مناوي: المدن التي تبنى على الإيمان لا تموت    الدعم السريع يضع يده على مناجم الذهب بالمثلث الحدودي ويطرد المعدّنين الأهليين    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    بعد اتفاق الاتحاد والهلال.. نجوم الهلال سيغيبون عن معسكر عمان    بالصورة.. "حنو الأب وصلابة الجندي".. الفنان جمال فرفور يعلق على اللقطة المؤثرة لقائد الجيش "البرهان" مع سيدة نزحت من دارفور للولاية الشمالية    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    القادسية تستضيف الامير دنقلا في التاهيلي    تقارير تتحدّث عن قصف مواقع عسكرية في السودان    بمقاطعة شهيرة جنوب السودان..اعتقال جندي بجهاز الأمن بعد حادثة"الفيديو"    اللواء الركن"م" أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: الإنسانية كلمة يخلو منها قاموس المليشيا    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة.. السلطانة هدى عربي تشعل مواقع التواصل بلقطة مثيرة مع المطربين "القلع" و"فرفور" وساخرون: (منبرشين فيها الكبار والصغار)    شاهد بالفيديو.. عودة تجار ملابس "القوقو" لمباشرة البيع بمنطقة شرق النيل بالخرطوم وشعارهم (البيع أبو الرخاء والجرد)    ((سانت لوبوبو الحلقة الأضعف))    شاهد بالصورة والفيديو.. حكم راية سوداني يترك المباراة ويقف أمام "حافظة" المياه ليشرب وسط سخرية الجمهور الحاضر بالإستاد    شاهد بالفيديو.. مودل مصرية حسناء ترقص بأزياء "الجرتق" على طريقة العروس السودانية وتثير تفاعلا واسعا على مواقع التواصل    بالصورة.. رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس: (قلبي مكسور على أهل السودان والعند هو السبب وأتمنى السلام والإستقرار لأنه بلد قريب إلى قلبي)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    شاهد بالفيديو.. "بقال" يواصل كشف الأسرار: (عندما كنت مع الدعامة لم ننسحب من أم درمان بل عردنا وأطلقنا ساقنا للريح مخلفين خلفنا الغبار وأكثر ما يرعب المليشيا هذه القوة المساندة للجيش "….")    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بالصور.. أشهرهم سميرة دنيا ومطربة مثيرة للجدل.. 3 فنانات سودانيات يحملن نفس الإسم "فاطمة إبراهيم"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    عقد ملياري لرصف طرق داخلية بولاية سودانية    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لا يوجد دستور إسلامي بالسودان ولا أرى تطبيقاً للشريعة
نشر في سودانيات يوم 05 - 03 - 2012


حاوره: فتح الرحمن شبارقة
لماذا صمت صادق عبد الله عبد الماجد وبقية السلفيين في جبهة الدستور الإسلامي لعشرات السنين ثم قرروا فجأة إثارته في هذه الأيام؟، ألم يكن من الأدعى أن يتحركوا على أيام نيفاشا أو ما يطلق عليه البعض (عهد الدغمسة)؟، ما هي حالة الشريعة الآن في البلاد.. هل هي مطبقة أم غير مطبقة ؟ ، وما هي آليات الجبهة لإنفاذ الدستور الإسلامى؟، وهل سيخرجون على الشارع إذا لم تستجب لهم الحكومة ؟ أم ان الحكومة نفسها ربما تحركهم في الخفاء؟!.
