أصوات شاهقة لا أمل سوى الحرب..! عثمان شبونة [email protected] لا أظن أن الاستجابة كانت حقيقية لخطاب الرئيس أمام المصلين بمسجد كافوري، وهو يشير إلى مواصلة القتال ضد عبد العزيز الحلو وقوات الحركة الشعبية التي تقاتل الجيش السوداني في جنوب كردفان.. ولم يكن الخطاب موفقاً \"مكاناً\" أو زماناً... لذلك تستشعر ضعف الإستجابة له.. بل ربما حتى الذين \"يهللون ويكبرون\" يفعلون ذلك بمقتضى \"العادة\"؛ لأن خطاب الحرب في بلد ممزق وخائر وفاشل كالسودان لن يجد حفاوة مهما كانت درجة أوار العداء من أي طرف.. خصوصاً وأن الوطن منذ الثورة المهدية تقريباً لم يخض حرباً ضد عدو \"حقيقي\" يستحق الاهتمام، إنما ظلت حروبه داخلية فتيلها بيد الساسة..! * ولم نجد في خطاب الرئيس أي أمل \"سوى الحرب\"..!! * ليس غريباً أن تنعت الحكومة رئيس الحركة الشعبية بجنوب كردفان عبد العزيز الحلو بالمجرم المطلوب القبض عليه.. وهو الذي كرمته ذات الحكومة الغريبة بأرفع الأوسمة، فرفضها \"وهو حر في ذلك\"..!! * هل يا ترى كان الوسام المرفوض جزءاً من \"غبينة\" الحكومة على رجل لطالما احتفت بأدائه؟ وهل كل المتبقي من العلاقة بين \"الحلو والمر\" تمحوه مجرد قرارات بالقبض عليه؟ أم أن ما يجري \"فورة\" مؤقتة للحكومة التي طالبت من قبل بالقبض على خليل إبراهيم \"وهي التي تخطب ودّه في المفاوضات؟! * لست أدري.. من يطارد من؟ لكننا أمام شهوة جامحة للحرب والحكومة تعيد على شاشة تلفزيونها البائس معارك الأمس..!! فلن يتفاءل عاقل بالعرض إلاّ أن يكون مستفيداً مما يحدث..! * من الذي قال إن النصر في هذه الحرب \"مكسب\" إذا كنتم عاجزون عن لملمة أطراف وطن مأساوي وزيادة؟!! وطن يفتك به فساد كل شيء..! * سيظل الحلو مواطناً سودانياً من الدرجة الممتازة..! وربما يحظى بحقيبة غداً.. فقد تعودنا أن الحرب \"رخيصة\" في بلادنا، بل ظلت أشبه بالثأرات الشخصية التي لا علاقة لها بالشعب المغلوب..!! أعوذ بالله الشاهد