نور ونار الفجور في الخصومة م.مهدي أبراهيم أحمد [email protected] قبل مدة ليست بالطويلة أختلفت أحدي الجماعات الدينية -عندنا- في أمر المشاركة في السلطة مع الحكومة من عدمها الي جناحين جناح يري في المشاركة أمر ملح وجناح متطرف يعرض سياسات الحكومة ومنهجها في قضايا جوهرية ناهيك عن المشاركة فيها والخلاف يؤدي الي أنشقاق الجماعة تماما وفجور في المخاصمة بين الجناحين المتصارعين . والجماعة المناط بها أنزال الفكر الاسلامي وأتخاذ منهج الدعوة سببا للترغيب بالحسني والمجادلة بالتي هي أحسن تسقط في فخ الخصومة والهجران التي تجاوزت الليالي الثلاثة الي يومنا هذا ولكنها سكرات السلطة ونفوذ السلطان الذي يجعل الخلاف يتجاوز الأطر الأسلامية الي مهالك الخصومة الفاجرة . وزعيما الجناحين المتصارعين يدخلان ساعتها حيز التراشقات والملاسنات اللفظية وأحدهم يقول لصاحبه ساعتها (أنا بكرهك –قالها ثلاثا وأردف ومابنتلاقي الا يوم القيامة ولم تجمع اللقيا بين الرجلين أخري فقد ذهب القائل الي ربه مرضيا ووقف الآخر علي قبر صاحبه يزرف الدموع لاعنا الشيطان الذي دخل بينهما وأفسد ماكان موصولا بينهما . ذلك نموذج من الخصومات الفاجرة التي أشتهرت بها خصوماتنا الدينية منها والسياسية فالخلاف ينبغي أن لايتجاوز النقاط الخلافية ويعطي للعلاقة الشخصية وعلاقة القرابة فسحة بين طيات تلك الخلاف ولكن في واقعنا قد يذهب الخلاف بخير الصحبة والعلاقة الحميمة برغم السنوات ومجاهدات العمل الطويلة. عندما أقيس ذلك بواقعنا قد نري عجبا وخصوصا ممن نرجو منهم ونتوسم فيهم الصلاح ولكنهم يقعون في أوحال الخصومة الفاجرة التي لاترضي الا بالتشفي الصريح والمطاعنة الفاحشة والتي ربما يعتورها الطعن في جوهر الأخلاق والدين والتي تصيب الأتباع والحيران قبل المراقبين بالدهشة فماعاد الخصام معركة فكرة وقضية لاتفسد للوداد والمحبة عنصرها بل تجاوز ذلك ليقضي علي الفكرة وعلي معنويات الأشخاص وقتل شخصياتهم . ولعلي أطلعت علي حوار يقدح فيه صاحبه في رأس الطريقة الدينية وقال فيه مالم يقله مالك في الخمر بتهم صريحة في جوهر الدين والأخلاق ولم يراعي المحاور لحق الصحبة والقرابة ولاحق الدين في فقه الستر والمدارة فطفق يخرج كل هواءه الساخن من جوفه ولو كان فيه من السموم مايصيب بحرها القريب والبعيد . الخلاف حول الأصول والثوابت ينبغي أن يحسم في دائرته بعيد ا عن الأعلام واللجؤ اليه لأنه خلاف حول الأفكار وترجيحها والأخذ بغالب البلد وأدخال الوسطية وموافقة السلطان والجرأة المحمودة في التعاطي مع قضايا العصر التي تحتاج للقياس والموازنة وأي أختلاف حول ذلك كما قلت مكانه بين العلماء بعيدا عن العامة وأي محاولات لتشويه صورة فلان والدخول في حيز الخصوصية ربم أتهم صاحبه في سمته وخلقه وربما أودي كلامه الي فتنة القائم فيها أفضل من القاعد . الفجور في المخاصمة داء عضال أبتلي به علماؤنا وسياسينا علي مر العقود فالأختلاف في الرأي بين الجماعة الواحدة ربما أودي بصاحبه الي مدارك المنبوذين والي مراتب الأشقياء دون حفظ للمجاهدات والمقامات التي ربما يكون في حفظها أثبات للحقوق وأيمان بالأفكار ولكن في واقعنا ربما تعصف الخلافات بخير البلاد وخير الجماعات والأفراد.