ميسي يقود إنتر ميامي لقلب الطاولة على بورتو والفوز بهدفين لهدف    "حكومة الأمل المدنية" رئيس الوزراء يحدد ملامح حكومة الأمل المدنية المرتقبة    الفوز بهدفين.. ميسي يقود إنتر ميامي لقلب الطاولة على بورتو    الهلال السعودي يتعادل مع ريال مدريد في كأس العالم للأندية    فقدان عشرات المهاجرين السودانيين في عرض البحر الأبيض المتوسط    عودة الخبراء الأتراك إلى بورتسودان لتشغيل طائرات "أنقرة" المسيّرة    لما سقطت طهران... صرخت بورسودان وأبواقها    "الأمة القومي": كامل ادريس امتداد لانقلاب 25 أكتوبر    6 دول في الجنوب الأفريقي تخرج من قائمة بؤر الجوع العالمية    الحكم بسجن مرتكبي جريمة شنق فينيسيوس    30أم 45 دقيقة.. ما المدة المثالية للمشي يومياً؟    الإدارة العامة للمباحث الجنائية المركزية تتمكن من ضبط منزل لتزييف العملات ومخازن لتخزين منهوبات المواطنين    هل سمعت عن مباراة كرة قدم انتهت نتيجتها ب 149 هدفاً مقابل لا شيء؟    لماذا ارتفعت أسعار النفط بعد المواجهة بين إيران وإسرائيل؟    بين 9 دول نووية.. من يملك السلاح الأقوى في العالم؟    وزارة الصحة تتسلّم (3) ملايين جرعة من لقاح الكوليرا    "أنت ما تتناوله"، ما الأشياء التي يجب تناولها أو تجنبها لصحة الأمعاء؟    تقرير رسمي حديث للسودان بشأن الحرب    يوفنتوس يفوز على العين بخماسية في كأس العالم للأندية    نظرية "بيتزا البنتاغون" تفضح الضربة الإسرائيلية لإيران    التغيير الكاذب… وتكديس الصفقات!    السودان والحرب    الأهلي يكسب الفجر بهدف في ديربي الأبيض    عملية اختطاف خطيرة في السودان    بالصورة.. الممثل السوداني ومقدم برنامج المقالب "زول سغيل" ينفي شائعة زواجه من إحدى ضحياه: (زواجي ما عندي علاقة بشيخ الدمازين وكلنا موحدين وعارفين الكلام دا)    شاهد بالفيديو.. الفنان شريف الفحيل يعود لإثارة الجدل: (بحب البنات يا ناس لأنهم ما بظلموا وما عندهم الغيرة والحقد بتاع الرجال)    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية فائقة الجمال تبهر المتابعين وتخطف الأنظار بتفاعلها مع "عابرة" ملك الطمبور ود النصري    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل زفاف بالقاهرة.. العازف عوض أحمودي يدخل في وصلة رقص هستيرية مع الفنانة هدى عربي على أنغام (ضرب السلاح)    شاهد بالصورة والفيديو.. مطربة أثيوبية تشعل حفل غنائي في أديس أبابا بأغنية الفنانة السودانية منال البدري (راجل التهريب) والجمهور يتساءل: (ليه أغانينا لمن يغنوها الحبش بتطلع رائعة كدة؟)    شاهد بالفيديو.. ظهر بحالة يرثى لها.. الفنان المثير للجدل سجاد بحري يؤكد خروجه من السجن وعودته للسودان عبر بورتسودان    هل هناك احتمال لحدوث تسرب إشعاع نووي في مصر حال قصف ديمونة؟    ماذا يفعل كبت الدموع بالرجال؟    الإدارة العامة للمباحث الجنائية المركزية تتمكن من الإيقاع بشبكة إجرامية تخصصت فى نهب مصانع العطور بمعاونة المليشيا المتمردة    9 دول نووية بالعالم.. من يملك السلاح الأقوى؟    الصحفية والشاعرة داليا الياس: (عندي حاجز نفسي مع صبغة الشعر عند الرجال!! ولو بقيت منقطها وأرهب من الرهابة ذاتا مابتخش راسي ده!!)    تدهور غير مسبوق في قيمة الجنيه السوداني    التهديد بإغلاق مضيق هرمز يضع الاقتصاد العالمي على "حافة الهاوية"    كيم كارداشيان تنتقد "قسوة" إدارة الهجرة الأمريكية    "دم على نهد".. مسلسل جريء يواجه شبح المنع قبل عرضه    السلطات السودانية تضع النهاية لمسلسل منزل الكمير    المباحث الجنائية المركزية ولاية الجزيرة تنفذ حملة أمنية كبري بالسوق العمومي وتضبط معتادي إجرام    مباحث شرطة الولاية الشمالية تتمكن من إماطة اللثام عن جريمة قتل غامضة وتوقف المتورطين    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



غسل العار فى ابيي
نشر في الراكوبة يوم 25 - 05 - 2011


....
