حاطب ليل ابراهيم عوض عبد المجيد (1933 -2006 ) ثم .. عبد اللطيف البوني [email protected] يوم الاثنين 23 مايو الجاري صادف الذكرى الخامسة لرحيل ديناصور الغناءالسوداني الفنان الذري ابراهيم عوض الذي غادر دنيانا الفانية بجسده في عام 2006 وقد احتفت الوسائط الاعلامية السودانية احتفاء يليق بالمناسبة احتفاء اقل ما يوصف به انه وفاء للفن والغناء والابداع السوداني فاذاعة البيت السوداني من صباح الرحمن الي مابعد منتصف الليل لم تبارح سيرة ابراهيم عوض حديثا وذكريات ومواقف مع الغناء العذب وقد تشرفت بان امضيت بداخلها ثلاثة ساعات نهارية في حلقة خصصت لفن ابراهيم عوض وتاثيره في بناء الوجدان السوداني اذاعة ذاكرة الامة اوقفت برامجها هي الاخرى لهذة الذكرى اما قناة النيل الازرق فقد اعطت برنامجها المسائي ونصف سهرتها لابراهيم عوض وكذا فعلت القنوات والاذاعات الاخرى ولكن بدرجة اقل اما الصحف فقد كرست صفحاتها الفنية في هذا اليوم لنفس الغرض اقل ما يقال في ذلك اليوم انه كان يوم ابراهيم عوض في كل السودان لقد شبعنا في ذلك اليوم في غناء ابراهيم عوض و بالطيع لم نصل حد التخمة لان غناء ابراهيم لايصيب بالتخمة فكلما سمعت منه واحدة تشعربانك في حاجة للمزيد انه شبع وجداني ينسيك دنيا الناس ويطوف بك الي حيث لاامنيات تخيب ولاكائنات تمر الاغنيات الكبيرة مثل عزيز دنياي , والمصير , وتذكار عزيز , ويازمن , والم الفراق تكررت كثيرا في ذلك اليوم وبتسجيلات مختلفة مرة بالعود ومرة بالاوكسترا الكاملة ومرات من الاستديو ومرات من حفلات اما الاخرى مثل فارقيهو دربي , وسلوى , وبيتنا نور , وجمال دنيانا , وبسمة الايام , ولو دايرتسيبنا , وابيت الناس , ومين قساك , وقاصدني ما مخليني , وليه بتسال عني تاني , واصبر خليهو وغيرها من الدرر فقد وردت بدرجة اقل لابل سمعنا اغنية انت بدر السما في صفاك وهي اغنية الحقيبة الوحيدة التي غناها ابراهيم واغنية الوافر ضراعه وهي الاغنية الشعبية الوحيدة التي غناها ابراهيم فابراهيم هو ود ام درمان وليس له اي اصول في الريف السوداني انما في الريف المصري ولم يره في حياته لذلك اثر التمدن في غنائه هو الطاغي ترددت في هذا اليوم اسماء فنانين كبار مثل عبد الرحمن الريح استاذ ابراهيم الاول والذي وجد في ابراهيم ضالته للعبور من اغنية الحقيبة الي الاغنية الحديثة ثم الطاهر ابراهيم الذي كان نقلة كبرى في غناء ابراهيم وعبد اللطيف خضر الذي لحن لابراهيم الكثير من الاغنيات من كلمات ابراهيم الرشيد وسيف الدسوقي والسني الضوي الذي لحن لابراهيم ثلاثة اغنيات ولقد سمعنا وردي يغني لابراهيم (حبيبي جنني) ثم غنى مع ابراهيم دي ويتو(احكي الم الفراق واشكي لمين انا ) وغنى له شرحبيل احمد (ابو عيون كحيلة جميل الصفات) اما زيدان ابراهيم فقد كان المغني الوحيد في حلقة قناة النيل الازرق الطويلة وغنى عدد كبير من الاغنيات ابتداء بعزيز دنياي وانتهاء باخونك العبد لله تابع ذلك اليوم بشجن زائد فقد كنت ثملا بابراهيم طوال اليوم من الراديو للتلفزيون واحيانا الاثنين معا في وقت واحد(مرة ابكي ومرة ابكي) وبالطبع لاقراءة ولاسياسة ولاابيي ولابلح الشام حيث الاسد ولاعنب اليمن حيث علي عبد الله ناهيك عن القذافي حتى مشاغلي الورتينية قد تركتها فالاسرة مشكورة قد فرغتني لابراهيم كنت في قطيعة تامة مع الموبايل . لقد شعرت في ذلك اليوم ان التقنية قد هزمت الموت تماما فابراهيم سوف يستمر يغني لمئات السنين ان شاء الله فالموت يصيب الاجساد الفانية ولايصيب الابداع . مثلما نطالع شعر المتنبئ ونشاهد الموناليزا فاحفاد احفاد احفادنا سوف يتمايلون طربا مع (بريدك والله بريدك لو سيقتني السم بايدك , سمك شفاى وداوى ياطبيب تعال لمريضك , حبيبي جنني وغير حالي ) .الشاعر الالماني بريخت قال في احدى روائعه (كتب التاريخ لاتحوي غير اسماء الملوك مدينة طيبة ذات الابواب السبع هل حمل الملوك كتل صخرها ؟) فاها نحن في السودان في 23 ما يو 2011 نحتفي بذكر انسان غير سياسي انسان سلطانه علينا مستمد من ابداعه وموهبته التي وهبها الله له . رحم الله ابراهيم عوض وجعل البركة في ابنائه الذكور الستة الذَين خلفهم (ثلاثة صيادلة وطبيبين وكبيرهم طيار ) فتبارك الله وماشاء الله.