تلك كانت بعض تساؤلات حملتها في اليومين الماضيين إلى ضاحية شمبات ، حيث منزل صادق عبد الله عبد الماجد زعيم الأخوان المسلمين ونائب رئيس جبهة الدستور الإسلامي الذي تعني له قضية الدستور الإسلامي الكثير، فأحسن إستقبالنا دون أن يكون هناك ميعاد مسبق، ليكون بذلك الرجل الثاني ضمن سلسلة الحوارات المعمقة التي تجريها (الرأي العام) لإستجلاء آراء ومواقف جميع الأطراف حول قضية الدستور الإسلامي، فخرجنا منه بهذه الحصيلة :
* لماذا تحركتم الآن لإقرار وثيقة الدستور الإسلامي، ألم يكن من الأجدر أن يتم مثل هذا التحرك على أيام نيفاشا تلك الأيام التي يطلق عليها البعض عهد الدغمسة؟
- في الواقع هذا التوقيت جاء من فلك التصريحات المتعددة التي أطلقها الرئيس البشير في القضارف وبورتسودان وفي كل المواقع الأخرى التي أثار فيها موضوع الدستور الإسلامي. وفكرة الدستور لم تكن غائبة عن الأخوة الذين تداعوا وكونوا مجموعة إسلامية طيبة دون قيود أو حدود. ونحن ظللنا نعيش منذ أن إستقل السودان وإلى أن قامت الإنقاذ لتحقيق هذا الهدف. وقبل قيام الإنقاذ في العام 1968م طُرحت فكرة الدستور الإسلامي وكونت لجنة اسمها جبهة الدستور الإسلامي، وكاد المشروع يُعرض على البرلمان، لكن عدت عليه عوادي من الداخل والخارج بتنظيم مرسوم وانتهى بقيام ثورة مايو. ففكرة الدستور الإسلامي لم تغب عن بال الإسلاميين بقطاعاتهم المختلفة أبداً، وأنا أعني هنا الأخوان المسلمين كقطاع إسلامي فعال، فقد كان هذا الأمر شغلهم الشاغل في برنامجهم وحتى في هتافاتهم (القرآن دستورنا)، والقرآن لا يحكم هكذا ولابد ان يصاغ في قواعد وقوالب معينة بعدها يُحكم الناس على ضوء الذي تطرحه الدولة..
=مقاطعة=
* عفواً شيخ صادق.. لكن منذ العام 1968م وحتى الآن فترة طويلة جداً، أين كنتم كل هذه السنين لتأتوا في اليومين الماضيين فقط وتعلنوا عن هذا الأمر؟
ضحك بإقتضاب ثم قال:
- (قاعدين ومالين الخانة لكن تقول لى منو؟) فعندما مضت القضية إلى آخر حكم حزبي قامت الإنقاذ. وسبحان الله لأنها كانت تحس بهذا النبض عند الشعب كان من أولى أُطروحات الإنقاذ في سنة 1989م، وفي البيان الأول للبشير إن هذا البلد سيحكم بالشريعة الإسلامية، ولا أحسب ان ذلك كان محاولة لاسترضاء المواطنين ، فأخذناها نحن في الأخوان المسلمين على الأقل مأخذ الجد وكان لابد لنا أن نؤيد هذه الفكرة.
*الآن، وبعد أن مرت نحو (23) عاماً على البيان الأول ما هو واقع الشريعة الآن هل ترى إن الشريعة مطبقة الآن في البلاد؟
- لا أرى هنالك تطبيقاً ، فإما شريعة وحكمها ظاهر في المجتمع في السياسة والتعليم والإقتصاد وفي كل شىء، أو لا شريعة.
* كيف تؤيدون فكرة الإنقاذ في تطبيق الشريعة وتتحدث في نفس الوقت عن أنكم لا ترون تطبيقاً لها شيخ صادق؟
- أنا أوضحت لك كيف كان الشعب منشغلاً بفكرة الشريعة، وحديث الإنقاذ عن تطبيق شرع الله كان لابد لنا أن نؤيد ذلك التوجه، ولكن بعد سنتين أو ثلاث على الأكثر بدأ الخط البياني الذي رسمته ينحرف بسبب ضغوط خارجية أمريكية وبريطانية وضغوط داخلية بكل أسف.
* عندما تقول الآن الشريعة غير مطبقة ، فهل يعني ذلك بالضرورة أنه لا يوجد دستور إسلامي؟
- طبعاً.
* ما هي الضمانات حتى لا تتكالب عليكم الضغوط مجدداً لإفشال الدستور الإسلامي كما حدث في العام 1968م، وحتى في سني الإنقاذ الأولى كما أشرت؟
- الظروف في السابق تختلف عن الظروف القائمة الآن، وزمان كانت هنالك أحزاب حاكمة السودان منذ سنة 1956م وإلى أن وقعت الإنقاذ، وكانت هناك هشاشة في الحكم وعدم جدية من كل الحكام الذين تعاقبوا على السودان.. والآن نوعية الضغط اختلفت. فذلك كان ضغطاً ناعماً ، فعندما يحيد الرئيس ، أى رئيس ، عن الطريق لا توجد جدية من الشعب، فكلهم يعملون بنعومة متناهية، ولما جاءت الإنقاذ وجدت المسألة عادية وإستخدمت النعومة في الطرح خاصة وأن الإنقلاب لما وقع كان فيه الجانب الذي يدعو إلى الإسلام، والجانب الآخر هو الجانب العسكري ، فأندمج الطرفان. ويمكن قوة الجانب الإسلامي الذي كان مشاركاً في الإنقاذ جعلت هذا الطرح يظهر في أول بيان ، وكان فيه طمأنة ، فهذا شعب مسلم، وأنت عندما تقول أريد أن أحكم بشرع لله، فستجد التأييد من كثير من قطاعات الشعب.
