حديث المدينة \"جالكم كلامي\" ..!! عثمان ميرغني قلت لكم إن مطاردة الجبايات والرسوم غير الشرعية.. لا تحتاج إلى لجنة يرأسها د. نافع.. ولا تحتاج حتى ليرأسها موظف صغير في الدولة.. فالشعب الذي يدفع.. ويدفع ..حتى يكتب عند الله (دفع الله).. قادر على الإمساك بكل المخالفات وتسليمها للحكومة (صرة في خيط).. بالأمس نشرنا في الصفحة الأولى في \"التيار\" منشور هيئة الحج والعمرة الذي (على عينك يا تاجر) يلزم المعتمرين والحجاج بدفع (456) جنيهاً.. بلا أورنيك (15) ولا يحزنون.. ..ياترى كم تحصد الهيئة من هذه الرسوم الخرافية.. أحسبوها معي .. إذا كان عدد المعتمرين والحجاج خلال العام في حدود (50) ألف فقط.. لا غير.. فإن الرسوم تبلغ حوالى ال(23) مليار.. عداً نقداً.. حسناً إذا كانت هيئة الحج والعمرة لا تخشى الله.. ألا تخشى الرئيس.. ولا تستعجل وتتهمني بالتجزيف.. لا .. فالله يمهل ولا يهمل.. حسابه في الآخرة.. والاستغفار والتوبة تمسح الذنوب.. لكن الرئيس الذي تحدث قبل يومين فقط في مجلس شورى المؤتمر الوطني.. ثم كون لجنة وضع على رأسها أشرس مساعديه.. ألا تخاف هيئة الحج والعمرة على الكرسي أن يطير.. أم أن التجربة دلت على أن الجبايات والرسوم طالما هي في الاتجاه الداخل لجيب الحكومة لا تطير رأساً ولا تكسر كرسياً.. بل ربما تعتبرها الحكومة (شطارة) في استجلاب الموارد.. فتكرم وترقي جابيها.. كنا نتوقع بمجرد نشر الخبر أمس في \"التيار\" أن يأتي رد فعل (الحكومة!) ولجنة د. نافع سريعاً.. و تقبض على هيئة الحج والعمرة متلبسة بنقض قرار الرئيس وقبل أن يجف المداد الذي كتب به.. ولكن لم نتلقى من ردود الأفعال سوى مهاتفات القراء المذهولين من هول التحدي والعزة بالإثم.. وكأني بالقراء يقولون بفم واحد (معقول!!!). ومع ذلك.. في تقديري ليس المشكلة في تطاول هيئة الحج والعمرة على توجيهات رئيس الجمهورية.. بل في وجود هذه الهيئة من الأصل.. هذه الهيئة تضع على أكتاف الحاج والمعتمر حملاً ثقيلاً.. ومهامها وهمية لا حاجة للمعتمر والحاج لها.. فالحج أو العمرة هي رحلة عادية (جداً) إلى الأراضي المقدسة .. حيث هناك تتوفر الخدمات للحجاج والمعتمرين دون الحاجة لحشر أنف الحكومة .. فالحكومة يكفيها مشكلة أبيي ومثلث حلايب.. والتعليم والصحة و(الزواج الجماعي) فلتترك الناس يؤدون عباداتهم بأنفسهم.. هل تصدقوا أن من (عمايل) الهيئة في الحاج والمعتمر أن تأشيرة الخروج لأي سوداني مسافر للخارج حتى ولو كان إلى مدينة جدة نفسها.. لا تزيد عن (65) جنيهاً.. لكن إذا ناداك المنادي.. فإن تأشيرة الخروج تصبح (107) جنيهاً.. الحكومة ليس أمامها سوى خيارين.. إما أن تحل هيئة الحج والعمرة.. أو تؤسس هيئة جديدة لتفويج المسافرين إلى مصر في الصيف.. فهم أكثر من الحجاج.. التيار