د.عبداللطيف محمد سعيد [email protected] مع اقتراب بداية العام الدراسي تكثر التصريحات وكلها تتحدث عن توفر الكتاب المدرسي وانه تم طباعة اعداد كافية... وعن الاجلاس للتلميذ والطالب والمعلم... وعن عدم فرض رسوم وعشرات التحذيرات من نوع: ان اي مدير يفرض رسوما سيوقف ويعدم ويشنق بل واي ولي امر تلميذ يدفع رسوما هو ثورة مضادة وانه ضد توجه الدولة الحضاري! بالناسبة الحديث عن الشنق والاعدام والتوجه الحضاري فانها من بنات افكاري ولكن لا اذيع سرا ان قلت انه في زمن التصريحات متوقع! فهل توفر الكتاب المدرسي يوما ومنذ مجيء الانقاذ؟ وهل جلس التلاميذ المعلمون؟ وفي اي مدرسة من مدارس العاصمة القومية او السودان حدث هذا؟ نعود الى الموضوع الاساسي وهو الرسوم الدراسية والتي هي جزء من الرسوم التي جبلت عليها الانقاذ ويتحملها المواطن المسكين رغم دخله المحدود. هذه المرة جاءت بداية التصريحات من النائب الاول حتى تمهد الطريق لمن يريد ان يركض في ميدان التصريحات وياتي بما لم تات به الاوائل! فهل استعد كل مسؤول ليصرح ويبرر ويقول لا رسوم ونذهب الى المدارس ليقول المدير الرسوم. مدير المدرسة التي يدرس بها ابني وحدث هذا قبل ثلاثة اعوام قلت له سمعت وقرأت انه لا رسوم تفرض على التلاميذ؟ ضحك وقال لي انني لا اتعامل مع الاذاعة والتلفزيون والصحف ولكن اتعامل مع المنشورات الرسمية واخرج لي منشورا من ادارة التعليم بالمحلية بتحصيل رسوم وانهم يطالبون بتوريد نسبة من تلك الرسوم لهم! وحكى لي قصة الرجل الذي حضر الى الجزارة ليشتري لحما فوجد سعر كيلو اللحم زائد عن ما سمعه في الاذاعة صبح نفس اليوم فاخبر الجزار بذلك فقال له الجزار اذهب واشتري من الاذاعة فسعره ارخص ويمكن ان تشتري لي معك! قلت لكم هذه المرة ابتدر التصريحات الاستاذ علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية موجهاً بعدم طرد أو معاقبة أو حرمان أي طالب بسبب الرسوم، وبضرورة أن يكون التعليم مجانياً، وقال طه لا يوجد هناك حق قانوني لفرض الرسوم! اذن كيف تفرض؟ وعلى اي شيء تستند المدارس او ادارات التعليم وهي تفرض عشرات الرسوم؟ اقول لكم ان ان ما يعرف بالمجلس التربوي وهو مجلس الاباء والمعلمين سابقا يتولى كبر هذا الذنب.ألم تسمعوا النائب الاول يقول لابد من مشاركة المجتمع عن طريق مجلس الآباء؟ ان العام الدراسي على الابواب وارجو ان لا يفاجأ احدكم اذا طلب منه دفع رسوم... قد يقولون لك انها مساهمة ولكن لابد من دفعها وهنا ستحتار ما معنى الرسم وما معنى المساهمة؟ انهما وجهان لعملة واحدة هي عدم مجانية التعليم. اما عن الكتب وتوفرها وحكاية كتاب لكل تلميذ يمكن ان تكذبها اذا قرأت عشرات اعلانات الاقمشة في الشوارع وهي تعلن عن هنا يباع الكتاب المدرسي... فاذا كانت الوزارة ستوزع كتابا لكل تلميذ فلمن يبيع هؤلاء؟ هل تعلم ان الكتب ستتوفر في مراكز البيع ولن تتوفر في المدارس اقول هذا من واقع تجارب الاعوام السابقة وانتظر تصريحا من جهة ما تكذب قولي. والله من وراء القصد