*حتى بعد الإنفصال، الآن هنالك أعداد مقدرة من غير المسلمين فكيف سيتعايشون مع الدستور الإسلامي الذي تطرحونه؟
- أوكد لك بكل يقين، هذه الأسئلة الإجابة عليها في هذا الدستور، وهناك مواد تضمن للمسلمين وللمسيحيين وغير المسلمين حقوقهم، فهذا الدستور يحترم إنسانية المسلم المنتمي لهذا الدستور، ويحترم إنسانية غير المسلم ، وأية ديانة موجودة وأصحابها موجودين في السودان، فحقوقهم مكفولة في هذا الدستور بالكامل.
*يرى البعض ان إصرار الإنقاذ على الشريعة هو السبب الأساسي الذي قاد الجنوب للإنفصال، وربما يكون هناك تخوف من فصل جنوب كردفان التي يوجد بها مسيحيون معتبرون مثلاً في ظل هذا الدستور الإسلامي؟
- إنفصال الجنوب أسبابه كثيرة جداً، ومعروف ان التآمر لفصله بدأ قبل نيفاشا بسنوات، وكان في قيادات هذا العمل التآمري لفصل الجنوب أمريكا وبريطانيا وإسرائيل التي غرست أقدامها في الجنوب نتاج عمل قديم وليس نتيجة عفوية.
* مع وافر الإحترام لمن يقومون على جبهة الدستور الإسلامي ، لكن يلحظ أن جلهم شيوخ وقيادات تاريخية.. أين الشباب في هذه الجبهة؟
- بالعكس تماماً، وأكبر اثنين في المجموعة الإسلامية التي تداعت لهذا الدستور هما شيخ أبو زيد محمد حمزة وصادق عبد الله ..
* شيخ أبو زيد رئيس الجبهة، وأنت نائب الرئيس فماذا تركتم للشباب بعد ذلك؟
- والله أخوانا ضغطونا ضغط لنقبل، وشيخ أبو زيد قال لهم أرجوكم (خلوني بعيد وصادق دا أقدر مني على إدارة الجلسات وكذا)، لكن صدقني البقية كلهم شباب ، ويمكن أن آتي لك بالأسماء إذا رغبت في ذلك.
* المؤتمر الشعبي نفض يده من التوقيع على مسودة الدستور الإسلامي وأوضح د. عبد الله حسن أحمد أنه وقع بصورة شخصية؟
- فليكن. فنحن نريد أن يأتينا الأفراد كأفراد أو ممثلين لأحزابهم.
* أنتم عندما وجهتم الدعوة، هل كانت للمؤتمر الشعبي أم لشخص د. عبد الله حسن أحمد؟
- نحن وجهنا الدعوة للمؤتمر الشعبي، فجاء عبد الله وتكلم وكان في نظرنا ممثلاً للحزب، ونحن عندما نرسل دعوة للحزب، ويأتينا مندوب نقول له الآخرين لم يأتوا لذلك أنت تمثل نفسك؟!
صمت برهة ثم قال:
- لكن شيء أفضل من لا شيء.
* يرى البعض أن لديكم أشواقاً لدستور إسلامي ولكنكم لا تملكون في الواقع برنامجاً تفصيلياً ورؤى متفقاً عليها في الاقتصاد والثقافة والفن مثلاً؟
-الدستور لا يصوغ شيئاً، هناك قوانين تكون منبثقة عن هذا الدستور ، والدستور سيكون رقيباً على أي قانون يصدر في البلد بعد إقرار الدستور الإسلامي.
*ما هي آليتكم لإقرار الدستور؟
- الشعب.
* كيف؟
- الثورات عندما خرجت في المنطقة كانت تقول إن قضيتهم ضد رؤسائهم، وقضيتنا نحن الآن هذا الدستور، وحينما قلت الشعب فإننا لن نقدم هذه الورقة للحكومة و(نقعد نربع أيدينا)، سنعد حملة تشمل كل مدن وقرى السودان، وخلق رأي عام يؤيد هذا الاتجاه. ولنا عمل عبر وسائل الإعلام، وهناك من أكد لنا أن التلفزيون والإذاعة والصحف فيها أشخاص متعاطفون شخصياً مع هذا الأمر، وقالوا متى وجدتم رغبة في مخاطبة الجماهير ووجدتم أدنى معاكسة فنحن مستعدون لإزالة هذه العقبات.
