التصريحات تتستر خلف مصدر مسؤول! د.عبداللطيف محمد سعيد [email protected] تحت مسمى ثورة التعليم توسعت الدولة في فتح الجامعات وصارت في كل ولاية جامعة وفي العاصمة القومية انتشرت الجامعات ثم ارتفعت الرسوم الجامعية ليس في الكليات العلمية كالطب والهندسة والصيدلية بل في كل التخصصات وظهرت بدعة التعليم المستمر وقبول الناضجين والجامعات المفتوحة والدراسة عن بعد وصار الحديث عن التعليم في السودان مثار تندر وسخرية حتى قيل انه اذا قدم الشخص لدراسة فوق الجامعية في السودان وتحديداً الماجستير فانه يمنح جهاز موبايل هدية. ومثل ما صحب التوسع في الجامعات ازداد عدد الخريجين والعاطلين وازداد عدد حملة الماجستير والدكتوراة... واختلف التسجيل عن ما كان عليه في زماننا وصار التقديم للماجستير عن طريق البحث مباشرة للخريج وعلى ايامنا كان يسبق التقديم للماجستير الحصول على سنة دراسية خامسة او الحصول على دبلوم عال ثم بعد ذلك تمهيدي ماجستير وبعد ذلك البحث. مع ازدياد عدد الجامعات الخاصة صارت تفضل حملة الماجستير او من هم دون ذلك لان الموضوع يرتبط بارتفاع اجرة حملة الدكتوراة فصار من النادر ان تجد في القسم او الكلية من يحمل شهادة الدكتوراة وحتى لا يظن القارئ العزيز انني ابالغ اقول له في احدى الكليات التي ادرس بها انا الوحيد الذي احمل شهادة دكتوراة واعمل بنظام التعاون او ما يعرف بالساعات يعني غير معين ولا اكلف الكلية فوائد ما بعد الخدمة او علاوة سنوية او بدلات او حتى المائة جنيه منحة السيد الرئيس. في هذا الوقت تخرج علينا وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بحديث عن لائحة ويقول مصدر التصريح وقد جاء وصفه تحت مسمى مصدر مسؤول إن اللوائح المنظمة لوزارة التعليم العالي لا تسمح لحَمَلة الماجستير بالعمل في الجامعات ولا نعلم اي جامعات يقصد المصدر المسؤول؟ واين كان طوال هذه الفترة؟ ليخرج من صمته ويقول إن الفترة الأخيرة شهدت تفاقم ظاهرة تدريس حَمَلة الماجستير وأصبح (أمراً إعتيادياً)! ثم يؤكد أنّ اللوائح المنظمة للتعليم العالي تسمح لحَمَلة الدكتوراة والأستاذية فقط بالتدريس في الجامعات هل يقصد المصدر المسؤول الجامعات الخاصة ام الحكومية؟ وهل هناك عدد معين مسموح به من حملة الماجستير ليدرس في الجامعة؟ اعتقد ان هناك لائحة تحدد اعداد الدكاترة وحملة الماجستير ومساعدي التدريس واظنها لا يعمل بها الان! ونعود الى تصريح المصدر المسؤول: ( وأن حَمَلة الماجستير تقتصر وظائفهم كمساعدي تدريس إلى أن يتم تأهيلهم ومنحهم درجة الدكتوراة) ونسأل هل مساعد التدريس لا يدرس؟ عندما كنا في الجامعة كان مساعد التدريس لا يدرس بل يدخل بعد المحاضر. الاخ المصدر المسؤول نرجو ان توضح لنا ماذا تقصد بترتيبات الوزارة خلال الأيام المقبلة لتوفيق أوضاع حَمَلة الماجستير والإهتمام بالأستاذ الجامعي؟ والايام المقبلة تلك هل تقبل بعد اسبوع ام شهر ام سنة؟ فلاسبوع يتكون من ايام وكذلك الشهر والسنة. هل سمعت بقصة الرجل الذي اذا استدان منك مالاً وقال لك سيوفي بدينه يوم الخميس فهو لا يقصد الخميس القادم ولكنه يقصد اي خميس من اي اسبوع من اي شهر من اي سنة! والله من وراء القصد