(كلام عابر) حالة ضمور عقلي عبدالله علقم [email protected] \"الداعية\" المصري محمد الزغبي أصدر فتوى حلل فيها أكل لحم الجن، وقال لا فض فوه إن الجن يتشكل في صورة الإبل والماشية ودلل على ذلك بعدم جواز الصلاة في أماكن وجود الإبل لأن تلك الأماكن موطن للعفاريت، وحول شرعية أكل لحم الإبل قال إن الجن يأخذ وقتا غير معروف للإنسان لكي يتشكل في صورة مخلوق ولا يراه أغلب الناس وأضاف \"نحن نأخذ بما صح من المنقول لا بما تستحسنه العقول ، اذا فمن الجائز أكل الإبل دون أن يقع ضرر من ذلك.\" في اللغة جن الشيء بفتح الجيم والنون وتشديد النون بمعنى استتر ومن هنا جاءت تسمية الجن لاستتارهم واختفائهم عن الأبصار لأنهم استجنوا من الناس فلا يرونهم ومنه سمي الجنين لاستتاره في بطن أمه ، ورغم أن مصطلح الجن على إطلاقه لا يعني كائنا بعينه ، \"لكن العوام ومعهم الكثير من علمائهم يرون أن إبليس والجن والشيطان مسميات مختلفة لمخلوق واحد\" كما يقول كاتب جزائري. الشيخ محمد الزغبي لم يكمل فتواه ويوضح أين يوجد لحم الجن أصلا في عالمنا هذا في أيامنا هذه. في جانب آخر من نفس الكون وبعيدا عن جدلية لحم الجن، تجاوز الآخرون عصر الإنترنت والفضاءات المفتوحة الناقلة للخبر والمعرفة إلى عصر الخلايا الجذعية، والخلايا الجذعية تعلرف بأنها خلايا غير متخصصة وغير مكتملة الانقسام و تكمن أهميتها في قدرتها على التشكل بأي نوع من خلايا الجسم الأخرى ومن وظائفها إصلاح وتعويض خلايا الجسم التالفة بشكل مستمر، ويتوقع العلماء أن تستخدم الخلايا الجذعية في علاج داء ألزهايمر والأمراض الناتجة عن إصابة الحبل الشوكي والجلطات والسرطان وأمراض القلب والسكري والحروق والتهابات المفاصل، ورغم أن الكشف العلمي لا يزال في مراحله الأولى فقد استطاع الأطباء علاج بعض حالات من الخلل الدماغي وضمور العضلات والسكري. في المساحة الكبيرة الفاصلة بين عصر لحم الجن وعصر الخلايا الجذعية يجلس العقل العربي وهو في أسوأ حالات الضمور.تحرر الإنسان يبدأ بالضرورة بتحرر العقل، وسيظل ذلك هدفا بعيدا طالما ظل التفكير العربي مؤطراً بحدود الخوف، كما يقول مفكر عربي، حيث ما من سبيل أمام هذا العقل سوى اللجوء إلى الماضي لإثبات شرعية ومنطقية الفكر الذي يريد قوله. وان عجز الماضي، يمكن الأخذ من الآخر الغربي ويشترط في معظم الأحيان ألا يكون هذا الآخر مغايرا أو متناقضا مع الخطاب الذي تقبله السلطة وتسمح به. وربما تجيء فتوى أكل لحم الجن متسقة مع هذا الواقع البائس.