شوقى بدرى
[email protected]
هذا ما نقرأه اليوم فى المواقع الاسفيريه . وهذا ما يردده المتشنجون من شمال السودان . العار هو ان هنالك من يفكر بهذه الطريقه . العار هو ان احد بروفسورات السودان ومدير اكبر جامعه ( جامعه الخرطوم ) ، يألف قصيده فى سنه 1955 عن حوادث الجنوب ويتكلم عن غسل العار .
العار هو ان يرسل الجيش لقتل المدنيين كما فى سنه 1955 والآن . وتعتبر العمليه عمليه غسل العار . اذا كانت ابيى تابعه للشمال وهذا امر لم يحسم بعد ، اذاّ النوك هم مواطنون سودانيون . من العار ان يقتلوا وتستباح ديارهم . واذا كانوا جنوبيين ، فمن العار ان يستبيح جيش نظامى بلده شعب هو من الجيران . العار هو ان لا نستطع ان نعش كأخوه فى السودان . العار هو ان يرفض البعض ان يكونوا سودانيين فقط . ويكون ولائهم خارج الحدود . العار هو ان ياتينا الله نعمه ان نكون سودانيين ، وهذا يعنى التواصل والاريحيه بطريقه لا يشاركنا فيها اى شعب آخر . اين هو الشعب الذى يتلاحم ويتداخل ويتعارف مع بعضه مثل السودانيين ؟ اين هو الشعب الذى يماثلنا فى العشائريه والاريحيه والكرم والأخاء ؟. من العار ان لا نكون سودانيين ونصر على ان نكون شيئاً آخر .
العار هو ان نفشل فى ان نكون وطناً واحداً . والعار هو ان تجتاح الجيوش المصريه حلايب وتقتل الجنود السودانيين ، ونستدعى نحن الفريق القومى المصرى لكره القدم . ونرحب بهم ، ونعطيهم السيارات المكندشه كهدايا . العار يا بنو وطنى ان ترسل اللحوم للمصريين ويموت اهل دارفور جوعاً . العار ثم العار ان ترسل الابقار والآن السمسم . وقبل هذا ارسلت المساعدات والمستشفيات المتحركه الى لبنان والناس يموتون حتى فى العاصمه، بسبب قلة الدواء . والعار هو ان لا نريد ان نكون سودانيين ، وفقط سودانيين . وما اعظم ان تكون سودانياً .
اليوم 25 مارس 2011 وقبل ساعتين ترجلت من دراجتى الهوائيه بعد ان كنت فى زياره ابنى منوا بيج فى المستشفى . لان احد زملائه فى المدرسه قد ركل باباً ثقيلاً . وهرس اصابعه وتقطع اللحم وبرزت العظام . ولم اجزع وكنت اقول لمن سألنى لماذا لم اجزع ، ان ابنى قد اجريت له عمليه فى احدث مستشفيات العالم . ووجد كل العنايه والاهتمام . الا اننى افكر فى القتلى والجرحى والموتى فى ابيي ، بغض النظر اذا كانوا من المسيريه او الدينكا او اى سودانى آخر . وانا اعرف انهم لم يجدوا العنايه والرعايه . وان اى ام سودانيه هى بنتنا واختنا . والعار فى اننا فشلنا فى ان نكون سودانيين فقط . فالانساب تتداخل فى السودان فوالده السيد عبد الرحمن مقبوله هى من البيقا وهؤلاء دينكا . ووالده ملك دارفور هى ام بوسا وهى كذلك من البيقا وابنها السلطان . وخاله رجل البلاط القوى بحكم انه خال السلطان . العار هو عارى انا وانت والجميع . وهنا مقتطقات من موضوع المسكوت عنه الذى كتبته قبل سنين عديده . وموجود الآن فى مكتبه شوقى بدرى فى سودانيز اون لاين .
