في التنك قلت كامب ديفيد يا بروفيسور ؟ بشرى الفاضل [email protected] لأكثر من نصف قرن ظل كثير من المحللين السياسييين يعزون ما يحدث بين شقي الوطن شماله وجنوبه لأسباب خارجية فقط يبدأونا بالاستعمارثم يطورون المصطلح لدول الاستكبار. لكن الجديد هذه المرة هو رأي الخبير السياسي الإسلامي ، مدير جامعة افريقيا العالمية الدكتور حسن مكي ،إذ قال (إن ما يحدث الآن في جنوب السودان من انفصال ومشكلات هو أمر ناتج عن اتفاقية\" كامب ديفيد\" )، مفسرا ذلك بأن تلك الإتفاقية أطلقت يد الكيان الصهيوني في المنطقة الأفريقية على حد وصفه. قبل النكبة وإنشاء دولة إسرائيل نفسها عام 1948م كان الجنوبيون يشكون من المظالم .والمشكلات متراكمة منذ أمد بعيد .كان الأمر سجالاً بين الساسة الشماليين والجنوبيين .الساسة الجنوبيون يتهمون الساسة الشماليين بنقض العهود.أما الحروب الأهلية فقد زادت الطين بلّة وأشد تلك الحروب قسوة هو ما جرى في العقد الأخير قبل اتفاقية السلام حيث تحولت تلك الحرب إلى حرب جهادية وأصبح القادة الشماليون الجدد للبلد وقد ساهم البروفيسور مكي بقسط وافر في تهيئتهم فكريا وتنظيمياً قبل مجيئهم إلى السلطة على ظهر دبابة ثم أطلق على هذا الانقلاب مثلهم مسمى (ثورة) كما ساهم في أيامهم الأولى في تثبيت أركان نظامهم الذي فيه هذه الرؤية للمشكلة مما يمكن أن نطلق عليه (متلازمة الحرب الجهادية) وهي في نظرنا القشة التي قصمت ظهر السودان. قسمته لنصفين بينما لم يؤدي ذلك التقسيم للسلام وربما في الأفق نذر حروب جديدة. البحث عن شماعة خارجية لأزماتنا ومشاكلنا لتعليقها كلها عليها ليس من التحليل الرصين في شيء سيما إن كانت الجامعة جامعة أفريقيا والقضايا قضايا أفريقية والدارس معني بها وبالإنقاذ . قد يكون العامل الخارجي عاملاً مساعداً عندما لا نتوجه نحن من الداخل بصدق وشفافية نحو الحل الصحيح الصعب. . لكن: تقول كامب ديفيد _____________ نشر بصحيفة الخرطوم