الثورة على الأبواب ولكن ... من هو البديل؟!! صوفيا حسن [email protected] أموت فى اليوم عدة مرات كلما سمعت أن أهل السودان قد ملوا حكم العصبة وهم على إستعداد للخروج إلى الشارع وإقتلاع النظام من جذوره ولكن ، يحجمون عن ذلك لأنهم لايرون بديلا يحل محلهم هؤلاء فى حكم السودان! وكما قال أحدهم قضاء أخف من قضاء أو بلا أخف من بلا!!! كل العجب ، هل وصل اليأس بنا إلى درجة البحث عن مبرارت جوفاء توقف مدنا الثورى وتبقى على القيود وشظف العيش والمهانة ، لا لسبب إلا أننا لم نجد البديل بعد ؟! إلى هؤلاء نقول: من كان يعرف \" وائل غنيم أو خالد سعيد فى مصر \" أو \"محمد البوعزيزى\" فى تونس؟ وهل قبع نيلسون مانديلا فى سجون النظام العنصرى ولمدة 23 عاما فى إنتظار البديل ؟!! وهل إنتظرت الثورة الفرنسية بديلا ؟! وهل إنتظر القس مارتن لوثر كنج كى يأتى البديل ليخرج السود الأمريكان من الظلم ولإضطهاد؟! وبدلا من أن نذهب بعيدا ، مابال ثورة أكتوبر 1964 وثورة أبريل 1985 هل كان هناك بديلا جاهزا يتسلم الراية من إبراهيم عبود أو جعفر نميرى؟!! مالنا يا أبناء وبنات بلدى نبحث عن المبررات لتقاعسنا ؟! ولماذا لاتخرج الجماهير إلى الشارع تقذف بحممها فى وجه هؤلاء الذين إغتصبوا السلطة وأذاقونا الويل والثبور ؟ الحرائر جلدن وإغتصبن ولم نتحرك ! الشهداء فى دارفور وفى كجبار والبحر الأحمر وفى جنوب كردفان ولم نتحرك ! ولازلنا نبحث عن مبرر لتقاعسنا يسميه البعض \" البديل!! \" إلى هؤلاء نقول الثورات تخلق البديل وليس البديل هو الذى بخلق الثورات . ؟ ضاقت فلما إستحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لاتفرج \" لم يقل \" ضاقت ولما وجد البديل فرجت \" با أبناء وبنات ورجال ونساء السودان، اياكم ومخدر إسمه \" البديل \" لقد عشنا زمنا طويلاً نخبف أطفالنا بغول وهمى نصوره نحن ، كى يخلد أطفالنا للنوم ! هل شب الشعب السودانى على \" بخاف من تبقبق القلة \" و \" محجوبه الكسلانة \" \" والشكلوتة \" و \" الغول \" والوهم الذى غرسناه فى عقول أطفالنا من أجل ساعة صفاء لنا نحن الكبار ؟! وهل أطفال الأمس شبوا على الخوف من الغول والخوف من الظلام ؟!! كما الخوف من المجهول؟!! با أبناء السودان وثوار الغد القريب : من يركب البحر لايخشى من الغرق ، كما جاء فى قصيدة الشاعر الأندلسى لسان الدين بن الخطيب . لاتنتظروا وهما يسمى قائد بديل . كما لايجب أن تستمعوا لمن يقول \" أين البديل؟\" ولا من يقول \"نحن نقوم بالثورة وتجى زعامات الأحزاب التقليدية وتستولى عليها \" كل ذلك من المحبطات والمعوقات التى تقف فى طريق الثورة ، طريق الخلاص . وكما عنونت مقال سابق لى \" ان الثورة تولد من رحم الأحزان \" فهل هناك حزنا أكبر أو أعظم من مانحن فيه ؟! وكما قال الشاعر التونسى أبو القاسم الشا بى \"إذا ما طمحت إلى غاية ... ركبت المنى ونسيت الحذر \" إلى أن قال \" ومن يتهيب صعود الجبال ... يعش أبد الدهر بين الحفر \" هل أدلكم على بديل يا أبناء بلدى ؟! انه الموت ! نعم الموت جوعا والموت مسلوبى الإرادة والموت برصاص غادر والموت كما المتشردين الذين إغتالوهم كى لايذكرونهم بأيام القحط وشظف العيش الذى لاقوه قبل أن يتوهطوا فى كراسى الوزارات والمؤسسات والفارهات من السيارات !\" هبوا يا أبناء الكنداكة ومهيرة والمهدى وعلى عبداللطيف وعبد الفضيل الماظ \"فمن لم يمت بالسيف مات بغيره \" والشمس لاتشرق إلا مرة واحدة فى اليوم ! انى خيرتكم فاختاروا ! كما أذكركم هنا بما جاء فى خطبة طارق بن زياد \" أيها الناس، أين المفر ؟ البحر من ورائكم والعدو أمامكم ... واعلموا أنتم ( فى السودان ) أضيع من الأيتام فى مائدة اللئام !\"