................................................
اقتباس .....
الصيف الماضي و في نهاية فستفال مالمو الذي يستمر لمدة تسعه ايام شاهدت فلسطينيا يحاول ان يرفع سقف سيارته القابل للتحريك . الا ان السقف يتحرك من جانب واحد ثم يتوقف . و لانني قد شاهدت الشخص عدة مرات و هو يمتلك كشك يواجه محطة البصات في وسط المدينه فلذا عرضت عليه المساعده بان نضغط علي الجانبين في وقت واحد ، و افلحنا. . فقال لزوجته ما معناه ( الم اقل لك ان كل السود ليسو بسيئين .) هذا الفلسطيني اسمه حيدر و عندما اذكره بهذه الحادثه يقول ( يا زلمه ما اقصد شئ ) و هذه هي المشكله .
بالنسبه للكثير من السودانيين اعتبر انا فاتح اصفراني و يمكن كمان ابيضاني عند البعض و بالرغم من هذا لم اكن في يوم من الايام اتمني ان اعتبر اي شئ سوي ان اكون زنجيا او افريقيا . و هنالك كثير من السودانيين بلون الفحم و بملامح زنجيه احسدهم عليها و يصرون علي انهم عرب و يتهيجون عندما يصفهم انسان بانهم زنوج افارقه او عبيد!!
استاذنا الكاتب الكبير الطيب صالح يعيش وهم انه عربي و لقد شاهدته في برنامج تلفزيوني يبدو ممتعضا عندما تحدث مقدم البرنامج عن اجادته للغه العربيه و تمكن السودانيين من اللغه العربيه و كان يقول ( ما الغريب ؟ نحن لسنا بعجم .) و لم يستطع ان يقول نحن افارقه نتكلم اللغه العربيه.
المجذوب من الكتاب الذين احبهم و اعجب بشعرهم ، الا ان المسكين قد مات و لم يعرف ان احدي امنياته قد تحققت و الحقيقه ان تلك الامنيه كانت قد تحققت منذ ميلاده الا انه كاغلب السودانيين كان مخدوعا يمضغ الوهم و يجتره فهو القائل في قصيده عصماء
و ليتني من الزنوج و لي رباب
تميد به خطاي و تستقيم
و اجترع المريسه في الحواني
و اهذر لا الام و لا الوم
و اصرع في الطريق و في عيوني
ضباب السكر و الطرب الغشوم
طليق لا تقيدني قريش
باحساس الكرام و لا تميم .
الا رحم الله المجذوب لقد مات المسكين و هو لا يعرف انه من الزنوج . مات موهوما ككل اهل الشمال يريد ان يكون عضوا في نادي العروبه و اهل النادي لا يقبلونه و ينظرون الي السودانيين باستهزاء . و من اين اتي المجذوب و امثاله بان الزنجي من المفروض ان يجترع المريسه و ان يهذر و لا يلام او يلوم و من قال ان القرشيين هم اهل الاتزان و الكرم الذين اخرجوا سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم من مكه هل كانوا من الزاندي ؟ .
الحمد لله ان والدي ابراهيم بدري كان يقول ان الدينكا و المصريون هم نفس الدماء نيليون حاميون . و عرفت انني زنجي و افتخر بهذا . و اصدقائي اليوغسلاف المقربون ينادونني بسيرني و تعني الاسود .
