[email protected] لعل الكل يعرف قصة المثل الذي يضرب على البصيرة أم حمد ،،، وللتذكير فهي امرأة يلجأ إليها أهل قريتها ويستشيرونها في كثير من الأمور ،،، وكان كثيرا ما يحالفها التوفيق في المشورة ،،، وفي ذات مرة أدخل عجل أو ثور رأسه في زير كبير ،،، فطلبوا من البصيرة الحضور ، فحضرت ، وطلبوا منها حل هذه المعضلة فأشارت إليهم في المرة الأولى بقطع رأس الثور ، أي بذبحه ،،، وفي الثانية أشارت بتكسير الزير لإخراج الرأس ،،،، وهكذا قامت بحل المشكلة المستعصية ،،،، فلا زير صلح ،،،، ولا ثور نجا ..... طالعت لوزيرة الدولة بوزارة الإعلام الأستاذة سناء حمد في لقاء بقناة الشروق تصريحا تقول فيه ،،،، إن دولة الشمال وهي الدولة الأم عليها أن تلتزم بكل المعاهدات والمواثيق الموقعه باسم السودان وليس على الجنوب تحمل أي تبعات لتلك المعاهدات والاتفاقيات الدولية ليس على الجنوب أي التزامات بناء على تلك الاتفاقيات مع الدولة الأم .... وهنا تمنح الوزيرة دولة الجنوب كرت إعفاء من الديون الخارجية للسودان قبل الإنفصال ،،،، ولا داعي للتعب واللهث وراء تحميل الجنوب جزء من هذه الديون أو محاولة إعفاء جزء من هذه الديون من قبل الدائنين .... وطالعتنا قبل أيام نفس الوزيرة الأستاذة سناء حمد وهي تحاول التقليل من شأن انفصال الجنوب ،،، مع قرب موعد الانفصال الرسمي في التاسع من الشهر القادم بأن نسبة المسلمين في السودان ستكون 96.7% ،،،، وطالعت بجريدة الانتباهة في عدد ها رقم ( 1903 ) الصادر بتاريخ 18/6/2011م خبرا آخر مفاده أن الحركة الشعبية قد قامت بهدم مسجد كاستم بجوبا ،،،، والأغرب ولكنه ليس بمستغرب في هدم هذا المسجد أنه تم بناءً على طلب ياسر عرمان الشمالي المسلم ،،،، بحجة أن صوت الآذان يقلق السيد قائد الحركة الشعبية جون قرنق في قبره ،،،،، ووفاءً من هذا الياسر لقائده جون قرنق طالب بهدم المسجد ،،، وتغييب صوت الحق الذي يصدر من هذا المسجد ..... إن الفشل الذي صاحب الإنقاذ بسبب فصل الجنوب عن الشمال ،،، أمر على المؤتمر الوطني تقبله ،،، والاستفادة من الدرس جيداً ،،، ولكن من الصعب على المرء الاعتراف بالفشل أو الخطأ ،،،، وإن علامات قبول الفشل ومحاولة إصلاحه تعتبر نجاحا في حد ذاته ،،،، وهذه المقولة لم نسمعها من هذه الوزيرة فقط ،،، بل سمعناها كثيراً ،،،، وذلك في محاولة من قائليها بالتبشير بخير الإنفصال ،،،،، أختي سناء حمد وأقول خير يا طير ،،،، ثم ماذا بعد أن تصبح نسبة السكان المسلمين 100% ماذا سيحدث ،،،، هل ستعلن الحكومة تطبيق قوانين الشريعة الإسلامية ، يوم إعلان انفصال الجنوب ،،،، أم ماذا نقرأ من وراء هذه السطور ،،،، وكم ستكون الفرحة كبيرة أختي ،،، إذا كانت هذه النسبة ناتجة عن قوة وحركة الدعوة إلى دين الله الإسلام ،،،، ولم تكن ببتر الجنوب بكامله ،،، ومن الإحصائيات الحكومية الصادرة عن مصادر المؤتمر الوطني ،،،، فإن أكثر من نصف سكان الجنوب مسلمين ،،، فكيف تفرحي بذهاب قلة من المسيحيين ، في حين أن مستقبل أكثر من مليوني مسلم مجهول وغامض في الدولة الوليدة ،،، وبأفعال المؤتمر الوطني فهل سمعتي أختي الوزيرة عن الخبر الذي ورد بصحيفة الانتباهة والذي يفيد بهدم مسجد في مدينة جوبا ، عاصمة دولة الجنوب الوليدة ،،،، وأن هذا المسجد هدم لأن صوت الآذان ،،، قد تأذى منه رئيس الحركة الشعبية في قبره ،،،، ولم يتأذى منه فقط الأحياء ،،،، وهل ذهبت دماء المجاهدين من زملائك الذين عاشرتيهم بجامعة الخرطوم وغيرهم من الشهداء هكذا ،،،،، لتصبح النسبة 96.7% مهما يكن من أمر ومهما تكن الحقائق بأن الجنوبيين قد إختاروا الإنفصال بنسبة 99% ،،، فإن ذلك لا ينفي المسؤولية تجاه إخواننا المسلمين الموجودون في الجنوب ،،،، فمهما كانت الأحداث والسيناريوهات ،،،، فعلينا أن نفكر في مخرج من مأزقهم ،،،، وعلينا بعدم الفرح وإظهاره ،،،،، وعلينا أن نظهر لهم ولو مظهرياً بأن قلوبنا معهم ،،،، وما نموذج اليمن القريب ببعيد عنا ،،،، فعلينا أن نعمل على تربية جيل جديد يقود إلى الوحدة بعد الإنفصال ،،،،، وإلى الالفة بعد التنافر ،،،، وإلى القوة بعد الضعف ،،، وإلى التنمية بعد الهدم فتح الرحمن عبد الباقي مكة المكرمة