الصادق المهدي الشريف [email protected] كما اتضح لاحقاً فإنّ قرار مجلس الوزراء المختص بإنهاء عمل الجنوبيين لم يكن موفقاً... لا سيّما في شقه الذي يلي (القطاع الخاص). القرار الذي حمل الرقم 236 للعام 2011م تحدث عن إنهاء خدمة الجنوبيين في الشمال بنهاية 9/7. ولكنّه لم يشر الى ابناء الجنوب في الحكومة فقط.. فقررت وزارة العمل (إجتهاداً من عندها) تسريح الجنوبيين في القطاع الخاص. فهل اصبح القطاع الخاص على استعداد للإستغناء من العمال والموظفين الجنوبيين؟؟؟. هل تمّ تعديل القانون الذي ينظم عمل الأجانب بالسودان بحيث يستثني الجنوبيين دون سواهم من الخدمة؟؟؟. من المؤكد أنّ القوانين لم تتغير(حتى لحظة كتابة هذا المقال).. ولكنّها العجلة التي فيها الندامة.. العجلة ل(كنس) آثار الجنوب عبر التنفيذ المتعجل وغير المرشد لقرارات مجلس الوزراء. وحسناً فعل الأستاذ محمد الحسن الأمين القيادي بالمؤتمر الوطني وعضو البرلمان.. حينما وصف ذلك التعجل بأنّه (غير قانوني.. وغير أخلاقي).. فهذا قانوني وشاهدٌ من أهل القرار يشهد ضد (بلا أخلاقية) هذا القرار (في شقه الذي يلي القطاع الخاص). الجنوبيون مثل كلّ الأجانب.. يملكون الحقّ في توفيق أوضاعهم قانونياً وفق القوانين المنظمة للعمل في السودان.. مثلهم وعشرات آلاف العمال البنغاليين والصينيين والمصريين. دعك من أولئك.. لناخذ العمالة الأثيوبية التي توافدت على السودان بكثافة.. هل طلبت منهم الحكومة توفيق أوضاعهم أو الخروج الى ديارهم؟؟؟. إنّهم يعملون في مهنٍ هامشية لا أعتقد أنّ السودان يحتاجُ إليها.. (بائعات شاي – خدم منازل – سائقو ركشات - ..). بل أنّ الكثير من أحرار هذا البلد والذين تقطعت بهم سبل الوظيفة لاسبابٍ يعلمها الجميع.. حاولوا ان يعملوا كسائقي ركشات.. لكنّهم وجدوا أنّ الأحباش قد سدوا عليهم الباب. أمّا حرائره اللائي فضلنّ بيع الشاي من أجل دفع الجوع على بيع الأجساد.. فقد وجدنّ أنّ سوق العمل قد إمتلا عن آخره ببائعات شاي أجنبيات.. لم تطلب منهنّ الحكومة توفيق أوضاعهنّ. هذا ليس تحريضاً ضد العمالة الأثيوبية أو الأجنبية بعمومها.. فمن دخل (دار أبو سفيان) وفق القوانين التي وضعها (أبوسفيان) فهو آمن. ولكن يجب بذات القدر منح الجنوبيين في القطاع الخاص.. الذين (يادوب) اصبحت لهم دولة تستخرج الجنسيات والبطاقات الشخصية والجوازات.. يجب منحهم فترة زمنية كافية للإستمرار بذات الوثائق الى أن يكموا استخراج بقية الوثائق، فهم أولى من غيرهم.. أو يختاروا بطوعهم مغادرة البلاد التي كانوا قبل يومين جزءاً منها. وهذا ليس حديثاً عاطفياً.. بل هو عين المصلحة الإقتصادية للشمال.. فبعض أصحاب العمل أكدوا أنّهم لا يستطيعون الإستغناء عن العمالة الجنوبية بهذه السرعة.. وأن (أبناء العرب.. المزعومين) لا يستطيعون إحلال محل الجنوبيين ولا القيام بما كانوا يقومون به.. بذات المقابل المالي. اصبروا عليهم.. وافسحوا لهم قليلاً.. يفسح الله لكم. التيار