تراسيم.. لا تقتلوا الدجاجة !! عبد الباقي الظافر وزير المالية علي محمود كان يتحدث إلينا .. الوزير أسدانا النصح أن نتجنب الأكل في المطاعم الأجنبية التي تنتشر في شارع المطار بالخرطوم ..منطق الوزير يقول إن أرباح هذه المؤسسات تعود إلى أدراجها بالخارج ..ذات الأمر ينطبق على شركات الاتصال التي دفعت مليارات الدولارات لتستثمر في السودان ..في النهاية الحكومة منعت الدجاجة البياضة من تحويل أرباحها إلى خارج السودان . تقارير أجنبية تؤكد أن الاقتصاد السوداني سيفقد نحو 59% من تدفقات النقد الأجنبي بسبب انحسار بترول الجنوب بسبب الانفصال ..الحكومة تقول إن كل الأمور مرتبة تماماً ..ولكن الدكتور صابر محمد الحسن محافظ بنك السودان السابق يحذر من كارثة ستهبط على رؤوسنا..آثارها تفوق آثار الأزمة الاقتصادية العالمية العارضة . الحكومة ستحاول مجابهة الموقف بالاتجاه لرفع الدعم عن السلع الأساسية مثل السكر والوقود ..أفصح عن ذلك وزير الدولة بالمالية، عندما وصف زيادة أسعار الوقود قبل عدة أشهر بأن تلك الموجة الأولى ..وذات القول كرره والي الخرطوم على مسامع الشرق الأوسط اللندنية قبل أيام مضت ..وكذلك ستحاول الاهتمام بالتنقيب العشوائي عن الذهب ..الذهب العشوائي دعم خزينة الدولة بنحو مليار دولار العام الماضي ..إذا ما أفلحت جهود الدولة في مضاعفة الإنتاج ورفعه إلى نحو 74 طن فإن العائد لن يزيد كثيرا عن ملياري دولار في العام . الحل أمام أقدام الحكومة ولكن الحكومة لا تبصر ..الاستثمارات الأجنبية استطاعت أن تضخ في مفاصل الاقتصاد السوداني أكثر من ثمانية عشر مليارا من الدولارات في سنوات قليلة ..دولة واحدة مثل الكويت تملك حوالي مليار ونصف من الدولارات في بلدنا ..الحكومة تمنع الشركات الأجنبية من تحويل أرباحها ..في شركة سوداتل تنحسر الأرباح و مستثمر عربي يقترح منح شركتنا الوطنية وسام الأداء المحبط .. الحكومة التي تمتلك ثلث الشركة تكتفي بالصمت النبيل. السياحة في مصر تدر سنويا نحو اثني عشر مليار دولار ..وفي المغرب التي يزروها كل عام عشرة ملايين أجنبي تشكل السياحة المورد الاقتصادي الأول ..في سوداننا وزارة السياحة بلا مقر ..حكومتنا لديها شرطة خاصة مهمتها مراقبة السياح الذين ننظر إليهم بعين الريبة والحذر ..حتى أنت عزيزي المواطن إن حدثتك نفسك بالتسكع في شارع النيل فتأكد أنك تحمل في جيبك قسيمة الزواج وإلا فأنت محمول في (كشة) النظام العام التي لا تغادر كبيراً أو صغيراً. سياستنا الخارجية تتجه لصناعة أعداء أكثر من كسب أصدقاء ..روشتة إعفاء ديون الدول الفقيرة تجاوزتنا بسبب سياسات خرقاء ارتكبتها حكومتنا الوطنية ..حكومتنا لا تشعر أنها جزء من عالم اليوم الصغير ..المواطن المسكين عليه أن يدفع ثمن عزلتها ..أقصر حائط للحكومة لمواجهة واقع ما بعد الانفصال هو تحميل المواطن كل التبعات. مثل هذا المناخ الانغلاقي لا يغري الأجانب بالاسثمار في بلدنا ..مع هذا لدينا أسوأ قانون لجذب الاستثمار الأجنبي ذلك ما أوضحه رجل الإنقاذ الاقتصادي الخبير عبدالرحيم حمدي. التيار