[email protected] شهد التاريخ الإسلامي حوادث كثيرة من مناكفات أهل الدين والسياسة ،،،، وكثيراً ما يستخدم فيها السلطان وأهل السياسة نفوذهم ،، ودائما ما تنتهي هذه المناكفات ،،، إلى تصفية حسابات ،،، وينتهي مناصر مناكف السياسيون ،،، إما السجن وإما القتل ،،،، ولقد طالعتنا صحيفة الأهرام الصادرة يوم الاثنين الماضي بإصدار ما يسمى بالمجلس الأعلى للتصوف بيانا شديد اللهجة ضد الدكتور حسن الترابي وطالب فيه مجمع الفقه الإسلامي وهيئة علماء المسلمين ،،، باستتابة الدكتور ،،،،، بحكم انه ادعى عدم عصمة الأنبياء وتطاول عليهم ،،، وبعيداً عن الآراء الفقهية والدينية التي يجب أن نتركها لأهل الدين والدين فقط ،،،، وأنا لست بفقيها ،،، ولا رجل دين ،،،، تصدى المجلس لهذه القضية وأصدر بيانا ،،، يدعو لاستتابة هذا الشيخ ،،، فما الفائدة من هذا البيان ،،، ومن مضمون البيان بأنهم قاموا بتكفير الشيخ ،،،، واتهموه بالردة عن الدين الإسلامي ،،، فسرعان ما أصبحوا الخصم والحكم ،،،، ومن الذي أعطاهم هذا الحق ،،، لإصدار الفتاوى والأحكام ،،،، فلمَ لم يذهب هذا المجلس المزعوم ،،،، إلى أقرب محكمة شرعية ، وفتح بلاغ ضد الدكتور حسن عبد الله الترابي ،،،، الذي لم يقر عصمة الأنبياء ،،،، والذي لا يصلي على الرسول صلى الله عليه وسلم ،،،، ويكون هنا قد أدى دوره بالكامل ، ويترك لهذه المحكمة أن تقول قولها ،،،، وبعدها هي التي ستقرر ،،، إما مناظرته ،،،، أو ما تراه من الأحكام الشرعية التي هي من تخصصها ،،،، يبدو أن هذا المجلس ، لا يعلم دوره في الحياة الاجتماعية ، وقد تطاول على هذا الرجل ،،،، وأصدر حكمه المطلق بردة هذا الشيخ الهرم ،،،، فهل لا يعرف دوره حقاً ؟ أم أنه الكيد السياسي ،،، والخصومة السياسية التي لا تنتهي ،،،، وأن هذا المجلس قد أنيط به تشويه سمعة هذا الشيخ وتصفية حساباته مع المؤتمر الوطني ،،، واقتياده إلى المشنقة ،،، برجليه ،،، فقد أصدروا حكمهم ، ولم ينتظروا للحظة واحدة ، حكم المحاكم الشرعية التي يفترض أن تحكم في هذا المجال ،،، وإن السجن والتقتيل ، ليس حلا لمثل هذه القضايا ..... وبالرجوع إلى الشيخ الترابي فلو اعتبرناه مجتهدا ،،، والعالم أو المجتهد مرخص له الاجتهاد في الأحكام التي لم ينزل فيها حكم قطعي في القران والسنة ،،، ولمن اقتنع باجتهاده وحكمه ،، فله أن يأخذ بقراره وان لم يقتنع ،،، فعليه أن يتركه ،،،، ولهذا المجتهد ،،، أجران إن أصاب ،، إذا كان المجتهد صادق النية ،،،، وحسنها ولا يبتغي منها إلا وجه الله تعالى ،،،، أما إن كان غير ذلك فهذه لا يعلمها إلا هو وخالقه ،،،،، إن آراء هذا الشيخ المخالفة سواء كانت للشرع أو لهوى غيره كثيرة وقديمة ،،،، فآرائه حول الحجاب ،،،، وإمامة المرأة وغيرها من الآراء ،،،، فلم تصدر وقتها البيانات ،،،، وأين كان هذا المجلس الموقر وقتها ،،،، وما هي حتى همهماته ،،،، وهمساته حول هذه الآراء التي تحدث عنها الكثيرون من سودانيين وغير سودانيين ، وألفت حولها الكتب ، وأعتبر هذا الشيخ زنديق الأمة ،،،، أين كان هذا المجلس وقتها ؟؟؟؟ ولم نسمع انه تحدث مع الشيخ أو حاوره ،،، أو أنه أنكر هذه الآراء ،،،، إن إدارة الدولة للحراك السياسي في الآونة الأخيرة اعتمد على أسلوب غريب ،،،، وهى محاولة الهاء الناس وصرف أنظارهم ،،، عن القضايا المهمة ،،،، وهي تعتمد على وضع كومة من اللا شيء ومحاولة إثارة الغبار حولها ،،،، لتأتي في المرة القادمة ،،،، لإزالة ما أثارته من غبار ،،،، ولقد رأينا بعض الدول تنتهج هذه السياسة ،،، ولكنها ليست في المسائل الدينية ،،، والسياسية بل اعتمدت على إلهائهم بإقامة الدورات الرياضية ،،، فتراها تقيم دورة المرحوم فلان ومن بعدها دورة المرحوم ابنه وعمه وجده ،،،، ولكن أن تعتمد الحكومة على هذا الأسلوب الرخيص من الهاء الناس ومحاولة صرف أنظارهم عن القضايا الأساسية ،،،، لأمر غير محمود ،،، أما أن تكون الدولة صادقة في أمرها وهي تقود الشيخ السبعيني الهرم ،،، إلى المشنقة ،،، وتريد أن تكرر نفس سيناريو محمود محمد طه ،،،، فهذا ما لا يحمد عقباه ........ فتح الرحمن عبد الباقي مكةالمكرمة 22/6/2011