* تقصد وسائل الإعلام الرسمية؟
- نعم.
* هل ستخرجون في مسيرات ومظاهرات في الشارع للضغط على الحكومة؟
- لا، هي ليست مطالبة سياسية، هذا إسلام ودين، ويجب أن يتم التعامل معه من أفراد الشعب بمستوى يرقي إلى القضية، ونحن سنخاطب الناس في ليالي إسلامية، وليالي سياسية، وسنقتحم الإعلام ونخاطبهم ويتكون رأي عام.
* لكن شيخ صادق هذه ليست الآليات التي يتم عبرها تشكيل الدستور، ومعروف أن هناك برلماناً ولجاناً تعكف على إعداد الدستور بعيداً عن مثل هذا الضغط؟
- الدولة هي المسئولة عن إقرار هذا الدستور، ولديها كل الآليات التي يمكن أن تخاطب عبرها الشعب وتطرح الرؤية الإسلامية الصحيحة على الناس من خلال هذه الوسائل، ونحن كدعاة واجبنا أن نقدم رأينا بقدر الجهد، ونقدم ما نستطيع من تفسير أو معاني قد تكون غائبة لتستهدي بها الحكومة.
* قلت لكل حادث حديث إذا لم تستجب الحكومة، عبارة قلتها وفهمها البعض كأنها تهديد للحكومة؟
- نحن لا نهدد ولا في يدنا سلاح ولن نخرج في مظاهرة ضد هذه الحكومة، ولا أي مما تعارف عليه الناس لتحقيق مطالبهم، نحن دعاة وكل الناس الذين شاركوا هيئات وأحزاب إسلامية تملأ البلد، ونحن سنخاطب الحكومة بالتي هي أحسن وسنستند أساساً على الشعب بعد أن يتفهم ما هو مطلوب.
* ما هي كروت الضغط التي تمتلكونها كي تستجيب لكم الحكومة؟
- إيماننا وألسنتنا.
* هذا كل شيء ، أليس لديكم شيء آخر؟
- ليس لدينا سلاح.
* هل هناك أي اتصالات بينكم وبين قيادة الدولة فيما يتصل بقضية الدستور الإسلامي؟
- لا، ولكن هناك رد فعل قبل أكثر من عشرة أيام حينما أعلنت الحكومة عن تشكيل لجنة للدستور، وليس كل إنسان يستطيع أن يقول بأنه أهل لأن يكون عضوا في هذه اللجنة، وينبغي على الدولة لطمأنينة المواطنين أن تعلن أسماء أعضاء هذه اللجنة التي شكلتها للدستور فهناك علماء وأساتذة جامعات وفقهاء في الدستور، لأن الناس تخشى من الترضيات التي تمت في تشكيل هذه الحكومة بهذا العدد النادر وجوده في العالم من الوزراء أن تمتد للدستور، ولا نريد أن تتعامل الحكومة مع هذه اللجنة بذات الطريقة التي شكلت بها نفسها.
* البعض يقول إن الناس لم تحتمل شريعة المؤتمر الوطني المخففة، فكيف سيحتملون هذا الدستور الإسلامي الذي تدعون إليه؟
- هي ليست شريعة المؤتمر الوطني..
* ما قصدته هو كيف سيحتمل البعض أمراً على رأسه شيخ أبو زيد وشيخ صادق وهما معروفان بأنهما متشددان؟
- لسنا متشددين، والحكومة حينما طرحت الشريعة لم تقف بقوة وتحرس ذلك الطرح بما يجعل كل إنسان يعتد كمسلم بأن هذا الأمر من الله تعالى ، ولو لحظت أن كل شيء اعتدل في السودان حينما أتت الإنقاذ، ف (من كانت مكشفة لبست توبا، ومن كان يلخبط الواطة اتعدل)، لكن الآن عادت الأمور تراجعها وبدأت أحاديث من قبيل (شريعة شنو)، لأن الحكومة تهاونت في تطبيق الشريعة.
* ألا تخشى أن تغضب منك الحكومة بمثل هذا الحديث؟
- المسألة ليست (زعل أو انبساط)، هناك كلمة حق عاهدت نفسي ألا أخفيها حتى أدخل القبر مهما كانت الظروف، ونحن لم نطالب بوزارات وقضايا دنيوية.
