الصادق المهدي الشريف [email protected] الحكومة قالت أنّ التاسع من يوليو القادم هو آخر يوم لبعثة الأمم اللمتحدة الى السودان (يونميس UNMIS) وأنّها يجب أن تحزم أمتعتها منذ الثامن من يوليو!!!. لكنّ المتحدثة باسم الأمين العام للأمم المتحدة قالت أنّ مجلس الأمن هو الذي يُحدد بقاء قوات اليونمس في السودان من عدمه!!!. حُجة الحكومة هي أنّ البعثة إرتبطت بإتفاقية نيفاشا، وأنّ هذه الإتفاقية سوف تنتهي في 9 يوليو... وبالتالي لا يوجد مسوِّغ لبقائها!!!. لكنّ الأممالمتحدة تقول أنّ اليونميس دخلت الى السودان بقرار من مجلس الأمن... بغض النظر عن بداية أو نهاية نيفاشا... وأنّها (لن) تخرج إلا بقرار من مجلس الأمن!!!. (شفت كيف...؟؟؟!!!). رحم الله الأمثال الشعبية التي كان الواحدُ منها... حِكْمَةً يستمعُ الناس لها... ونبراساً تضيئُ لهم الطريق... الطريق الذي لم يسيروا فيه من قبل. و(التسوي بإيدك.. يغلب أجاويدك). كان من الممكن ان نكمل مساحة هذا المقال ونحنُ نسأل عن السبب الذي أدخلنا في جُحر الضب هذا؟؟؟... وعن دواعي تصعيد خلافات صغيرة وبسيطة و(سودانية خالصة) الى دهاليز مجلس السلم الأفريقي!!... ومجلس الأمن!!.. ومجلس شنو!!... ثُمّ البحث المُضني والعبثي عن بوابة الخروج التي لا نجدها. لكن من الأفضل لنا أن نستثمر ما تبقى من مساحة هذا المقال في تصوُّر السيناريو المتوقع لهذا الأزمة التي تبقّى علي إندلاعها بضعة ايام... وبالتحديد هي الأيام التي تبقت الى التاسع من يوليو. من المُرجّح أن تتصاعد هذه الأزمة كما تصاعدت في بداية دخول القوات الى السودان... حيث حلفت الحكومة (بالطلاق) أنّ القوات الأممية لن تدخل الى السودان... ثمّ رست الأزمة الى دخول قوات (أممية) بقبعات (أفريقية) وأسلحة (غربية)، لكنّها تحت إشراف (مجلس الأمن). (شفت الغلوطية دي؟؟؟!!!). كان من المؤكد مسبقاً أنّ القوات الدولية ستدخل، والحكومة تعلم ذلك، لهذا إستخدمت (الطلاقات والحرامات) وعلاقاتها بالصين وروسيا للتقليل من أثر ذلك (الدخول). وهذا هو ذات السيناريو المتوقع في هذه الأزمة القادمة لو أصرَّ كلا الطرفين على موقفه... وهو أن تزداد أولاً حدة التصريحات والتصريحات المُضادة... ثُمّ تخفت حدة التصريحات.. وثالثاً يتم التوصل الى تسوية تبقى بموجبها اليونميس في السودان. وسوف تأخذ تلك التسوية شكل (الغلوطية) كما حدث من قبل... مثلاً ان تحدث تسوية تتعلق بالوقت... كأن تبقى القوات ستة أشهر أخرى.. أو عاماً.. أو عقداً من الزمان. أو أن تحدث تسوية تتعلق بالمكان... مثلاً أن تتحرك قوات اليونميس الى الحدود الفاصلة بين الدولتين (السودان والسودان الجنوبي)، بحيث تقضي نهارها في السودان وتنام ليلها في السودان الجنوبي. أو أن تتعلق التسوية بشكل القوات التي ستبقى.. مثلاً قوات أفريقية بقبعات أسيوية... وأسلحة روسية... و... إذا إزدادت حِدّة التصريحات في الايام القادمة.. فلا تقلقوا.. لن يحدث شيئ... فقط ابقوا في إنتظار التسوية. هامش: البروف إبراهيم غندور أمين الإعلام بالمؤتمر الوطني أكدّ رفض حزبه لبقاء اليونميس بعد التاسع من يوليو.. لكنّه ترك الباب موارباً للحكومة لإختيار الموقف المناسب. لا تقلقوا. التيار