شياطين الوطني ... وضحايا الوطن ! محمد لطيف فى زيارة للأخبار أمس تفضل الأستاذ محمد ابراهيم نقد بحديث مطول حول العديد من القضايا .. ولكن عبارة واحدة أطلقها الأستاذ نقد سبقها وأعقبها بتنهيدة عميقة .. تستحق الوقوف عندها .. كان سؤال الأخبار للأستاذ نقد عن أزمة جنوب كردفان .. قال نقد (علينا أن لا نترك المؤتمر الوطني لشيطانه) ...! وربما يعني نقد حالة التشدد العامة التى تعبر عنها مواقف الوطني تجاه الأزمة .. وربما يعني بعض الشخصيات المتشددة فى الحزب ...! ولكن بعض التدقيق فى صحف الأمس يكشف بجلاء عن هؤلاء (الشواطين) الذين عناهم الأستاذ نقد بعبارته العابرة .. فها هو ذا قيادي بارز بالوطني تنقل عنه الصحف رفضه المطلق للحوار؛ بل واستمرار القتال حتى تنفيذ كل بنود (نيفاشا) .. وهذا حديث يصيب بالإرباك؛ إن لم يكن الجنون ... ف (نيفاشا) التى نعرفها قد صممت خصيصا لإنهاء القتال .. ووقف الحرب..ولن ينكر إلا مكابر أنها فعلت ذلك .. فكيف يستقيم عقلا أن يدعو أحدهم للقتال حتى تنفذ بنودها ؟ ثم تحمل إحدى صحف الأمس أيضا ..لا دعوة للقتال .. بل تحذيرا من التفاوض .. ويورد كاتبها البارز نماذج لمداولات يرى أنها تدفع لل (الزج) فى المفاوضات .. يحذر الرجل من التفاوض فى جنوب كردفان .. ويحذر من التفاوض فى أبيي .. ويحذر من التفاوض فى دارفور ... ماذا بقي إذن ..؟ وكأنا بالكاتب يسعى لتحويل البلاد لمحرقة ضخمة لا تبقي ولا تذر ... لم يفكر هؤلاء فى نتائج الحرب.. ولا في ضحاياها .. ولا في نتائجها البعيدة والقريبة .. ولا يهمهم ما يؤول اليه حال البلاد والعباد .. وكأنا بهم لم يشبعوا من الحرب...! حقا إنهم شياطين ( الوطنى) ولكن ضحيتهم الوطن بأسره. الاخبار