اسماعيل [email protected] سيحل علينا بعد أقل من شهر ضيف عزيز يزورنا مرة واحدة فى العام وهو شهر رمضان أفضل شهور السنة والبعض منا يستقبل هذا الشهر الكريم بالاستعداد له بتوفير اصناف الطعام والشراب التي يذهب معظمها لمكب النفايات ، بدلا من الاستعداد له بالتوبة والاكئار من قراءة القرآن والاستغفار والدعاء بان نبلغه وان يتقبله الله منا صياما وقياما ،وان نكثر من الصدقات ونواصل الارحام وكما قيل فشهر رجب شهر الزرع ، وشهر شعبان شهر سقي الزرع ، وشهر رمضان شهر حصاد الزرع . ويقال أيضاً: مثل شهر رجب كالريح، ومثل شعبان مثل الغيم ، ومثل رمضان مثل المطر ، ومن لم يزرع ويغرس في رجب ولم يسق في شعبان فكيف يريد أن يحصد في رمضان . فما هو موقفنا من الاستعداد لشهر رمضان بالأعمال الصالحة ،أما القنوات الفضائية العربية فقد عودتنا على الدورات الرمضانية التي تعد خصيصا لرمضان والتي تتميز بزيادة جرعة الفجور والتعري والغناء الماجن والسفور وكأن رمضان خلق لهذه السهرات التي تخلو -أو تكاد -من البرامج الفقهية والدعوية ،و ما يتناول السيرة ، وكذلك القرآن الكريم و الرقائق الإيمانية المحفزة والبرامج المباشرة التي تتفاعل مع الجمهور يوما بيوم وتتابع طاعتهم في رمضان ..كما تفتقر للبرامج الموجهة لفئة الشباب ، وكذلك البرامج الخاصة للمرأة المسلمة واستضافة الدعاة حيث هذا شهرهم إذ لم يدعوا فيه فمتى ؟ وإن لم ننهض للمعالي والمكارم في رمضان فمتى ننهض؟. نحتاج لوقفة تأمل في حال هذا الجيل وما سيكون عليه في شهر رمضان بوجود وقوة الآلة الإعلامية الهادرة ... هذا الجيل – المقبل- سيكون فريسة لأجهزة التلفاز تأكل عقله وتشكل ثقافة ورؤيته وتصور له هذا الشهر كشهر للهو والرقص والتسلية هذا مع ندرة تقديم برامج تهدف إلي إعداد الجيل القادم وتوسع مداركه وآفاقه وترقى بذوقه ووجدانه .. والقنوات الفضائية العربية في تنافسها المحموم لكسب المشاهدين تسحق هذه الشريحة المهمة ، والسؤال ماذا لو اتفقت كل القنوات الفضائية العربية على ميثاق شرف عام يكون بمثابة دستور أخلاقي يطبق في هذا الشهر الكريم ، ويتضمن مجموعة من المبادئ الأخلاقية توجب الالتزام بها وليشمل هذا الدستور مراعاة تقاليد المجتمع الإسلامي الصائم ، أنا شخصياً أود أن أساهم بثلاثة بنود أرى أن تتصدر هذا الميثاق لأهميتها وهي أن يحظر هذا الميثاق: 1/ أي استغلال لغرائز الجماهير والعبث بها لاغراض الاعلان . 2/ بث ما يدعو للانحلال وإفساد الذوق والتحلل والتفسخ وحظر ظهور الراقصات الكاسيات ناهيك عن العاريات. 3/ بث ما يدعو إلي الإثارة الجنسية من اللمسات حتي القبلات الملتهبة، واستخدام العنف ومشاهد تناول الخمر . لاشك أن الكثيرين سيقولون أنها دعوة لإيقاف هذه القنوات الفضائية حيث أن ما ورد حظره أعلاه هو المادة الرئيسية المقدمة ، يا مديري قنوات الدياثة والإيدز الفضائي العربي، رحمة بنا فنحن مسلمون!!! صائمون أرفقوا بنا وبالجيل القادم وكفوا عنا برامجكم المائعة والمخنثة على الاقل في هذا الشهر المبارك وتواصلوا معنا علي أساس مبدأ الانتقاء والاصطفاء الذي يلائم فكرنا وانتماءنا الإسلامي . وأخيرا وليس آخرا فإن القنوات الفضائية العربية واهتماماتها اليوم تتجاهل أمور المسلمين وتتساهل – بعضها – في تقديم مادة حشو لا تنفع المشاهد وكل أهدافها أن تكسب الاعلان وترفع نسبة مشاهدتها وكأن الدنيا نهاية المطاف سواء كانت فنية أو رياضية أو ثقافية بينما يجب أن ننظر اليها نحن المسلمين بوصفها مكان للامتحان والابتلاء يعقبها حساب وثواب وعقاب والله غالب على أمره .