* وضع الموقعين على جبهة الدستور الإسلامي ملتبس، فلا يعرف على وجه التحديد ما إذا كانت حكومة أم معارضة؟
- ليسوا حكومة أو معارضة، وحينما يقول المرء رأيه فليس معنى هذا أنه ضد أو مع، ليكن أي شيء.
* هل يمكن لهذه الجبهة أن يكون لها دور سياسي بعد إقرار الدستور، أم سينتهي أجلها بعد إنتهاء مراسم الدستور الإسلامي؟
- سيكون كل السودان حزباً واحدا ً، هو حزب الإسلام وحزب الله تعالى.
* متى سيكون ذلك؟
- إذا وافقت الحكومة وقالت هذه هي الشريعة التي أعرفها وليست (مدغمسة) مثل ما قال البشير، و(ما مدغمسة) معناها أن تسلك الطريق الذي يرضي الله ويرضي الشعب.
* هل تعني أن مكونات الجبهة ستذوب في حزب إسلامي عريض؟
- نحن لا نريد أن نضغط على أي شخص، لكن ما يجمعنا هو الإطار الفضفاض لجبهة الدستور الإسلامي، وأي شخص يدخل بوضعه الذي يريده.
* لكنه إطار يجمع المتناقضات، السلفية مع الصوفية، فهذا اجتماع على مضض؟
- لو أتيتنا لرأيت كيف يسلك هؤلاء المتناقضون مع بعضهم، نحن نجتمع وليس بيننا إلا التقدير لبعضنا والتفاني في هذا العمل.
* طالعت حديثاً لكمال رزق إمام وخطيب المسجد الكبير، أبدى فيه دهشته واستغرابه من تقديم مسودة دستور إسلامي لحاكم مسلم في ظل دولة مسلمة؟
- استغرابه ليس في تقديم الدستور، فهو قال من عجب إن حكومة إسلامية تحكم شعباً( 97% ) منه مسلمون ويتداعى الناس كي يضعوا لها دستوراً إسلامياً، أم أن هذا الأمر كان ينبغي أن ينبع منها هي وتبشر الناس وتعاهد كل من تحمل هذه الأرض السودانية المسلمة ان هذه الشريعة الإسلامية تطبقها كما يرضي الله.
* من أين تمولون عملكم في جبهة الدستور الإسلامي؟
- نحن (مفلسين من الألف للياء)، والمهندس الطيب مصطفى مد يده أحياناً بالعون، لكن الباقين كلهم مفلسون.
* هناك من يعتقد أن هذه الجبهة ولدت وهي تحمل جينات فنائها في داخلها ، (الصوفية والسلفيين والشعبي)؟
- نسعى أن تلتقي كل هذه الفئات على كلمة واحدة، كلمة الله ممثلة في هذه الشريعة الإسلامية.
* ألم تلاحظون أن بعض الأحزاب مثل الاتحادي والشعبي (رجل معكم ورجل مع قوى جوبا
- ماذا نفعل لهم، نحن مع من يأتينا.
* لا يستبعد البعض أن يكون المؤتمر الوطني هو من يقف وراء جبهة الدستور الإسلامي؟
- (إذا وقف حبابو عشرة)، نحن نريد تأييداً من أية جهة ، ولو أعلن الوطني هذا سنكون أول من نمد له يدنا، ونحن قلبنا مع هذا الشعب.
* يقولون إن الوطني يحرككم في الخفاء كي يرفع سقف المفاوضات في وجه اليساريين والعلمانيين حتى يأتون في النهاية لموقفه والدستور الذي يريده هو؟
- نحن نمشي في خط نؤمن أنه سوف ينتصر وأن الشريعة ستكون لها السيادة في السودان.
* ما هي المخاطر على الدستور الإسلامي برأيك؟
- الأمريكان وإسرائيل التي تسكن معنا في الجنوب، وأعدى أعدائنا اليساريين الموجودين داخل السودان، لكن حينما تصدق الكلمة عند الشعب سينزاح كل هذا الغبش.
* هناك من يعتقد أنك مهجس بنظرية المؤامرة وتشير لإسرائيل في كل تصريحاتك؟
- نعم، أشير لها في حديثي ولو لم أفعل لكنت خائناً لبلدي.
* البعض يقول الناس في شنو وشيخ صادق في شنو؟
- نحن في خط سينصره الله، والبعيدون والشامتون سيجدون هذه الحقيقة ماثلة.
* ماذا لو رفضت الحكومة هذا الدستور؟
- لنا بعد ذلك كلمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.