[email protected] اليوم السبت 9/7/2011م يفقد السودان أرض عزيزة وغالية عليه جداً – أرض البطولات والمعارك – أرض سقط فيها أبناؤنا الشرفاء صرعي من أجل الوطن ووحدته لا تقسيمه وفرقته باعوا أنفسهم الرخيصة فداء للوطن الواحد المتحد القوي. وبالرغم من أن الاتفاق بين الحركة الشعبية وحكومة السودان كان ينص على الاستفتاء الجنوبين وحرية اتخاذ رأيهم في الوحدة أو الانفصال ... إلا أننا لم نشهد يوما واحداً بعد الاتفاق بين الطرفين ما يدعو للوحدة كخيار جاذب لأهل الجنوب ..إنما صر الأمر بين كر وفر بينهم وفي مواقفهم الأحادية ممثلة في المتنفذين في التنظيمين وعدم فهم المؤتمر الوطني بأهمية المرحلة المفصلية لتاريخ السودان .. بالرغم من شكنا الكبير بأنهم أرادوا ذلك الانفصال وساقوه سوقا بتعميقه بمفاهيم كثيرة ومتنوعة منها ما هو سياسي وغير ذلك .. والضجة الإعلامية التي سبقت الاستفتاء بقليل ما هي إلا بكاء وعويل في الزمن الضائع ...وهل سياستنا أصبحت تشابهه رياضتنا التي تسخن في الدقائق الأولي وتنبرش في أخرها ... حيث نجني إلا الهم وضياع الفرص .. وهنا في مرحلة انقسامنا نضيع وطن بكامله .. وهنا بدورنا ما هي السياسة والنظام السياسي وأين الرؤية المستقبلية لكل نظام وهل رؤية حكامنا وسياسيينا تكمن في أشخاص محددين ينطقون بها أو هي إلهام رباني يأتيهم من السماء .. أين سياسة المؤتمر الوطني والقوي الوطنية المضادة للنظام ..أم جميعهم يريدون انفصال الجنوب عن الدولة الأم .. لأن الوجع أكبر أن كان كذلك .. لأن بذلك ضياع السودان وأراضيه ونعلم بأن أصحاب النفوس الضعيفة مد البصر من أبناء شعبي في كل القوي والتنظيمات ... وأرخت الحكومة السودانية الحالية على الفساد في السودان لم نسمع به من قبل إلا زمن النبوات الأولي بكل النواحي ... وكل منتفع يجري وراء سرابهم يحسبه ماء ... لكن هيهات هيهات .. وأصبح الشرفاء من أبناء بلادي معزول ومهزوم للوراء وأسكنوهم جهنم كأنهم أولياء وأوصياء و دفعوا بهم باتجاه الغروب .. حيث أصبح جميعنا لا يعرف أين الشروق إلا في منابرهم أو في فضائيتهم المسماة بشروق السودان .. أختطفوه عنوة وعلقوه علانية في نجوم عاليات حتى لا يهتدي المهتدون أبدا إلي بزوخ فجرهم الجديد .. هم هكذا جلادو النظام وهكذا تفكيرهم الردئ كأنهم بذلك يعمون الصم أو ينعقون بومة السماء ولا يضريهم من فعلتهم سؤء عمل أخوان يوسف عندما قذفوا به في الجب ولكن مشيئة الله أعادت له الحياة .. والحال هنا مختلف لأنهم يريدون أن يطرحوا كل ساكنين هذا البلد تحت الدماء باستثناء قريتهم الفكرية والنفعية الضيقة .. وباتت كل قرائنهم ومعتقداتهم الفكرية بالية ونتنة تفوح منها كل يوم عفانة لقتلهم الأبرياء .. لم تبرأ من أعمالهم أسرة ولا شيخ ولا شاب ولا من هم كانوا معهم .. إبادات جماعية كي لا بفضحوهم وتنجلي أسوار الخفاء .. هم قصدوا ذلك وما بقي لهم أشتروه بثمن بخس ... وهم بذلك توهموا بأنهم يعيشون ضرباً ومرحي ..... لكن هيهات هيهات .... لأننا نقول لهم بأن عين الجبناء لا تنوم أصلاً ..... وسوف يأتي من يثور عليهم ..... وكيدهم في نحرهم اليوم .... يرفع السودان الجنوبي علمه ..... ونقول بكل حرقة ضيعوكي يا بلادي..... فاليوم أنت جنوبي وغداً شمالي.... وفي الأحداق صمت لا نكاد نعرف مداهوا أهو فكر أم تعالي الأصفياء.... ونقول لمصاصي دماء السودان ظمئنا روحنا وحان وقت التلاقي.... نبكيك شعبي بدموع سخية... بانفصال جنوبنا... وأن يكون هذا اخر انفصال.... حتى لا يأتي وطن جديد ...