المجموعة السودانية للتغيير الديمقراطي \"وطن\" اليوم 9 يوليو 2011 وسيتم بعد لحظات إعلان دولة الجنوب بعد مخاضات عسيرة واتفاق أنهي حربا دامية استمرت أكثر من ثلاثة عقود ، حصدت أرواح مئات الآلاف وخلفت مليوني لاجيء ودمرت مدنا ، وقري تحولت إلي أشباح، وأثخنت القلوب بذكريات سوداوية مرعبة لا يبزغ فيها أي رجاء أو أمل . رغم كل ذلك ، تندلع حرب أخري ضروس فى جنوب كردفان ، ويمتد رحاها إلي أطراف شمال كردفان المتاخمة لها . وقد أعطي النظام الضوء الأخضر لحرب إبادة شاملة ، فأستعمل الطيران الحربي فى إبادة وتدمير قري كاملة ، اختفت من الخريطة . ومن لم يمت تحول إلي لاجيء هائم علي وجهه بعد أن أوصدت أمامه كل الأبواب ، وتشردت وتفرقت عائلات ومجموعات سكانية كاملة أيدي سبأ ، ولاقت ذات المصير المحتوم فى سنوات الجفاف والتصحر والمجاعة . تعددت الأسباب والنتائج الكارثية واحدة . لم تتعلم الأنظمة الاستبدادية من أخطائها إلا ارتكاب مزيد من الأخطاء لآن خيالها السياسي ضامر وراكد ، وأسيرة نظرة انغلاقية آحادية في إدارة للأمور ، ولا تجيد قراءة التاريخ القديم والمعاصر ، تراوح مكانها رغم أن دماءاً كثيرة جرت وتجري تحت الجسر . فى وجه كل ذلك ، لا نملك إلا أن نرفع صوتنا عاليا . أوقفوا هذه الحرب اللئيمة الشريرة . كفى حروباً واقتتالا . كفى ضحايا وجرحي ومعوقين ومشردين . كفى مدنا وقري لا يسكنها إلا البوم والخراب . كفى هذه النزعة السادية النيرونية . كفى هذه الأنا المريضة وليذهب الآخرون للجحيم . هذه السياسات الخرقاء أفضت لولادة دولة جديدة فى الجنوب ، وستفضي حتما لولادة دول ودويلات أخري ، إذا ما أستمر هذا العمى السياسي الذي يري فى الحرب والممانعة الوسيلة الوحيدة لحل الخلافات ، وما عداها تنازل عن السلطة وهزيمة فى مقتل . إنها أنظمة جبلت علي احتكار السلطة والاستئثار بها ، مختزلة الوطن فى حزب واحد ، والحزب فى مجموعة أفراد وتدير الوطن كإقطاعية خاصة بها وتنفرد باتخاذ قرارات مصيرية ومفصلية تطاول آثارها ونتائجها كل أفراد الشعب مما يحتم مشاركتهم فى اتخاذها ، لكنها عقلية الوصاية علي شعب لم يبلغ سن الرشد ولم يتم فطامه سياسيا بعد . الحرب لن تفضي إلا لطريق مسدود ، وستزيد الأمور المحتقنة تأزيما وتعقيدا ومآلاتها معروفة . نحن وأنتم لنهتف بصوت واحد: لا للحرب ونعم للسلام . لقد أكتوي هذا الشعب بنيران الحرب وذاق ويلاتها ومن حقه أن ينعم بسلام مستدام وإلا انهار المعبد ولن تنجوا العصبة الحاكمة من هذا الانهيار . كفي تفتيتا لهذا الوطن المتشظي أصلا ، عله يلملم بعض جراحاته . كلنا دروع بشرية لإيقاف الحرب وتسييد السلام .