[email protected] لا يتجادل عاقلان فى ان الواقع الراهن يؤكد قيام دولتين ، دولة السودان الشمالى ودولة السودان الجنوبى ، وعلى جميع المكونات اقرار هذا الواقع واحترامه فقد تبخرت كل الامال فى الوحدة ويبقى الامل فى بناء علاقات تقوم على الندية والمصالح المشتركة عملا بمبدأ اكلوا اخوان وتحاسبوا تجار ، ومن خلال ما تناولته الاجهزة الاعلامية حول استقالة فاقان اموم ، وهل هى استقالة ام اقالة اعتقد ان الامران سيان ولكن وبدون لف ودوران انها اقالة صريحة وواضحة ولا تخفى على كل مهتم بالشأن السياسى ومن ابرز شواهد الاقالة هو ما حدث على منصة الاحتفاء بالاستقلال ، حينما انتزع د. رياك مشار المايكرفون من يد باقان اموم وقدم الرئيس البشير بنفسة فى كلمة عصماء اوضحت بجلاء كياسة الساسة من دولة الجنوب الوليدة الى جانب نهجهم الجديد بعد ان تحقق هدفهم فى اقامة دولتهم . والدرس الاول فى منهجهم ورسالتهم الصريحة انهم يحرصون على مصالحهم وهو امر مشروع ،وبالتالى ينبغى اجراء عمليات استئصال لكل ما يعيق ذلك ، وكان باقان هو كبش الفداءوالضحية لانه لم يعى الدرس ولم يفهم ان عهد المشاترة قد انتهى ، وقد اضحى عبئا وحموله زائدة ، اضافة الى ان عمليات التضخيم التى حظى بها فى الفترات الماضية كان مسموحا بها من اجل الهدف الاسمى للحركة الشعبية ، خاصة وانه كما يعتقد البعض بانه كما يحلو للاخوة فى الجنوب ليس بثور كبير فهو من قبيلة ضعيفة مقارنة بالدينكا والنوير ، وحتى فى قبيلته الشلك فهو ليس على وزن د. لام اكول اجاويد وليس على وزن صديقى موسى المك كور ، ومن باب الحرص على المصالح هل تخرص الاصوات النشاذ فى الشمال وتكف عن المناكفة بعد ان تحقق الانفصال ويتم تناسى مرارات الماضى من اجل مستقبل مشرق فلتسكت تلك الاصوات طواعية قبل ان يضطر النظام لاخراسها كما فعلوا الاخوة الجنوبيون مع فاقان كعربون صداقة تم دفعه مقدما لان مصالح الشعوب فوق مصالح ونزوات الافراد فهل من مجيب.