بسم الله الرحمن الرحيم حاطب ليل دموع في السهلة عبد اللطيف البوني [email protected] الدموع هي السائل الذي ينزل من عيون الانسان في حالة الحزن في حالة الفرح (دموع التماسيح ما معانا هنا ) وتفرزها الغدة الدمعية بامر من المخ وهي نوع من انواع التعبير عند الانسان وتشترك بعض الحيوانات في هذا الامر مع الانسان هذا هو التعريف الموضوعي للدموع ودون شك انه تعريف (مسيخ) يهبط بامر الدموع ويضعها في اطار الي ناشق ويجردها من ابعادها الانسانية الباذخة فالدموع اداة من ادوات التعبير الراقي وهي تدل على رهافة الحس ورقة الشعور فقد استعاذ رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة واتم التسليم من العين التي لا تدمع والقلب الذي لايخشع بهذا يرفع الدموع الي مرتبة الايمان من الامور التي لا تروق لي وصف الدموع على انها من لوازم الانوثة وان الرجالة الجد تستلزم ان تكون في حالة قطيعة مع الدموع وهناك من يبحث لدموع الرجال عن مخرج يميزها عن دموع النساء فالشاعر الرقيق عثمان خالد في قصيدتة الرائعة التي غناها حمد الريح (الي مسافرة) قال في احدى المقاطع (ما دموع رجال / بتهد جبال / هدارة زي رعد المطر) فياستاذنا عثمان خالد انها دموع انسانية فالدموع لاتعرف الجندرة لكن معليش قبلناها منك لانها جاءت في اطار شفيف اما مناسبة هذة الرمية فالاسبوع الذي ينتهي اليوم شهد انهمارا للدموع في كل السودان بصورة لم تحدث من قبل لان هذا الاسبوع قد شهدا حدثا فريدا يندر تردده وهوانشطار السودان وظهور دولة الجنوب المستقلة فالشماليون باستثناء الطيب مصطفى وجماعته بكوا حزنا على تقسيم السودان والجنوبيون بكوا فرحا لاعلان دولتهم الجديدة وحتما هناك جنوبيين بكوا حزنا على الانفصال ولكن صوتهم كان ك(صوت طفلة وسط اللمة منسية) لايمكن اظهاره لانه ضد الشعور الجنوبي العام . بعد ان اصدرت الحكومة قرارها بفصل كل الجنوبيين في الخدمة العامة بشقيها العسكري والمدني اقيمت حفلات وداع في المؤسسات المعنية انهمرت فيها الدموع من الجانبين مدرارا ولسان حالهم جميعا هذا ما جنته علينا السياسة ولم نجن على احد لابل يمكن استدعاء بيت المتنبئ (جرم جره سفهاء قوم وحل بغير جارمه العذاب) من حفلات الوداع اعلاه استوقفتني بصورة خاصة دمعة اللواء شرطة سمير خميس سليمان وهو اقدم ضابط جنوبي في الشرطة السودانية وهو من الذين فقدوا وظيفتهم نتيجة انفصال الجنوب وقد اقيم له مع منسوبي الشرطة الجنوبيين حفل وداع كبير ومؤثر وكما الحفلات الاخرى انهمرت فيه الدموع وكان سيادة اللواء من الذين ذرفوا الدمع سخيا على روؤس الاشهاد ولعل هذا امر طبيعي من انسان عاش كل حياته في الشمال ولم يحس بجنوبيته الا ساعة تسلمة ورقة الاجازة النهائية وفي مقابلة له مع صحيفة الاحداث قال من الاسباب التي ابكته لابل السبب الرئيسي هو حبه الشديد للهلال . الله الله الله عليك ياسيادة اللواء والله ياهو الببكي والله العظيم ابكيتنا معك ما انبل دموعك الهلالية الراقية ولكن اطمئن ياسمير سيظل الهلال في داخلك وسوف تتابعه اينما كنت فالرياضة ابداع كوني اصبح لا يعرف الحدود السياسية لقد بدا لي ان السودانيين قد اخذوا (كوتتهم) من البكاء في الاسبوع المنصرم وان ارض السودان قد طهرتها دموع السودانيين النازلة فخلاص كفاية يلا استغفروا وقوموا الي صلاتكم يرحمكم الله