و والدتي امينه خليل التي ولدت و ترعرعت في جبال النوبه تتحدث عادة بفخر عن اهلها النوبه . و في بعض الاحيان تسخر من عدم فهم الشماليين للنوبه . و من قصصها ان الشماليين كانوا يتشائمون من ان النوبه يأخذون فراخ طائر السنبر و قالوا لاحد شيوخ النوبه ( كيف تسمحون لنفسكم ان تأكلوا فراخ السنبر . السنبر يعني الخريف و الخير و هو يأتيكم كزائر و ضيف ، كيف يأكل الانسان ضيفه ؟) فقال الشيخ النوباوي ( طيب الجداد ده ما ساكن معاكم في البيت !! ) .
المشكله ان الشماليين عندما يذهبوا الي الشرق او الغرب و خاصه الجنوب يريدون لن يفرضوا عرفهم و قوانينهم و عاداتهم علي الاخرين حتي و لو بالقوه .
المستشرق البريطاني جون هنوينق المعروف بعبدالرازق و متزوج بسيده فلسطينيه كان يدرسنا الادب الانجليزي في مدرسة الاحفاد الثانويه و في كتاب هكل بري فين للكاتب الامريكي مارك توين وردت كلمة نيقرو و كانوا بيننا من وصفوا بانهم بيض او حلب مثل عبدالمنعم محمد يوسف و له شعر ناعم يشقه في الوسط . و الاخ عبدالمنعم عبدالله حسن عقباوي و يرجع اصلهم الي مصر و الاخ العزيز عبدالله فرح الذي صار مواطنا في ابوظبي و عندما يرتدي العقال و بانفه المستقيم يبدو كمواطن كاملا . و عندما بدأ البعض يشير نحو الاخرين الذين اكثر منه سوادا قائلين نقرو ذي فلان او علان ، وضع جون هنوينق الكتاب و قال ( فليكن معروفا لديكم انتم جميعا نقرو). و بدا هذا كصدمه للكثيرين الا انني كنت اعرف .
في سنه 1965 وصف الاخ محمود المليجي في مدينه تبليتسي في شمال بوهيميا بواسطة بعض الاطفال في شبه زفه ( شيرنوخ ......شيرنوخ) و تعني زنجي . فاستغرب هاشم صالح الجعلي من ذلك . لان ما مكتوب في جواز محمود المليجي امام لون البشره ابيض . و لكن يبدو ان كل شئ نسبي . روجينا دفورجاكوفا صديقة محمود المليجي الشيكيه كانت تقول ان الاطفال علي حق فبالرغم من ان محمود المليجي ليس حالك السواد الا انه يمكن ان يقال عليه زنجي .
هاشم صالح الجعلي كان اسود اللون الا ان شعره لم يكن مجعدا و ان لم يخلو من خشونه و لهذا كان يقول مفتخرا في براغ ( انا ما عب انا عربي)
. الشاعر مبارك المغربي قد قال لنا في محاضره في مدرسة ملكال عندما كان ضابطا في السجون انه اندهش عندما كان الاطفال في بريطانيا يقولون له في الطريق ( زي بلاك مان ) لانه لم يكن يحسب نفسه اسودا. مبارك المغربي هو زميل طفوله و جلس في نفس الكنبه في مدرسة المورده الاوليه مع الرجل الرائع الشاعر عبدالمنعم عبدالحي مؤلف اغنية انا امدرمان الذي لم يجد الاحترام الكافي في السودان لانه عب و كالكثيرين من جنوب السودان تزوجوا بالمصريات حتي يتفادي ابنائهم وصمة العبيد . شقيقه كذلك كان متزوج بمصريه و كان لواء في الجيش المصري ( باشا ) و محافظا لاسوان.
ال المغربي الذين يرجع اصلهم لخارج السودان اتاح لهم لونهم الابيض او الاصفر فرصه اوسع في المجتمع . عمنا محمود صالح المغربي والد حسن و ليلي المغربي و الاخرين بدأ حياته كصائد سمك الا ان اللون الابيضاني يعتبر راس مال لا ينضب في المجتمع السوداني لسوء الحظ.
اغلبية العرب و المصريون يعتبروا غير بيض و اذكر في جنوب افريقيا قديما ان البحاره المصريين كانوا يصدمون عندما يحذرهم بوليس الميناء من الذهاب او الدخول الي المراحيض او مقاهي البيض لانهم ينتمون الي مجموعة السود و ليس البيض.
