قولوا حسنا السبت 20 -8-2011 النجاح بالأستثمار فى البشر.. برشلونة مثالا محجوب عروة [email protected] هناك جانب من حياتى لا يعرفه الا البعض وهو عصبيتى لكرة القدم ففى فترة الصبا والشباب حضرت أول منافسة بين فريقى الهلال والمريخ يوم افتتاح الأضاءة الليلية لأستاد الخرطوم فى أوائل الستينات فقد رافقنا عمى اللواء عروة الذى استجاب لدعوة زميله اللواء طلعت فريد باعث النهضة الرياضية وعمرى 13 عاما مع ابنى عمىّ الفاتح (مريخابى 12 عاما) وياسر (هلالابى 10 عاما) وكنت مثله هلالابى متعصب، الا أنه ضعفعت صلتى بالمتابعة اللصيقة للهلال والتعصب بعد القوون الرائع فى الدقيقة 27 المشهورة من الشوط الثانى التى أنهى بها العملاق (جكسا) هزائم المريخ المتكررة لنا بصواريخ ماجد ضد سبت دودو. ثم شبه انقطاع بعد انشغالى بالنشاط السياسى عبر حركة الأتجاه الأسلامى بالمدرسة الثانوية فالجامعة عقب ثورة اكتوبر 1964. مر علىّ هذا الشريط وأنا أتاهب لكتابة العمودأعاد عاد بعض عشقى لكرة القدم عن طريق فريق برشلونة والذى هزم ريال مدريد مؤخرا هزيمة مدوية وقبلها حصوله على كأس أوروبا.. فياله من فريق.. ربما أعزو تلك العودة لعدة عوامل منها القنوات الفضائية التى تنقل لك المباريات العالمية الراقية فور وقوعها فى مقابل المستوى المتدنى للكرة السودانية التى أفتقدت لاعبين عظام فى الماضى كنا نتابعهم بشغف، أو ربما بتأثير من أبنائى كسائر الشباب الذين أثرت فيهم الفورة الكروية العالمية التى أصبحت أهم مظاهر العولمة اليوم مقبل ضعف و عزوف عن الكرة المحلية لتدهورها أو ربما لأسباب أخرى. أعود لمباراة برشلونة - ريال مدريد الأخيرة بل جميع مبارياتها فأعترف – كما ذكرت من قبل- أن من أسباب تأييدى لفريق برشلونة ربما بسبب سفرى لها عدة مرات ووقوفى على ما حققه اقليم كاتالونيا الأسبانى وشعبه من تقدم اقتصادى وقوة كروية بسبب منهجهم الحكيم فى معالجة التهميش من المركز بنهج سلمى بعكس اقليم الباسك الذى اتخذت فيه حركة ايتا منهج التمرد العسكرى والعنف، ففى حين قرر الكاتالونيون تطوير و تقوية اقليمهم بالتعليم والتنمية الأقتصادية والحكم الرشيد والمشاركة وتطوير ثقافتهم واحترام لهجتهم المحلية وبناء اقتصاد متين وفرق رياضية قوية ساعدهم فيها أحد البنوك الذى مول احتراف اللاعبين وشراء الأفذاذ العالميين منهم بل والمجازفة باحتضان المهارات الصغيرة والشابة ورفع قدراتهم لدرجة أن ذلك البنك أفلس ولكن لا يهم طالما رفد برشلونة بعناصر كروية صعدت باسبانيا وبرشلونة للقمة محققين دعما معنويا وأكيد ماليا لوطنهم ورفعت الشعور القومى لأعلى الدرجات، فكرة القدم لم تعد مجرد لعبة تسلية رياضية بل عملية شاملة.. رياضة وأخلاق وديبلوماسية شعبية وبناء قومى اضافة لفوائد اقتصادية ونقل أفراد ومجتمعات للفاعلية الأجتماعية هذا غير عملية الترويح للنفوس مما يسهم فى رفع الروح المعنوية وتجديد الحياة الرتيبة وازالة الضغوط النفسية التى تعتور المواطن اثُناء العمل اليومى وضغوطه المرهقة والشاقة الأمر الذى يمكنه من مواصلة العمل بروح جديدة ومتجددة فيساهم فى زيادة الأنتاج. من من الفرق الرياضية هنا أو أحد البنوك له فكر متقدم مستنير فعل مثلما فعله فريق برشلونة مثلا عندما وافق على تبنى طفل من الأرجنتين على بعد آلاف الكيلومترات عندما ظهر له نبوغ مبكر فى كرة القدم مثل (مسى) أباه فقيران لا يستطيعان سداد فاتورة العلاج الشهرية فعالجه و تبناه الفريق وعمره اثنى عشر عاما فأعطاهم (مسى) الكؤوس شابا ولازال..انه النجاح فى الحياة بالأستثمار فى البشر أولا فهذه اليابان لا موارد كثيرة لها ولكنها استثمرت فى البشر فكان ما كان.