قولوا حسنا خارطة طريق للسودان المتجدد محجوب عروة [email protected] كنت بصدد كتابة عمودى لليوم ثم توقفت حتى أكمل المقال المتميز لدكتور خالد التيجانى أمس فى صحيفة الأحداث الغراء. و كنت قد توصلت الى أن وطننا اليوم يحتاج لخارطة طريق جديدة تجدد وتصلح وتطور ما حدث فيه من نجاحات بسيطة واخفاقات كبرى منذ استقلاله ولايسع المجال لذكره، ولكن باختصار أقول أننا اليوم فى مفترق طرق خاصة بعد التاسع من يوليو القادم الذى وصلنا فيه للميس حيث لا وحدة ولا سلام ولا استقرار ولا نظام حكم رشيد وراسخ وعادل وديمقراطية حقيقية وممارسة سياسية وحزبية أو نقابية وصحافية راشدة لها أسسها وأخلاقياتها المميزة و السمحة ولا نظام فدرالى حقيقى يعنى بالهامش ولا تنمية اقتصادية واسعة و شاملة ومستدامة ومفيدة ولا تعليم صحيح وحقيقى ومنتج ومواكب أو نظام صحى وطبى قوى مطلوب ولا خدمة مدنية متميزة وحركة مهنية مميزة كما ورثناها من المستعمر ولاسياسة خارجية ثابتة محددة المعالم بل مجرد علاقات خارجية تتأرجح حسب ردود الأفعال.. ومع الأسف أقولها بصراحة صرنا نتعامل مع قضايانا بسياسة رزق اليوم باليوم، شاركنا فيها جميعا كسودانيين ولم نستفد من أخطائنا وتجاربنا نكررها كالطالب المهمل و لا تدعى جهة أو زعامة أنها بريئة وان كان لنظام الأنقاذ الذى تربع على سدة الحكم الضلع الأكبر والوزر الأطول فقد جاء فى الثلاثين من يونيو 1989 بوعود انتهت الى ما ذكرت عاليه. البكاء على اللبن المسكوب لا يجدى، المطلوب فورا الدخول لمرحلة جديدة وأتمنى من السيد الرئيس البشير أن يستجيب أولا كمقدمة لخارطة الطريق لما سطره الدكتور خالد التيجانى أمس بحكم الشرعية التى يتمتع بها فيدخل فى تاريخ السودان من أوسع أبوابه كما حدث للزعيم الأزهرى بالأستقلال من الحكم الأجنبى، واستقلال البشير هنا من المؤتمر الوطنى فينزع عنه الأنابيب الحكومية التى تغذيه ويجعله حزبا كسائر الأحزاب ليصبح حزبا حقيقيا وليس حزب سلطة ذلك أن هذا الحزب جاء بعد انقلاب الأنقاذ، أما الحديث عن علاقة الجبهة الأسلامية به فمن نافلة القول أن انشقاق 1999 قد كان فاصلا فى هذه القضية،فقد انتهت الجبهة بشكلها القديم وصارت حزبين يحق لكل منهما أن يتنافس فى مواجهة الآخر مثل سائر الأحزاب بل خرج منها كثيرون. حقيقة نحتاج الآن لفكر جديد ومنهج جديد وعقلية وسياسة جديدة بل ادارة جديدة ليس لنظام الأنقاذ وحده بل لكل القوى السياسية ومكونات المجتمع المدنى والنظامى بعد يوليو القادم يبتدئ من الآن، نحتاج لخارطة طريق جديدة والأفضل بالطبع أن تكون سلمية فما حدث فى اتفاقية نيفاشا أدت بنا الى ما نحن فيه ولا أفصّل فهو معروف، ولكى نتجنب أى فشل يتعين علينا جميعا أن نكون فى مستوى الوطنية الحقة والأخلاص المطلوب والجدية اللازمة فاذا فشلنا خلال الأشهر القادمة فلن أندهش ولن يندهش الشعب السودانى اذا فرضت عليه أجندة أجنبية أو... ربما داخلية من المخلصين من أبنائه!!!؟؟؟ ما هو المطلوب؟ نواصل غدا ببعض الأفكار التى نراها صائبة وبالله التوفيق.