الان في السويد هنالك سجين معروف بليزرمان لانه كان يستعمل مسدس يعمل بالليزر و ضحاياه كانوا كثيرين منهم صيني و صومالي و مغربي. هذا الشخص ظهر في التلفزيون و هو ذكي يجيد الحديث . مشكلته كانت انه كان يعاني من مركب نقص لان شكله كان مختلفا بالرغم من انه ولد في السويد و امه سويسريه و ابوه الماني .الا انه ليس باشقر و عيونه ليست بزرقاء و كان مبرزا في دراسته و اثناء الخدمه العسكريه كان في حرس الملك .و في فتره من حياته صبغ شعره اشقرا و لبس عدسات لاصقه زرقاء اللون .
و لكي يحس بعظمته و انه ليس اقل من الاخرين قام بنهب احد البنوك و ذهب ليعيش في جنوب افريقيا ، مستمتعا بشعور انه السيد المهاب . و لكن عندما عاد الي السويد لم يكن مركب النقص قد تلاشي . و بدلا ان يوجه حقده نحو المجتمع وجه حقده نحو الاقليات . من يستطيع ان يصدق ان الالماني يمكن ان يعاني من مركب النقص بسبب لونه او شكله . و هذه مشكلة كثير من الشماليين انهم يريدون ان يصيروا عربا.
احد الاخوه الجعليين كان طويل القامه وسيما و عندما كان في جامعة اوكسفورد لدراسه فوق الجامعيه ، اتت فتاه بريطانيه في بداية دراسة علم الاجناس و جلست بجانبه في مطعم و بعد التحيه سألته عن بلده و عندما عرفت انه سوداني لاحظت طوله فقالت له ( هل انت دينكاوي ام نويراوي؟ ) و المسكينه قد درست عن النوير و الدينكا و طول قامتهم . فتحول وجه الجعلي المسكين الي شئ ضربته صاعقه و ترك الاكل و المكان . فاصيبت الطالبه المسكينه بالهلع و لم تفهم ما الذي حدث .
في الفضائيه السودانيه قبل عدة شهور كان هنالك متحدث من موريتانيا ذكر انه قد قابل الاستاذ عبدالله الطيب رحمة الله عليه و ان عبدالله الطيب قال له انه يكره الطائره ، لانها حرمت السودان من الشناقيط – اهل موريتانيا- الذين كانوا يمرون بالسودان في طريقهم للحج . و لكن استاذنا الكبير لم يهتم او يذكر النيجريين الذين لا يزالو في السودان بالملايين و ينظر اليهم كمواطنين من الدرجه الرابعه و لا يزال البعض منهم يمر بالسودان في طريقهم الي الحج . و عبدالله الطيب لا يشابه الشناقيط و لكن في اي وقت يرتدي اقبادي و يذهب الي نيجريا فان شكله من المؤكد كان سيسمح له بان ينزل اي انتخابات . و لكن لا مجال له في موريتانيا.
و كما شاهدت الاستاذ عبدالله الطيب في التلفزيون يحاول ان يلوي عنق الحقيقه ان المهاجرين في صدر الاسلام لم يذهبوا الي اثيوبيا المعروفه اليوم و لكن الي وسط السودان و كاد ان يقول دامر المجذوب .
في ديوان عبدالله الطيب اصداء النيل يقول بعد حوادث جنوب السودان في الخمسينات و مقتل بعضا من معارفه و هم الاستاذ النذير و مولانا و الفاضل في قصيدته تمثال مادنجو
ايا تمثال مادنجو الذي ندعوه مرجانا
و في وجهك ذا الجامد الخامد شيطانا
و اشباهك قد ثاروا علي قومي بركانا
فهل تبكي مع الباكين من مصرع قتلانا
تذكرنا النذير الفيضي لو تنفع ذكرانا
و قد شقت دروع الصبر من طعنة مولانا
و حرق الفاضل الباسل وسط الزنج اشجانا
ويواصل
الا حي فتي الدامر ليث الغابة الشهما
و فتيان الدفاع الغاسلين العار و الضيما
تبرجن ما شئتن ان النصر قد لاحا
و حاكين حمام الطلح اذ رجع نواحا
فكم تبكين من ابلج طلق كان وضاحا
و قد ساءك مولانا قتيل الزنج اذ طاحا
و قد لاقي النذير السمح دهر السوء فاجتاحا.
