قولوا حسنا شفرة برشلونة محجوب عروة [email protected] فريق برشلونة الذى سحق فريق مانشستر يونايتد بثلاثة أهداف يستحق الفوز ليس لأنه الفريق الوحيد الذى أشجعه وأتحمس له أكثر من أى فريق فى العالم أو لأنى زرت مدينة برشلونة عدة مرات ولكن لأنى رأيت فيه تمثيلا لوطن ومواطنين استطاعوا أن يفكوا الشفرة التى استطاعوا بواستطها جعل ولاية (كاتلونيا) أعظم اقليم فى اسبانيا وأكثرهم ثراءا\" رغم أنه كان اقليما مهمشا مثل اقليم الباسك. كان الأثنان يريدان الأنفصال عن اسبانيا ولكن الكاتالونيين اتخذوا منهجا ذكيا ومتحضرا خاصة أنهم أول من رفض النظام الملكى الديكتاتورى الذى فرضه الجنرال فرانكو بعد الحرب الأهلية الأسبانية وطالبوا بالنظام الجمهورى ومن ثم تحولت اسبانيا بعد فرانكو الى نظام ملكى دستورى فتحققت معادلة موزونة بين التقاليد الأسبانية فى الملكية ومطالب الداعين للجمهورية ومن ثم تجذرت الديمقراطية فى اسبانيا. اختار الكتالونيين الطريق السلمى فى فرض مطالبهم خاصة حق التحدث بلغتهم الخاصة رسميا فى الدوائر الحكومية خاصة القضاء منذ أن منعها الديكتاتور فرانكو واختار اقليم الباسك حرب العصابات واستخدام السلاح بواسطة منظمة ايتا الأرهابية الأنفصالية وكانت النتيجة أن أصبح اقليم كاتالونيا وعاصمته برشلونة أعظم محرك اقتصادى وسياسى فى اسبانيا وتخلف اقليم الباسك وقد انعكس أثره على كرة القدم فصار فريق برشلونة أعظم وأقوى فريق فى أوروبا وربما العالم. ولعل القصة الأنسانية للاعبه الشهير صانع الأنتصارات الذى كسب لأسبانيا كاس العالم (ميسى) تعكس أهمية القوة الأقتصادية لأقليم كاتالونيا وفريقه برشلونة، فعندما هاجرت اسرة الطفل ميسى من الأرجنتين الى اقليم كاتالونيا باسبانيا طلبا للرزق بعد أن عجز والداه و فريق الشباب الأرجنتينى علاج لاعبه الشبل ميسى لأسباب اقتصادية حيث كان ميسى مصاب بمرض عدم القدرة على النمو فلاحظت جدته أن هذا الطفل سيكون له شأن فى كرة القدم ولكنه يحتاج الى العلاج والرعاية فقدمه والده الى فريق برشلونة الذى تبناه وصرف عليه كثيرا وعالجه ودربه فهناك يتم الأهتمام والأعداد للعيبة منذ عمر الزهور وليس بعد أن يصبحوا رجالا كحالنا. من االمؤكد لم يكن لفريق برشلونة القدرة المالية لولا أنه نشأ فى اقليم ثرى آثر السلم على الحرب والقدرة الأقتصادية على الأبتزاز الذى أصبح ديدن حركة ايتا فى اقليم الباسك فأصبح ذلك الأقليم فقيرا لأنه اختار الحرب واختار اقليم كاتالونيا التعليم والنمو الأقتصادى والقوة الرياضية ممثلة فى كرة القدم فاستطاع أن ينفق على أعظم اللاعبين فى العالم ويبذل لهم المال لجذبهم ولتدريب اللاعبين منذ الصغر والمغامرة بعلاجهم فاستحق أن ينتصر فى حرب كرة القدم التى صارت من أقوى الديبلوماسية الشعبية والقوة السياحية. اقليم كاتالونيا وعاصمته وفريقه برشلونة أثبتا أن هناك علاقة وثيقة بين الحكمة فى السياسة و قوة الأقتصاد والرياضة. هنيئا لفريق برشلونة ولأقليم كاتالونيا الذى استطاع أن يفرض بالوسائل السلمية والثورة الناعمة مالم يحققه اقليم الباسك ومنظمة ايتا بالقوة والسلاح. فريق برشلونة واقليمه استطاعا أن يفكا الشفرة فاستحقا النصر دائما.