوف من تمدد الفتنة وإنتشار ما يسميه المصريون أعمال البلطجة للدرجة التي ظل بعض الناس يطالبون بتشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة علي أن يستمر المجلس الأعلي للقوات المسلحة في إدارة شؤون البلاد لحين هدوء الأحوال حتي يمكن رسم ملامح مستقبل راسخ للديمقراطية في مصر كي يتم الحفاظ أخري... وحفظك الله يامصر . يا أخت بلادي ياشقيقة