هل يعقل ان يفكر مفكرينا و كتابنا بهذه الطريقه ؟ عفا الله عن استاذنا عبدالله الطيب . و اذا كانت ابواب مميزه في السماء فسيدخل من باب الزنوج لانه كان زنجيا و ان لم يرد ان يعترف بهذا .
لقد قال لي كمال ابراهيم بدري و هو كذلك شاعر و محاضر للغه العربيه عمل في انجلترا و نيجريا و السعوديه و مات في اندونيسيا ، ان بعض العرب قالوا له و لعبدالله رجب باستغراب ( بتحكوا عربي ؟؟) فرد عبدالله رجب ( احسن منكم.) .
عندما يتحدث عبدالله رجب عن فتي الدامر يتحدث عن اللواء احمد عبدالوهاب الذي من المفروض ان يكون ذهابه الي الجنوب لاحلال السلام و ليس لغسل العار و الضيم . و لا حديث هنا عن النصر لان الجنوبيين ليسو هم الاعداء ، انهم جزء من الوطن ، لحمنا و دمنا و اشقائنا .
كيف يوصف النذير و مولانا و الفاضل بالابلج و الوضاح ، الوضاح هو الشديد البياض مثل وضاح اليمن الشاعر من الاصل الايراني من الجنود الذين اتي بهم سيف بن ذي يزن لكي يتخلص من حكم الزنوج الاثيوبيين . الاخ طه حسن عبدالله في سودانيز اون لاين تحت عنوان جندي امريكي يقوم بتفتيش فتاه عراقيه و هي بقميص النوم ، استفزه الموضوع لدرجة انه كتب قصيده جيده بهذه المناسبه و مداخلتي كانت كلاتي
الاخ طه
ان الاحرار يتفاعلون مع كل ضيم . و شكرا علي القصيده . و كل ام تنوح علي ابنها في هذه الارض تؤلمنا ، و ياحبذا لو كتبت و تفاعلت بهذا العمق عن شقيقاتك في جنوب السودان الذين اغتصبوا و يغتصبون و سوف يغتصبون و هم لم يعرفوا حتي ما هو قميص النوم بل ما هو قميص الجلوس او الخروج . و ما يحدث الان امام اعيننا في دارفور هي وصمة في جبيننا ستلعننا الاجيال القادمه من اجلها و موت محمد الدره امام عدسات التلفاز وصمه في جبين العالم . و كأباء لاطفال نحس بالالم كل يوم عندما نتذكره .و لكن كم من الاطفال في جنوب الوطن ماتوا بدون ان يسمع بهم انسان ماتوا و نهشتهم الضباع و مزقت اجسادهم الجوارح .
الضابط مصطفي نديم ابن المامور المشهور نديم و شقيقه المحافظ محمد نديم و لهم منزل ضخم في شارع العرضه بالطوب الاحمر و مصطفي نديم كان في المحكمه العسكريه التي حاكمت الزعيم التجاني الطيب بابكر في ايام عبود . و عندما كان مصطفي نديم في جوبا ارتبط بعلاقه بفتاه جنوبيه في حي الملكيه و اظن ان والدها يوناني . و عندما رجع في الستينات كضابط كبير حاول ان يعيد علاقته مع الفتاة التي كانت قد تزوجت و كونت اسره الا ان نديم كان يعتبر ان له حق لا يقبل الفسخ . فذهب في المساء محاولا انتزاعها من زوجها ودارت معركه جسديه مع الزوج تعرض فيها مصطفي نديم للضرب فقاد الجيب غاضبا مسرعا للقياده للاستعانه بجنوده فاصطدم باحدالاشجار و قبل موته متأثرا بالحادث عرف الجنود الشماليون انه تعرض للضرب فاخذوا سلاحهم و جعلوا من حي الملكيه ميدان معركه مارسوا فيه الحرق و الضرب و الاغتصاب و القتل . انا متاكد من ان الكثيرين لم يسمعوا بهذه القصه .
شوقي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.