تزامن عودة(كمال) مع زيارة (الترابى)لمصر وما خفى أعظم!! عبد الغفار المهدى [email protected] ما وراء عودة (كمال حسن على) رئيس مكتب المؤتمر الوطنى السابق بجمهورية مصر العربية كسفير بعد الثورة المصرية وزيارة (الترابى) المرتقبة لمصر!! معلوم أن المؤتمر الوطنى الحاكم بالسودان قبل سقوط نظام (مبارك) الذى تفنن فى اذلاله واستغلال نقاط ضعفه الكثيرة لصالحه ،وجعل من السودان غنيمة لمصر لكسب ودها ودعم نظامه الفاسد على حساب مصالح السودان وشعبه والشواهد كثيرة ومعلومة للجميع، وفى سابقة فريدة جعل له فرعا ومكتبا بجمهورية مصر العربية فى العام 2005م الهدف المعلن من وراء انشائه كما ذكر ممثلى الحزب الحاكم فى السودان هو لتوطيد أواصر العلاقات الشعبية بين البلدين ،وأنه جاء بناء على طلب من الحزب الوطنى الحاكم فى مصر . لكن فيما بعد أتضحت الأهداف الحقيقية من وراء انشاء هذا المكتب بمصر وعلى رأسها تشتيتت وفكفكة بقية المعارضة المفكفكة أصلا،وتحجيم ملف اللاجئيين السودانيين بمصر ،والذين قتل منهم فى ليلة ذكرى استقلال السودان عام 2006م أكثر من 80 لاجىء من الأطفال والنساء وكبار السن فى قلب مصر. وبعد أن سقط نظام(مبارك) ومعه حزبه الحاكم ظل مكت المؤتمر الوطنى موجودا بل ذهب الى أكثر من ذلك حين تهافت مسؤليه للقاء شباب ثورة مصر،وسبق ذلك الكثير من التصريحات من قبل المؤتمرجية قدحا فى نظام (مبارك) الذى فى وجوده لم يكن يجرؤ أى منهم أن يقول له تلت التلاته كم مهما فعلوا تجاههم ولميستطع أى مسئول سودانى طوال الفتره التى سبقت سقوط (مبارك) أن يتجرأ ولو بابداء الرأى حول ما يحدث فى مصر حتى أجهزتنا الاعلامية لم تتجرأ أن تتناول أحداث الثورة المصرية أنذاك وكل هذا يبين مدى الخنوع والانصياع من قبل المؤتمر الوطنى لنظام (مبارك). فى هذه الفترة شغل منصب سفير السودان بمصر الفريق عبد الرحمن سر الختم والذى أستبدل الآن بالأستاذ (كمال حسن على) قبل أن يتم مدته القانونية . عودة كمال حسن على فى هذا التوقيت تعنى للنظام الحاكم فى السودان الكثير خصوصا ان الفترة التى قضاها كرئيس لمكتب المؤتمر الوطنى أكسبته شبكة من العلاقات بالمصريين ،بالاضافة الى ذلك أن الرئيس السودانى كان اول من زار مصر بعد الثورة وقدم دعمه للمجلس العسكرى وأعقبت زيارته تلك زيارة وفد سودانى رفيع المستوى ضم العديد من الوزراء . هذه الخطوات كانت تمهيدا لما هو أت ومن أجله تم اختيار (كمال حسن على) لتولى منصب السفير فى هذه الفترة الحساسة فى تاريخ مصر،وبالتأكيد سيأتى السفير الجديد وفى ذهنه تقديم كل الدعم للأخوان المسلمين بمصر خصوصا وأن الأخوان سبق لهم أن زاروا السودان بوفد رتب له (مكتب المؤتمر الوطنى ) بمصر بدعوى أنه وفد من شباب الثورة المصرية ،وهذا الدعم سيكون ماديا ومعنويا مهما كلف من أموال الشعب السودانى التى جمعها المؤتمر الوطنى خلال سنوات اغتصابه للسلطة والثروة حتى يتحصل الأخوان المسلمين بمصر على أغلبية البرلمان الجديد لاحياء المشروع الاسلامى الذى كان يحلم به تنظيم الأخوان (الأسلابيين ) بالسودان بقيادة عرابه (الترابى) فى المنطقة ،خصوصا وأن زيارة الترابى جاءت فى نفس الفترة التى عاد فيها (كمال حسن على ) لمصر كسفير ولا يستبعد أن ينجح الأخوان المسلمين فى مصر لرأب الصدع بين أخوان السودان فى سبيل تحقيق الهدف الأكبر والأسمى وهو المشروع الاسلامى فى المنطقة والذى يحتم سيطرة أخوان مصر على الحكم فى دولتهم . خصوصا بعد أن نجحوا فى تعبئة الشارع المصرى للتصويت بنعم فى استفتاء ابريل للتعديلات الدستوورية حتى يتمكنوا من خلال جاهزيتهم وخبرتهم الطويلة فى الانقضاض على السلطة خصوصا وأنهم يعلنون كل أسبوع طموحهم فى رفع نسبتهم فى البرلمان المصرى القادم والتى بدأت من 15% حتى بلغت ال45% حتى الآن مع توزيع جيد لكوادرهم للتغلغل فى جميع التنظيمات المعلن عنها عقب الثورة المصرية ولا بأس من مساعدة أخوان السودان حتى تصل نسبتهم فى التبرلمان القادم الى 60% وهى ما يهدفون اليه لتحقيق حلمهم الذى أنتظروه عقودا من الزمان.