الصادق المهدي الشريف [email protected] نُسب للسيد فاروق أبو عيسى مطالبته بوضع دستور مدني يراعي حقوق كل العرقيات والتعدد الاثني بالبلاد بإعتبار أنّ الشريعة الإسلامية (تراعي حقوق المسلمين لكنها لا تنظم حقوق غير المسلمين). ورغم أنّ حديث الأستاذ أبوعيسى مردودٌ عليه ولا يتعمقُ كثيراً في الفقه الإسلامي... سيّما حديثه عن عدم مراعاة الشريعة لحقوق غير المسلمين... إلا أنّ حديث أبوعيسى هو مجرد مدخل لمقال اليوم. وللاسف فإنّ كثيراً من الآراء التي تحاسب الإسلام... إنّما تحاكمه من خلال التطبيق الذي أوقع فيه المؤتمر الوطني الإسلام.. والدينُ السمحُ بريئٌ منه. لكن... لو سكت السيد رئيس هيئة التجمع الوطني المعارض عن قوله هذا وجلس فقط لينظر الى الحزب الحاكم وساسته (كيف يعملون؟؟؟). لو فعل هذا لوجد انّه ليس في حاجة الى إشعال معركة حول الشريعة.. فسنوات حكم المؤتمر الوطني تجاوزت حتى الآن العقدين من الزمان.. فما هي المحصلة النهائية فيما يختص بالقضية الأساسية التي على أساسها إنقضت الجبهة الإسلامية على الحكم في السودان؟؟؟... وهي رفضها لإتفاق الميرغني/قرنق الذي يعزل الشريعة عن الدولة... أو يبعد الدولة عن الشريعة. ما هي الثمرة الأساسية ل(المشروع الحضاري الإسلامي) الذي تمّ طرحه في بدايات الإنقاذ؟؟؟. ما هي الصبغة الإسلامية التي صبغتها الإنقاذ على أوجه الحياة العامة والخاصة في السودان؟؟؟ كم عدد الرجال صادقي الإيمان الذين أنتجهم المشروع الحضاري؟؟؟، أولئك الذين يمكن أن نقول عنهم ما يقوله أهل التصوف (أهل الله حينما تنظر إليهم.. تتذكر الله). من هو الرجل الرشيد في داخل المؤتمر الوطني الذي يوطن نفسه على الرشد (إن أحسن أهل حزبه أن يحسن معهم... وإن أساءوا أن يجتنب إساءتهم)؟؟؟. للاسف... تجد الكلّ يعزفون نشيداً واحداً... مرةً ضد المعارضة... وتارةً ضد أمريكا... ومراتٍ ضد الحركة الشعبية... ولا أحد يشذُّ على ذلك بقولٍ حسنٍ مُؤتمِراً بقول الله (وقولوا للناس حُسناً). أذكرُ وبعد توقيع إتفاق نيفاشا إستضاف التلفزيون السوداني البرفيسور حسين سليمان ابوصالح وزير خارجية الإنتفاضة، والجرَّاح الشهير، في برنامج عن الدستور الجديد الذي تمّ وضعه على أساس نيفاشا. ذلك الدستور الذي قال عنه الإعلام أنّه لم يتجاوز الدستور الإسلامي قيد أنملة، رغم دخول بنود نيفاشا عليه. د.أبوصالح لم يستطع أن يمالي كثيراً فقال (هذا الدستور أكثر علمانية من الدستور المصري) ولم يتركه التلفاز ليكمل جملته... فخرج التلفزيون بسرعة خاطفة الي (فاصل إعلاني). لو كنت مكان المعارضة لانتظرت أن تضع الحكومة دستورها ولتقل عنه أنّه دستور إسلامي... ولسألتهم (هل هذا دستور إسلامي؟؟ طييييب... هاتوا لنا دستور غير اسلامي). سيذهبون ويعودن بذات الدستور. التيار